منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 02 - 2021, 02:26 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

أخنوخ


أخنوخ

والاسم العبرى هو “حنوك” ولعل معناه “مكرس” أو “محنك” وهو نفسه اسم الابن الأكبر لقايين “حنوك” (تك 4: 17 و 18). وأخنوخ هو ابن يارد وأبو متوشالح، وهو السابع من آدم من نسل شيث (يهوذا 14) وقد عاش 365 سنة (تك 5: 23) وبهذا يكون أصغر الشخصيات سناً فى هذه السلسلة.
وقد شهد الكتاب المقدس ببره حيث قال “سار أخنوخ مع اللـه ولم يوجد لأن اللـه أخذه” (تك 5: 24). وعبارة “سار مع اللـه” تدل على حياة مكرسة عاشها فى شركة وثيقة مع اللـه , وهو ما أكده بولس الرسول فى رسالته الى العبرانيين حيث وضعه مع أبطال الإيمان “قبل نقله شُهد له بأنه أرضي اللـه” (عب 11: 5). وشرح المقصود من عبارة “لم يوجد لأن اللـه أخذه” بأنها تعنى “بالإيمان نقل أخنوخ لكى لا يرى الموت، ولم يوجد لأن اللـه نقله” (عب 11: 5).
لعل ما ورد عن أخنوخ هنا وسط سلسلة الآباء، تأكيد أن سرّ سعادة الإنسان ليس طول بقائه على الأرض وإنما انتقاله إلى حضرة الرب ليعيش معه وجها لوجه.
وكأن “أخنوخ” يمثل استرداد الإنسان لحالته الأولى الفردوسية، بانطلاقه من الأرض -التي فسدت- إلى مقدس اللـه. وكما يقول يهوذا الرسول: “وتنبأ عن هؤلاء أيضًا أخنوخ السابع من آدم قائلاً: “هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه، ليضع دينونة على الجميع ويعاقب جميع فجورهم على جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها على جميع الكلمات الصعبة التي تكلم بها عليه خطاة فجار” (يه 14: 15). انتقال أخنوخ إلى اللـه هي نبوة عملية عن الحياة الأبدية وشهادة ضد الأشرار ودينونتهم العتيدة، بجانب نبوته النطقية التي تسلمتها الكنيسة اليهودية خلال التقليد الشفوي وسجلها الرسول يهوذا.
أخنوخ يمثل القلب الذي يتحد مع الذي ويصير موضع سروره ورضاه في المسيح يسوع الابن المحبوب، فلا يمكن للموت (الروحي) أن يجد له فيه موضعًا، بل يكون في حالة انطلاق مستمر نحو الأبدية، لا يقدر العدو أن يمسك به أو يقتنصه.
لم نعرف عن حياة أخنوخ شيئًا سوي هذه العبارة “وسار أخنوخ مع اللـه ولم يوجد لأن اللـه أخذه” (24)، إذ لم يذكر لنا الكتاب شيئًا عن تصرفاته أو مثلاً لمعاملاته، لكنه بحياته الخفية سحب قلوب الكثيرين عبر الأجيال نحو التوبة والحياة مع اللـه. يقول أبن سيراخ: “نُقل أخنوخ كمثال للتوبة لجميع الأجيال” (سى 44: 16). ورأى فيه القديس أمبروسيوس صورة للحياة الرسولية التي لا يهزمها الموت إذ يقول: [حقًا لم يعرف الرسل الموت كما قيل لهم: “الحق الحق أقول لكم إن كثيرين من القيام ههنا لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان قادمًا في ملكوته” (راجع مت 16: 28). فمن ليس بداخله شيء يموت (يحيا أبديًا)، هذا الذي ليس فيه من مصر (رمزيًا) أي نعل أو رباط، إنما خلع عنه هذا كله قبل تركه خدمة الجسد. ليس أخنوخ وحده هو الحيّ ولا وحده أُخذ إلى فوق، إنما بولس أيضًا ارتفع ليلتقي بالمسيح].
بنفس الفكر يرى القديس كبريانوس مثلاً حيًا للمنتقلين إلى الرب سريعًا إذ تركوا عنهم محبة الزمنيات: [إنك تكون (كأخنوخ) قد أرضيت اللـه إن تأهلت للانتقال من عدوى العالم. لقد علّم الروح القدس سليمان أن الذين يرضون اللـه يؤخذون مبكرين ويتحررون سريعًا لئلا بتأخيرهم في هذه العالم يتدنسون بوبائه. وكما قيل: “خطفه لئلا يغير الشر عقله، إنه كان مرضيًا لله فأحبه وكان يعيش بين الخطاة فنقله” (حك 4: 10، 11). وفي المزامير تسرع النفس المكرمة لإلهها نحوه قائلة: “ما أحلى مساكنك يارب الجنود، تشتاق بل تتوق نفسي إلى ديار الرب” (مز 84: 1)].
ويرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن “أخنوخ” فاق هابيل في إيمانه، إذ يقول: [فاق هذا الرجل هابيل في إيمانه. ربما تسأل كيف؟ لأنه بالرغم من مجيئه بعده فإن ما أصاب هابيل كان كافيًا بصده عن سعيه… ومع هذا لم يدخل أخنوخ إلى اللامبالاة، ولا قال في نفسه: ما الحاجة إذن إلى التعب؟!]. كان أخنوخ عظيمًا في إيمانه، فمع عدم رؤيته أمثلة حية يحتذي بها، ومع سماعه ما حدث مع هابيل عاش مع اللـه يسلك بالبر فاستحق أن يأخذه اللـه.
ولكن ما السر وراء هذا الإيمان العظيم؟
إذا راجعنا الجدول السابق سنجد أن أخنوخ عاصر كل من سبقوه منذ آدم، حيث ولد عندما كان عمر آدم 622 سنة وعاش مع جده (آدم) حوالى 308 سنين ولا شك كان أبينا آدم كان يجلس مع أصغر أحفاده وقتئذ ليحكى له عن جنة عدن وحلاوة الحياة مع اللـه وكان هذا الحفيد يقارن بين ما يسمعه من جده وبين ما يراه على الأرض من شقاء وفناء وحينئذ أدرك بشاعة الخطية وفداحة نتائجها ولذلك اشتعل قلبه بمحبة اللـه وسار فى طريق البر. والعجيب أننا نجد أن اللـه يأخذ أخنوخ من هذا العالم سريعاً بعد وفاة آدم حيث أن الفارق بين موت آدم ونقل أخنوخ هو 57 سنة فقط وبذلك يكون أخنوخ أول شخص تنتهي حياته على الأرض بعد موت آدم.
موت أخنوخ:
ترى الكنيسة الأرثوذكسية – فى تفسيرات آبائها مثل العلامة ترتليان – أن أخنوخ سيعود هو وإيليا الى الأرض مرة أخرى فى آخر الأيام ويقاوما ضد المسيح ثم يذوقا الموت الجسدى إذ هما الشاهدين المذكوران فى سفر الرؤيا (رؤ 11: 3-14) وكلاهما لم يمت بل اختُطِفَا إلى السماء.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
صور أخنوخ
أخنوخ ..
أخنوخ من هو؟!!
أخنوخ
سفر أخنوخ | كتاب أخنوخ


الساعة الآن 08:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024