منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 03 - 2021, 12:16 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

قصه ابينا القمص فلتاؤس السريانى شيخ بريه شيهيت


قصه ابينا القمص فلتاؤس السريانى شيخ بريه شيهيت



--------------------------------------------------

+ ميلاده ونشأه :

------------------------
فى منزل المقدس جرجس ايوب بمدينه الزقازيق وزوجته هيلانه عطيه ولد كامل مع خمس بنات وولد وترتيب ولادتهم كالتالى اوجينه , مارى , اجيا , انجيل , عزيز , سعاد , واخرهم كامل الابن الاصغر فى هذه العائله وكان مولود فى اليوم السادس من الاسبوع السادس من الصوم المقدس يوم 23 من برمهات المبارك عام 1638 ش الموافق السبت 1922/4/1 م وعندما بلغ كامل عامه الخامس الحقه والده بكتاب الكنيسه مع اخيه الاكبر عزيز حيث بدا فى حفظ المزامير وبعض الحان الكنيسه والمردات وفى وقت وجيز اتقن الحانا كثيره ثم التحق وهو فى عامه السادس بالمدرسه الابتدائيه وظهر نبوغه وسط اقرانه وبادله زملائه المحبه لما ابداه من حب اتجاههم ..وهكذا معلميه فى المدرسه وهذا يعكس البيئه التى نشا فيها كامل .. اذ نشا وسط اسره تقيه مرتبطه بالرب يسوع المسيح له المجد متممه لوصايا الرب ..
وها هو كامل يتمثل بسيده فى الطاعه والخضوع لابويه ( لو 51:2 )..
وانتقلت امه عن عالمنا وهو فى سن الثانيه عشر عاما ..ولم يكن هذا بالامر الهين اذ كانت الام ترعى سبعه ابناء فانتقلت الاسره الى حى شبرا بالقرب من كنيسه مارجرجس بجزيره بدران .
فتزوج المقدس جرجس من سيده فاضله اولت ابنائه الرعايه والحب والحنان فكانت لهم بمثابه ام حقيقيه فعوضهم الرب عن فقدانهم لامهم ..
ومن كنيسه مارجرجس بجزيره بدران ارسل الرب لهم القمص جرجس بطرس كاهن الكنيسه ليتفقد احوال الاسره .. فتعلق كامل به واتخذه اب اعتراف له ..وارتبط كامل بالكنيسه ارتباطا وطيدا وانتظم لحضور القداسات ومواظبا على دروس حفظ الالحان .. ولما راى القمص جرجس بطرس فى كامل الالتزام الروحى زكاه لدى قداسه البابا يوأنس التاسع عشر ( البطريرك 113) ليرسمه شماسا فزاده هذا التزاما روحيا وحبا للرب الاله ..
+ فضيله مبكره :
------------------------
هناك تاثر مباشر بارتباط كامل بالله ونشاته وسط اسره تقيه .. اذ صار يستقطع من مصروفه ليعطى جاره الفقير وايضا يشترى الحلوى ليوزعها على اقرانه من الاطفال فعل هذا فى طفولته على غير عاده الاطفال .. فكل طفل يتمسك بما لديه من مال او لعبه .. ولكن كامل صنع ما هو مختلف عن طبيعته كطفل ..ولم يكن هذا وليد لحظه او مصادفه ولكنه نبع من محبته للرب الاله وارتباطه الوثيق به .
+خطوات فى حياته الروحيه :
-----------------------------------
التحق كامل بالمرحله الثانويه ومع تقدمه فى الدراسه تقدم ايضا فى الروح وظهر هذا فى حبه الشديد للصلاه والتسبيح وانضم للخدمه فبدا بافتقاد الاطفال والخدمه فى مدارس الاحد وانتهى بتعليم الالحان لبعض الفتيان والاطفال ..
ولم يكن هذا التطور الروحى على مستوى الخدمه فى الكنيسه فقط بل كان فى خلوته فى حجرته بالمنزل والتزامه بقانونه الروحى بارشاد اب اعترافه .
