منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 02 - 2021, 04:27 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,311,524

46. بعد هذا حل بالكنيسة الاضطهاد [95] الذى حدث أيام مكسميانوس، وعندما اقتيد الشهداء إلى الإسكندرية تبعهم أيضا أنطونيوس تاركا صومعته، وقائلا: لنذهب نحن أيضا حتى إذا دعينا كافحنا أو نظرنا المكافحين. وقد تاق إلى الاستشهاد، ولكنه إذ لم يشأ تسليم نفسه، خدم المعترفين في المناجم وفي السجون. وكان في شدة الغيرة في ساحة القضاء، لكي يبعث الهمة في نفوس الذين دعوا للجهاد. أما الذين دعوا للاستشهاد، فكان يقبلهم ويسندهم في طريقهم حتى يكملوا. وإذ رأى القاضي عدم خوف أنطونيوس ورفاقه، وغيرتهم في هذا الصدد، أمر بأن لا يظهر راهب في ساحة القضاء، أو يبقي في المدينة علي الإطلاق، ولذلك وجد جميع الباقين أنه من الأصلح أن يختبئوا في ذلك اليوم. أما أنطونيوس فلم يبال كثيرا بذلك الأمر، حتى أنه غسل ثوبه، ووقف طول اليوم التالي في مكان مرتفع أمامهم، وظهر في أحسن حالة أمام الوالي. ولذلك فعندما تعجب من هذا جميع الباقين، ورآه الوالي ومر به بحلته الملكية، وقف غير خائف مظهراً استعدادنا نحن المسيحيين، لأنه كما قدمت كان يصلي أن يكون هو نفسه شهيداً، ولذلك يبدو عليه كأنه حزين لعدم حمل شهادته. لكن الرب حفظه لأجل فائدتنا وفائدة الآخرين. لكي يكون معلما للكثيرين عن النسك الذي تعلمه من الكتب المقدسة، لأن الكثيرين رغبوا أن يقتدوا بطرقة بمجرد رؤيتهم لطريقة حياته، هكذا خدم المعترفين ثانية. وتعب في خدمته كأنه شريكهم في الأسر.

47. وعندما توقف الاضطهاد أخيراً، وحمل المغبوط الأسقف بطرس[96] شهادته، انصرف أنطونيوس، واعتزل ثانية في صومعته، وبقي هنالك. وكان كل يوم شهيدا أمام ضميره مناضلاً في جهاد الإيمان وصار نسكه أشد صرامة لأنه كان دائم الصوم، يلبس لباسا من الشعر في الداخل، أما اللباس الخارجي فكان من الجلد، وهكذا احتفظ به إلى نهاية حياته، وكان لا يستحم بالماء ليتخلص من القذارة، ولا يغسل قدميه، بل كان لا يطيق أن يضعها في الماء، إلا عند الضرورة. ولم يره أحد غير لابس ثيابه، ولا رؤى جسده عرياناً إلا بعد موته، عند دفنه.

48. لذلك فعندما اعتزل أنطونيوس، اعتزم أن يحدد وقتا لا يخرج بعده ولا يقبل أي شخص أتاه مرتنيان ـ ضابط حربي ـ وأقلق راحته، لأنه كانت له ابنة معذبة بروح شرير. وإذ ظل يقرع الباب طويلا، وطلب منه أن يخرج ويصلى إلى الله من أجل ابنته، ولم يحتمل أنطونيوس أن يفتح، بل تطلع إليه من أعلي وقال: “يا إنسان لماذا تناديني ؟ أنا أيضا إنسان مثلك. ولكن إذا آمنت بالمسيح الذي أعبده فاذهب وحسب إيمانك لله فيكون لك”. وللحال انصرف مؤمنا وداعيا المسيح، فخرج إبليس من ابنته. وأشياء كثيرة أخري عن طريق أنطونيوس عملها الرب الذي قال “اسألوا تعطوا”[97]، لأن الكثيرين من المتألمين كانوا ينامون خارج صومعته عندما كان يرفض فتح بابه، فشفوا بإيمانهم وصلواتهم الصادقة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
هدف أثناسيوس الرسولي من تصوير حياة معلمه الأنبا أنطونيوس
الروح القدس[1] للقديس أثناسيوس الرسولي
غاية التجسُّد للقديس أثناسيوس الرسولي
حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى
حياة القداسة - للقديس الأنبا انطونيوس الكبير


الساعة الآن 10:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025