رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
راحة الفكر "فقال لهم: تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلاً" (مرقس 30:6). وهنا نجد عندما رجع التلاميذ من إرساليتهم التي أرسلهم فيها المسيح، أخذوا يحدثون الرب عما تم معهم في إرساليتهم. ولما وجد الرب أن أذهانهم لا تهدأ قال لهم: أما أنتم فتعالوا منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلاً. فما أقسى أن لا تهدأ أذهاننا فنجد أنفسنا نكلم أنفسنا طالما الذهن يعمل: "لماذا أنتِ منحنية فيّ يا نفسي؟". فهذا حوار مع النفس. كذلك نجد داود حين قال في قلبه: إني سأهلك يومًا بيد شاول (1صموئيل 1:27). فنحن نجد صوتًا في داخلنا يريد التحدث مع النفس، لكن لنأخذ كل هذه الأحاديث ونحوّلها إلى الرب. فعندما سأل داود: "لماذا أنتِ منحنية يا نفسي؟ " قال لها: "قومي ترجّي الرب". فما أجمل أن نحوّل ما في داخلنا فنوجهها إلى الرب. فبدلاً من يا نفسي لا تتحدثي معي نقول لها، بل قومي ترجي وتحدثي مع الرب، وهذا ما فعله داود وإرميا النبي أيضًا في (مراثي 1:3-20). "أنا هو الرجل الذي رأى مذلة... أبلى لحمي... كسر عظامي... أسكنني في ظلمات... ثقّل سلسلتي... أشبعني مرائر... ذكرًا تذكر نفسي وتنحني فيّ". وهكذا كان يتدرّج في حديثه مع نفسه وهو مكتئب وحزين. لكن عندما أخرج هذا الحديث مع نفسه ليضعه مع الرب فنجد من عدد 21-27 "من أجل ذلك أرجو: إنه من إحسانات الرب أننا لم نفن... جيد للرجل أن يحمل النير في صباه". لكنه عندما ترجى الرب وضع التقرير النهائي: "لأن السيد لا يرفض إلى الأبد. فإنه ولو أحزن يرحم حسب كثرة مراحمه. لأنه لا يذل من قلبه، ولا يحزن بني الإنسان" (عدد 31-33). فلا ننس الشيطان الذي ينسينا ما عمله الرب معنا فيما سبق، ويضع أعيننا على كل ما هو سلبي حتى يجعل كل منا يتساءل: لماذا أنا بالذات؟ فأجد نفسي أدور حول نفسي، لكن لنرجع بنظرتنا إلى الرب الذي يحوّل لنا المرارة إلى حلاوة وترنيمات، ولنرجع إلى أعظم وصفة طبية إلهية تجعلنا في حالة الراحة وعدم القلق الذهني وهي التي وردت في رسالة فيلبي 6:4 "لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ". فهذا يعلن لنا الوحي الإلهي أن لا نضطرب ولا نقلق بل في كل شيء ندخل مخادعنا لنصلي ونلقي على الرب همومنا وأتعابنا وهو يميل أذنه ليسمع أناتنا، فلا نكون متذمرين بل شاكرين حتى نضع كل أتعابنا لديه فيعطينا سلامه الذي لا يستطيع العالم أن يدركه. المسيح وحده مستودع راحتنا في كل أحوال الحياة. لنلتصق به أكثر فنجد راحة لنفوسنا الذي له كل المجد. |
|