+ كلمات لها اعتبارات :
--------------------------------
فى زياره روحيه قام بها بعض من الشمامسه والخدام لطاحونه الهواء بمصر القديمه التى كان يقطنها القمص مينا المتوحد ( قداسه البابا كيرلس السادس فيما بعد ) .. وعند نهايه الزياره اعطى القمص مينا ورقه لكامل مكتوب فيها : "لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم وخسر نفسه ؟" (مر 36:8)..
لم تمر هذه الكلمات مرور الكرام على كامل بل اصبحت محور تفكيره .. فانعكس ذلك على صلواته واصوامه وقراءاته فى الكتب المقدسه ..
وما ان انتهى من شهاده البكالوريا _ الثانويه العامه الان_حتى ملكت على حياته فكره الانطلاق للبريه للرهبنه وتسليم حياته كامله لله العلى .. وانتظر تلك اللحظه المواتيه التى يحمل فيها صليبه ويتبع سيده ..وكلما مرت الساعات والايام ازدادت معها رغبته الاكيده فى الانطلاق للرهبنه .. ولم يقصر فكره على ذاته بل صارح اب اعترافه بنيته هذه فوجد تشجيعا من ابيه الروحى .
+ ترتيبات الهيه للحياه الاتيه :
---------------------------------
وفى اللحظات التى التقت فيها اراده الله مع رغبته الكامله .. رتب الله العلى لكى يجهزه لهذه الحياه فرتب الرب ان يكون عمله الاول على السفن والمراكب فى وسط البحر ولفترات طويله مما اهله فيما بعد ليحيا حياه السكينه والتامل ..
ذهب اخيه الاكبر عزيز الى دير السريان طلبا للرهبنه فذهب ابوه الى هناك وتقابل مع المسئولين عن الدير وتحدث بانفعال واصر على عوده ابنه معه الى البيت ومع اصرار ابيه عاد عزيز الى العالم ولم يمر الا اشهر قليله حتى اصيب عزيز باورام فى الرقبه وعجز الاطباء عن علاجه انتقل على اثرها الى الفردوس ولم يكن قد اكمل عامه السابع والعشرين من عمره ..
كان تاثير هذا على الاسره مؤلما الا ان هذه الحادثه ساهمت فيما بعد بشكل ايجابى لقبول والده برهبنه ابنه الاصغر كامل بالدير ..
ولنا هنا ملحوظات فى ترتيبات الله لابنائه ..الامر الاول _فكما كان اختيار الرب لداود اذ اختاره الاصغر من وسط اخواته السبع وهكذا فعل مع القديس الانبا بيشوى حبيب المسيح وايضا كان اختياره لكامل .. فمعيار الاختيار لايبنى على القوه البدنيه او كبر السن ولكن الله فاحص القلوب والكلى يبنى اختيارته على الفحص الداخلى لانسان ..
ثانيا : لابد ان تلتقى ارادتين فى الاختيار اولهما اختيار الله وثانيهما اصرار الانسان نفسه على السير وفق اراده الله وتسليم ارادته كامله لعمل الله .
+تسليم الاراده لله :
-------------------------
اظهر كامل رغبته لابيه فى انه يريد ان يترهب فصار الاب فى حيره من امره اذ امامه اختارين لا ثالث لهما اما ان يقبل ولم يبق له من ابنائه الذكور سواه بعد نياحه الابن الاكبر واما ان يرفض وفى هذه الحاله يمكن ان يكون مصيره كمصير ابنه الاخر ..
وذهب كامل الى ابيه الروحى القمص جرجس بطرس والتقى بالقمص مينا المتوحد فنصحاه بان يذهب الى الانبا ثاؤفيلس اسقف دير السريان فى ذلك الحين فى مقر الدير بالقاهره ( العزباويه )..
+ لقاء واختيار :
----------------------
عزم كامل النيه على لقاء الانبا ثاؤفيلس اسقف دير السريان بمقر الدير بالعزباويه فهندم نفسه واستعد للقاء ..
اراد مثلث الرحمات الانبا ثاؤفيلس اختباره ..هل يصلح للرهبنه ام لا؟
وعند اللقاء وعرض الرغبه للرهبنه على سيدنا الانبا ثاؤفيلس فنظر اليه سيدنا قائلا : "رهبنه ايه دى !دى البدله اللى لابسها يشرب منها العصفور " ويقصد بقوله انها نظيفه .
