متى نحتفل بأحد الرحمة الإلهيّة؟
أعلن البابا هذا العيد للتأكيد على ما عاشته فوستينا والتشديد على أهميّة الرحمة الإلهيّة خلال القرن الواحد والعشرين.
وجاء في عظة البابا القديس:
“تصل الرحمة الإلهيّة الى البشر عن طريق قلب المسيح المصلوب: “ابنتي، أخبري أنني المحبة والرحمة المتجسدة” طلب يسوع من الأخت فوستينا (يومياتها ص. ٣٧٤). أغدق المسيح هذه الرحمة على البشر عندما أرسل الروح القدس الذي هو أقنوم –المحبة في الثالوث. أليست الرحمة “مرادف” المحبة المفهومة في بعدها الأعمق وفي قدرتها على تلبيّة كلّ حاجة، خاصةً في قدرتها الخارقة على المسامحة؟ كبيرةٌ هي فرحتي اليوم في تقديم حياة وشهادة الأخت فوستينا كوالسكا أمام الكنيسة كهبة من الله في أيامنا هذه (…) قال يسوع للأخت فوستينا: “لن تعرف البشريّة سلاماً قبل أن تتوجه بثقة نحو الرحمة الإلهيّة” (يومياتها ص. ١٣٢).
وأعلن بعدها البابا البولوني:
“وبالتالي، من المهم أن نتلقف بالكامل الرسالة التي تنقلها لنا كلمة اللّه في هذا الأحد الذي يتلو أحد الفصح الذي ستحتفل به الكنيسة من الآن فصاعداً على اعتباره “أحد الرحمة الإلهيّة”.
وفي هذا الأحد، اليوم الأخير من أسبوع الفصح، دائماً ما نسترجع المقطع الإنجيلي الذي يتحدث عن “توما المشكك”. يذكرنا هذا المقطع بالذات بضرورة الدخول الى قلب يسوع لنغتسل من خلال رحمته.
طلب يسوع، في ظهور على الأخت فوستينا أن يُطلق على هذا الأحد الثاني بعد الفصح اسم “أحد الرحمة الإلهيّة” وذلك حسب ما كتبت الراهبة في يومياتها:
“سمعتُ مرّة هذه الكلمات: يا ابنتي، حدثي العالم كلّه عن رحمتي التي لا توصف. أرغب بأن يكون عيد الرحمة ملجأً وحامياً لكل النفوس وخاصةً الخطأة المساكين. تكون في هذا النهار أبواب رحمتي مفتوحة. أغدق بحراً من النعم على النفوس التي تقترب من ربيع رحمتي. إن النفس التي تعترف وتتناول جسدي تحصل على الغفران الشامل عن جميع أخطائها وذنوبها. تكون في هذا اليوم مفتوحة جميع الأبواب السماويّة التي تخرج منها النعم. لا تخف أي نفس من الاقتراب مني، رحمتي كبيرة لدرجة أن لا عقل بشري ولا ملائكي قادر على احتوائها. فكل ما هو موجود خرج من أحشاء رحمتي. إن عيد الرحمة الإلهيّة خرج من أحشائي وأود أن يُحتفل به بشكل رسمي في الأحد الذي يتلو أحد الفصح.. لن تعرف البشريّة سلاماً إلا إن توّجهت الى نبع رحمتي.” (اليوميات، ٦٩٩)
نعم، إن الأحد الذي يتلو أحد الفصح هو عيد الرحمة الإلهيّة وهو أيضاً فرصةً لإتمام أعمال الرحمة الواجب أن تنتج عن الثقة بي والمحبة لي. عليك أن تكوني رحومة مع الآخر دائماً وعلى جميع الأصعدة: الفعل والكلمة والصلاة. لا أعذار فالإيمان دون الأعمال لا جدوى منه. (اليوميات، ٧٤٢).