يختلف هذا السفر، عن سائر الأسفار النبوية في أنه، لا يحتوي كلياً، أو خصوصاً على أقوال لفظها النبي باسم يهوه، ولكنه يحتوي على رواية في النبي. إنه يبتدئ باسلوب الرواية : " صار كلام يهوه إلى يونان بن أمتاي قائلاً "( يونان 1 : 1 )، ويحكي كيف أن يونان اجتهد في تجنب أمر يهوه بمناداة نينوى على التوبة، محاولاً الهروب بسفينة من يافا إلى ترشيش. أتت عاصفة كبيرة من قبل الله بسببه فكادت السفينة تغرق ( يونان 1 : 4 ) فيطرحه الملاّحون في البحر لتهدئة العاصفة فتبتلعه سمكة كبيرة وبعد ما كان في بطن السمكة ثلاثة ايام .
لفظ نشيد شكر ( يونان 2 : 3 _ 10 )، فقذفته السمكة إلى البرّ ( يونان 2 : 10 )، والآن يطيع أمر يهوه المجدّد بأن يكرز في نينوى بالتوبة. يتّضع أهل نينوى، ويترك الله العقاب الذي قصده ( يونان 3 : 2_5). فيغرق يونان في عواطف اليأس، فيفهمه الله جنون موقفه، بجعل يقطينةً تنمي وتظلّل يونان، ثم يجعلها الله تيبس، فيبقى يونان بدون ظلّ، ويغتاظ من أجل النبتة الميتة، فيوبّخه يهوه على اغتياظه من أجل النبتة. كم بالأحرى ليهوه حق في الشفقة على المدينة الكبيرة التي فيها " أكثر من مئة وعشرين ألف نسمة لا يعرفون يمينهم من شمالهم، فضلاً عن بهائم كثيرة " ( يونان 4 : 11 ).