فسارع كامل بالرد : " يعنى يا سيدنا انا هكون احسن من مكسيموس ودوماديوس اللى كانوا اولاد ملوك ؟!
فامر بان يبيت فى مخزن ملىْ بالفحم والشمع وقطع الحديد حيث ترتع الفئران فى هذا المخزن .. فقضى كامل هذه الليله ورغبته فى الرهبنه دعته ان يتحمل اى مشاق فى سبيل تحقيق تلك الرغبه .. لم يجد مكانا لراحه جسمه ولكنه عبر تلك الليله وذهنه متجه الى الله القادر على كل شىْ .
وعند القاء سيدنا فى الصباح كانت ملابسه متسخه ..فسارع سيدنا بقوله الفرج بالنسبه لكامل اذ قال : " اهو كده ! انت يا ابنى تنفع راهب ! ".. فانتابته فرحه غامره ..
وكتب سيدنا خطابا وناوله اياه قائلا : " يالا روح الدير " .
فارع كامل الخطى ليصل الى اسوار الدير ووزع كل ما لديه من مال ولم يتبقى معه سوى ثمن تذكره الاتوبيس الذى سينقله فى رحلته للدير ..
واستق الاتوبيس الى الرست هاوس .. ونزل هناك ثم وضع حقيبته على ظهره واخذ يسرع خطاه سيرا وبحثا عن اسوار الدير الى ان بدت امامه الاسوار وفى خطى سريعه تقدم الى الاب الراهب المسئول عن الباب الاثرى وقلبه يخفق تهليلا ..ساله الاب الراهب : " انت جاى ليه ؟! "
فقال له كامل : " انا جاى اترهبن "
وقدم له الخطاب الذى اخذه من سيدنا موجه لربيته الدير لقبوله ..واعطاه حجره صغيره للمبيت وكلفه بعمل المطبخ فانتهى منه بهمه وزاد عليه نظافه الحمامات وخدمه الاباء الشيوخ .. وكان هذا فى اغسطس 1948 م.
+ استعداد تام للجندى الهمام :
----------------------------------
ومنذ الحظه الاولى لدخوله الدير كان كامل يستعد بهمه لارتداء زى الجنديه ( الذى هو الزى الرهبانى ) ليصير جنديا للرب العلى ..
ولم يستغرق الامر كثيرا .. اذ بعد ثلاثه اشهر قضاها كامل كتلميذ للرهبنه وبالتجنيد فى 23 بابه 1665 ش الموافق 1948/11/2 م ..
استدعاه الانبا ثاؤفيلس رئيس الدير بعد ان سال الاباء بالدير عنه وسال اب اعترافه فى الدير و هو ابونا عبد الملاك السريانى .. فكانت التزكيه بالاجماع ..
وفى عشيه هذا اليوم امر الانبا ثاؤفيلس بان تعلن اجراس الدير ليتجمع الاباء وفتح ستر الهيكل ..بعدها وقف كامل امام الهيكل وقال له كلمات لم ينساها طوال حياته الرهبانيه : " اسمع يا ابنى قدام الله وقدام مذبحه تمشي كويس فى الصلوات والاصوام والسهر والميطانيات وتحب اخواتك وما تتكبرش عليهم وتعيش باستقامه وطهاره روحانيه ".
ومع كل كلمه تقال كان يؤمى براسه ( يهز راسه ) علامه الموافقه ..
وفى تلك الليله ظهر ملاك من السيرافيم ذو السته اجنحه ويحرك اجنحته كما لو كان يصفق بهم ..
وبات كامل تلك الليله فى الكنيسه وفى الصباح الباكر رهبنه سيدنا الانبا ثاؤفيلس باسم الراهب فلتاؤس السريانى .. حيث كان سيدنا يحب هذا الاسم .. اذ كان اسم رئيس الدير الذى سبقه فى رئاسه الدير ( القمص فلتاؤس الكبير ) والذى عينه وكيلا للدير فى فتره رئاسته للدير واعطى له قلايته ايضا ..
وما ان استقل بقلايته حتى وجدها واسعه ووجد بها اشياء كثيره راى انها مرفهه وهو يحب التجرد فافرغها من محتوياتها وارسلها الى المكان الذى يوزع فيه الاشياء على الاباء بالدير لكى ياخد منها كل من يحتاج شىْ.
+ حياه الرهبنه مع ابينا فلتاؤس السريانى :
----------------------------------------------
كما سبق ان ذكرنا انه اول الامر جرد قلايته من محتوياتها ليعيش حياه التجرد والفقر الاختيارى وهكذا عاش طوال مده رهبنته ..
ومع بدايه حياته الرهبانيه اخذ ينسخ 10 صفحات من مخطوط ميامر مار اسحاق السريانى يوميا فزادته هذه الممارسه ثباتا فى الرب وحبا له وانطلاقا فى حياته النسكيه ..
وخلال السنوات الثلاث الاولى من رهبنته بدا يجاهد جهادات نسكيه شديده حتى انه كان يصوم يوميا الى المساء ويعمل اكثر من 300 ميطانيه يوميا ( عدا السبوت والاحاد وايام الاهياد ) كما عاش بتدقيق فى صلوات الاجبيه بكاملها اضف الى هذا صلاه يسوع وصلوات قصيره كان يرددها بشفتيه وقلبه ينبض بها .. وداوم على قراءه سير الاباء القديسين واقوالهم هذا بالاضافه الى نسخ المخطوطات كعمل يديه فنسخ مخطوط رقم 290 أ _ ميامر قديسين (سير الاباء السواح ) ونسخ ايضا نسكيات مار اسحاق _سفر المزامير _ رؤوس المعرفه _ الشيخ الروحانى ..
+ نوال نعمه الكهنوت :
---------------------------------
بعد مرور عام تقريبا من رهبنته مع اواخر عام 1949 واوائل عام 1950 تقريبا نال ابونا فلتاؤس نعمه الكهنوت بيد مثلث الرحمات الانبا ثاؤفيلس رئيس الدير ثم رقى الى رتبه القمصيه مع اواخر عام 1951 واول 1952 تقريبا ..
وجدير بالذكر هنا ان تواريخ نواله لنعمه الكهنوت والترقى لرتبه القمصيه كان تاريخا تقريبيا وان جدل ذلك انما يدل على شده اتضاعه وزاده ذلك من حياته النسكيه.. ومن محبته لابائه واخواته بالدير .
+ تجارب روحيه ومعنويه الهيه :
-----------------------------------------
حدث يوما انه كان متوجها الى دير الرموس برفقه ابونا انطونيوس السريانى ( قداسه البابا شنوده حاليا ) وهبت ريح مفاجئه تطايرت معها الرمال لتصفعهما صفعات موجعه .. ولم ينتهى الامر عند هذا الحد بل زاد الامر صعوبه انهما تاها فى الجبل وتاه معالم دير الرموس الذى قصداه وكان الوقت ليلا ولم يكن لهما ملاذا سوى الصلاه لتاتى المعونه من الرب العلى ..
ما اعظمك يا الهى فحينما نقصدك فى وقت الضيق تنجينا .. اذ اعطانا وعدا على لسان وحياه عاشها معلمنا داود النبى من قبل : " ادعنى يوم الضيق انقذك فتمجدنى " ( مز 15:50 ) ..
واتى الفرج سريعا من عند الرب وعلى لسان ابونا فلتاؤس السريانى اذ نطق باتجاه السير بايعاذ من الرب فحدد انهم على مقربه من جبل بعده بنصف ساعه سنرى صليب الدير .. وقد كان هذا الوصف مسافه واتجاه هو الوصف الصحيح للدير ..ونستطيع ان نعلم مدى العون الجزيل حينما نعلم ان دير الرموس يطفىْ ماكينه الاناره فى هذا الوقت المتاخر من الليل ولكن عظمه محبه الله لابنائه جعلت ماكينه الدير تعمل فى هذه الليله اضاءت معها صليب الدير ليكون هدايه لهما فى الطريق وسط الليل الحالك فى ظلامه والعاصف برماله ..
وايضا ذات مره .. اخترق ابونا فلتاؤس السريانى البريه الى ان وصل الى المنطقه صخريه وتربتها ظلطيه وحين وطأت اقدامه ذلك المكان حتى جرح اصبع قدمه ونزف بشده وزاد الامر سوءا شده الالم فى اصبع القدم وها هو وحيدا دون رفيق فى الطريق فبكى كطفل ينشد العون من الرب الحنان .. وصرخ قائلا : " يارب اعمل ايه .. واروح فين ؟ ! "
واتاه العون سريعا .. اذ ظهر له شخص ذو لحيه بيضاء طويله .. يبدو انه احد الاباء السواح الساكنين فى تلك الضياع من البريه .. وناداه هذا الاب الوقور فى منظره له : " مالك يا ابونا فلتاؤس ؟!"
لم يستطيع ابونا فلتاؤس ان ينطق بكلمه ولكنه اشار على اصبعه الذى ينزف بصمت .. فرشمه بعلامه الصليب فتوقف النزيف وزال الالم .. واختفى اى اثر لجرح فى اصبعه .. واختفى هذا الانسان فجأه كما ظهر من قبل فجأه ..
عاد ابونا فلتاؤس ادراجه الى الدير متعجبا متاملا فى المعونه الالهيه وحياه الاباء السواح وساكنى المغاير .
+ استناره روحيه وخطوه بهيه :
------------------------------- -------
لم يفارق ذلك المشهد الذى راى فكر ابينا فلتاؤس بل جال بفكره الرهبنه والسياحه فى العصور الاولى للرهبنه .. طرح امامها بعض التساؤلات .. هل يمكن لراهب صغير وحديث العهد بالرهبنه ان يسلك مثلما فعل الاباء الرهبان فى العصور الاولى ؟ ومن سيوافقه على الدخول للبريه الخارجيه ؟
فعقد النيه على ان يحيا حياه التوحد فى طقس المتوحيدين الحبساء داخل الدير ورتب اموره ليسكن الحصن الاثرى بالدير واستعد لهذه الخطوه بشوق واجتهاد .
وفعلا نال ما سعى اليه بعد ان استاذن اب اعترافه وربيته الدير فسكن قلايه بالحصن تجاور كنيسه الملاك بالدور الرابع وكانت ابوا القلايه متكسره ونوافذها تخلع معظمها ولا يوجد سوي حصيره .. وبدا بقانون روحى حيث يصوم الى المساء ويصلى صلاه المزامير وعمل ميطانيات كثيره اعانته على قسوه بروده الشتاء ..
* اما عن ماكله ..
عندما جاع نزل من الحصن والتقى مع احد الاباء الشيوخ وقال له :" يا ابونا انا جعان وما عنديش حاجه اكلها "
فقال له : " مش انت عارف مكان الخبز والملح فين ؟"
فقال له ابونا فلتاؤس : " ايوه يا ابونا " .
فرد عليه الاب الشيخ : " خلاص روح وكل منهم وهدى سرك "ز
ومنذ ذلك الحين اصبح ابونا فلتاؤس ينزل الى الطابونه القديمه بعد الغروب وياخذ بعض القرقيش ثم يذهب الى المائده الاثريه غرب كنيسه السريان وياخذ بعض الملح وياكل ويشرب قليل من الماء ثم يصعد للحصن دون ان يتحدث مع احد ..
ولاحظ احد الاباء ( المتنيح ابونا يوسف الكبير ) ذلك فاخذ يترك به بعض البقوليات بجانب الخبز والملح حتى ياكل منها .
*اما عن الصمت ..
فكان ابونا فلتاؤس يضع زلطه فى فمه حتى يدرب نفسه على فضيله الصمت .. وكان لا يخرج الزلطه من فمه الا عند الصلاه وعند الاكل ..
ومن شده النسك فى طعامه انتابته اصابه بامساك شديد صاحبها الام شديده عند دخول الحمام وفى تالمه هذا التجا الى الرب فنزل الى الكنيسه ودخل الى الهيكل ووقف امام المذبح وبكى بكاءا مرا فظهر له ملاك منير يعزيه ويقويه .. وعند خروجه من الكنيسه وجد بعض الخضروات مزروعه فى حوض مزروع امام الكنيسه فاكل منها .. فزال عنه الامساك ..
وفى اليوم التالى نزل لينظر الى الحوض فلم يجد تلك الخضروات التى راها بالامس فعلم ان الرب قد صنع معه معجزه ..
+ يا الله اليك ابكر :
----------------------------
اعتاد ابونا فلتاؤس عندما يكون عليه الدور فى خدمه القداس ان يبكر الى الرب قبل ان يضرب جرس صلاه نصف الليل كقول داود : " يا الله الهى انت اليك ابكر عطشت اليك نفسي " ( مز 1:63 )..
+ حروب الشياطين :
----------------------------
تعلمنا من ابائنا ان الشياطين لا تقترب ممن هم غارقين فى شهواتهم ولذاتهم العالميه لان هلاكه مؤكد طالما لم يتب ..
اما عن ابينا الحبيب القمص فلتاؤس السريانى فكثيرا ما كانت الشياطين تحاول ازعاجه وابعاده عن حياته الملائكيه التى كان يحياها ..
فكما قلنا سابقا ان من عادته التبكير للذهاب الى الكنيسه لخدمه القداس ..
ويوميا كان عليه خدمه القداس وضرب جرس باكر ولم يحضر فذهب اليه الراهب المكلف بالخدمه الشماسيه ليتعجله وعندما اقترب من القنطره الخشبيه الواصله بين السلم والحصن وعندما دفع الباب ليتعجل ابينا القمص فلتاؤس السريانى اذ به يسمع اصوات قبيحه تتصاعد الاصوات فى حدتها وكانها مشاجره وعندما اقترب اخذ ينادى واذ به يرى ابينا القمص فلتاؤس واقفا امامه منتهرا اياه على قدومه .. واخذه مسرعا الى الكنيسه .
وكثير ما كانوا يحاولون مضايقته بان يطفئوا نور مصباحه الكيروسين الذى كان يقرا ويصلى على ضوئه واحيانا اخرى يظهرون له باشكال قبيحه تتصاعد معها حده الصراخ .
ومره حاولوا ان يمنعوه من دخول قلايته بالحصن .. ومره اخرى قدموا عليه بصوت رياح شديده ودخلوا الى قلايته وجروه خارجها واوسعوه ضربا حتى تركوا على جسده اثار كدمات وتسلخات فى اليدين والقدمين ..
ومره اخرى كان بالقرب من قلايته حفره وعندما اقترب منها دفعه احدهم للسقوط فى الحفره لولا تدخل الرب ونجاه .
وكثير من تلك الحروب التى واجهها بشجاعه واتضاع امام الله وباصوامه ومزاميره استطاع ان يتغلب عليها .. والاكثر من هذا انه كان محتفظا بسلامه وبثباته امام كل هذه الحروب ..
حقا .. انه احد الجنود العلى الذين جاهدوا وغلبوا .. ومنحه الرب موهبه اخراج الشياطين .. فاخرج شياطين كثيره حتى ان عرقه كان يخرج الشياطين .. بقوه رب الجنود .
+ خدمه خارج اسوار الدير :
-----------------------------
خرج ابينا الطوباوى ابينا فلتاؤس السريانى خارج اسوار الدير بغرض الخدمه مرتين :
المره الاولى : عندما ذهب الى دير الشهيد العظيم مارمينا لتعميره وقضى هناك حوالى خمسه اشهر قام خلالها باعمال المطبخ واعمال الدير ..
وهناك موقف طريف تعرضوا له هناك .. اذ ان بئر الماء يبعد عنهم بحوالى 2 كم .. وكان لديهم حمار يجر كارته ليحضروا بها الماء .. ويوم من الايام تذمر الحمار عليهم من شده التعب ورفض جر الكارته .. فقام ابينا الحبيب القمص فلتاؤس السريانى بجر الكارته واحضر الماء الى للدير من هذا البعد ..
وانما يدل هذا الموقف على محبته الكبيره للرب وانه مستعد لان يصنع اى شىْ من اجل هذه المحبه .. وقد صنعها باتضاع شديد .
ولم يعد الى الدير الا بعد ان اصابه عدو الخير فى كتفه وتسبب فى شلل فى ذراعه الايمن بالكامل .. فذهب لقداسه البابا كيرلس السادس فى ذلك الوقت وصلى له وضرب بصليبه على ذراعه 3 مرات فشفى تماما .. وفى تلك اللحظه اشتاق الى الرجوع الى ديره وقلايته فسمح له قداسه البابا بالعوده الى الدير .
اما المره الثانيه التى خرج فيها ابونا فلتاؤس السريانى من الدير : عندما خرج ليخدم بالعزباويه وكان هذا فى 1970/9/9 م واتم خدمته هناك على اكمل وجه ثم عاد لديره يوم 1975/4/26 م اى ما يقرب من خمس سنوات فى هذه المره قضاها خارج اسوار الدير .
وبعد ان عاد الى ديره واصل جهاده الروحى بصوره شاقه .. ازدادت معه قامته الروحيه قامه بعد قامه ..
+ الباسه الاسكيم المقدس :
-----------------------------
اراد سيدنا قداسه البابا شنوده الثالث ان يعيد طقس الباس الاسكيم .. حيث قام قداسته بالباسه لبعض رؤساء بالاديره ولبعض الرهبان الذين قضوا اعوام طويله فى الرهبه
وكان ابونا فلتاؤس السريانى اول راهب يقوم قداسه البابا بالباسه الاسكيم وكان هذا يوم السبت الموافق 2003/3/29 .. بعد ان قضى فى رهبنته 55 عاما .
+ فضائل تحلى بها :
----------------------------
تزينت حياه ابينا القمص فلتاؤس السريانى بالعديد و من الفضائل التى تحلى بها :
1- المحبه : كان ابينا القمص فلتاؤس السريانى يفيض بحبه لمن حوله .. وظهر هذا على ثلاث محاور رئيسيه .. محبته للرب الاله ومحبته لكل من عرفوه من الرهبان وكهنه وعلمانينين ومحبته وارتباطه الوثيق بالكنيسه وقيادات الكنيسه .
2- الاتضاع : لم يكن اتضاعه ظاهريا بل كان نابعا من داخله .. وانعكس هذا على تصرفاته مع الاخرين وكل من تعامل معه لمس اتضاعه الحقيقى .
3- التسامح : كان يسامح كل من يخطىْ اليه .. فهو كان سريع التسامح لكل من يسىْ اليه .. وقيل انه لايدخل قلايته الا وهو قد نسى كل خصومه او اساءه ..
و فى تسامحه كان يتحمل الاهانه وكذلك ينسيى الاهانه والتوبيخ .
4- التجرج : كان لا يحب المقتنيات الارضيه وظهرت هذه الفضيله منذ صباه .. فكان يفضل ان يوزع ما يمتلكه على من حوله ولا يفضل الاحتفاظ باى شىْ .. حتى قلايته طغى عليها طابع البساطه لا تحتوى على اى اثاث او مقتنيات .
5- النسك : كان ناسكا فى ملبسه وماكله وقيل انه كان يذهب الى طافوس الدير لياخذ الجلاليب القديمه وقطع قماش من عند الاباء الراقدين ليرقع بها ردائه .. اما عن طعامه فلم يكن ياكل الا اليسير منها .. وصومه كما ذكرنا من قبل .
6-الصمت : اقتنى فضيله الصمت منذ ان لبس الزى الرهبانى ودرب نفسه بان يضع زلطه فى فمه ولا يخرجها الا فى وقت الصلاه ووقت الطعام حتى يضرب نفسه على الصمت فاقتنى هذه الفضيله طوال حياته الرهبانيه .
واضف الى فضائله هذه فضائل اخرى مثل السلام والفرح - الجديه والالتزام - البساطه - والعفه والطهاره - ونقاوه القلب .
+ علاقته بالسمائيين والاباء السواح :
---------------------------------------
لا ننسى ان الكنيسه المنتصره تشاركنا ككنيسه مجاهده فى احزاننا وافراحنا وترفع صلواتنا وتطلب عنا امام عرش النعمه وعندما نتحدث عن ابينا القمص فلتاؤس السريانى يجب ان نذكر هذه العلاقه الخاصه بهؤلاء القديسين فكانت علاقه صداقه طوال حياته يظهرون له ويعضدوا جهاده ويرفعون عنه اتعابه ..
كانت علاقه من نوع فريد ومن هؤلاء القديسين الذين تعامل معهم وتعاملوا معه اما بالظهور او بالشفاء
1- امنا السيده العذراء والده الاله القديسه الطاهره مريم .
2- القديسين العظيمين مكسيموس ودوماديوس .
3-الشهديد ابانوب النهيسى .
4- القديس زيوس .
5- القديس شوره .
6- الشهيد العظيم مارمينا العجايبى .
7- شفيعه وحبيبه قداسه البابا كيرلس السادس .
ويضاف الى هذا الملائكه الذين كانوا يظهروا له على المذبح ..
وايضا كان الاباح السواح يزوروه فى قلايته ويعطونه صلوات وبركات كثيره .
ما اجمل ان يحيا الانسان ويحيط به كوكبه من القديسين والشهداء والملائكه يشاركونه الصلوات ويشاركونه فى مرضه وفى فرحه .. ما اجمل سيرتك يا ابينا المحبوب القمص فلتاؤس السريانى ..
ولا يخفى عن القريبين منه انه وصل الى قامه عاليه من الروحانيه وتخطاها الى درجه السياحه ..
وتناقلت الاخبار عنه انه كان ينادى تلاميذه بالروح . شهود كثيرون شهدوا له فى قداسته وطهارته .. لم يكن من نوعيه البشر الذين يولدوا وينتقلوا عن عالمنا دون ان يتركوا بصمات فى حياتهم يلمسها الناس ويتعلموا منها بل كان ابا بمعنى الكلمه يتعلم منه كل من عرفه فى صمته وفى كلامه ..
+ مواهب روحيه انعم الرب بها عليه :
------------------------------------------
انعم الرب عليه بالعديد من المواهب منها :
1- الشفافيه الروحيه كان يعرف باشياء كثيره لم تحدث امامه او حدثت فى الخفاء .
2- سياحته الروحيه وانتقاله بالروح .
3- معجزات الشفاء واخراج الشياطين التى اجراها الرب على يد ابينا الطوباوى القمص فلتاؤس السريانى .
+انتقاله عن عالمنا :
---------------------------
قبل انتقاله بحوالى ثلاثه اعوام بدات حالته الصحيه تتدهور فظهرت مشكلات فى القلب ووظائف الكلى وجلطه فى المخ واحتباس فى البول وورم فى البروستاتا وجلطه فى القدم اليمنى التهاب فيروسي بمنطقه الصدر يضاف الى هذا انه كان يعانى من ارتفاع فى ضغط الدم والسكر ..
كل هذه الالام تحملها ابينا الحبيب القمص فلتاؤس السريانى قبل ان ينتقل عن عالمنا وفى فجر يوم الاربعاء الموافق 2010/3/17 فى حوالى الساعه الثالثه والنصف (8 برمهات 1726ش ) فى اليوم الثالث من الاسبوع السادس من الصوم المقدس انطلقت روحه الطاهره ليسكن فى احضان ابائنا ابراهيم واسحاق ويعقوب فى صحبه الاباء القديسين احبائه والذى كان يخاطبهم ويخاطبوه ..
وكل من يطلب صلاته وشفاعته يستجيب له ..
وكثيرون اتى لهم بعد نياحته وشفى امراض كثيرين .


بركه صلاته تشملنا جميعا ولربنا المجد دائما الى الابد امين
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ابينا فلتاؤس السريانى وانتقاله عن عالمنا
ابينا فلتاؤس السريانى وفضائل تحلى بها
حياه الرهبنه مع ابينا فلتاؤس السريانى
كتاب كوكب برية شيهيت - سيرة و معجزات القمص فلتاؤس السريانى
من اقوال ابينا القمص فلتاؤس السرياني عن الإجهاد


الساعة الآن 02:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024