منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 02 - 2021, 04:27 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,311,549

38. ثم لا يليق الافتخار بإخراج الشياطين، ولا الانتفاخ بشفاء الأمراض. كذا لا يليق بأن من يخرج الشياطين يمجد وحده، أو يحقر من شأن من لا يخرجها، بل ليعرف المرء نسك كل واحد، وإما أن يقتدي به، أو ينافسه، أو يقومه، لأن عمل الآيات ليس من اختصاصنا بل هو عمل المخلص، ولذا قال لتلاميذه “لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم بل افرحوا أن أسماءكم كتبت في السموات”[81]. لأن كتابة أسمائنا في السموات دليل علي حياتنا الفاضلة، أما إخراج الشياطين فهو هبه من المخلص الذى وهبها. أما أولئك الذين افتخروا بالآيات لا بالفضيلة، وقالوا “يارب باسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة”.[82] فقد أجابهم “الحق أقول لكم أنى لا أعرفكم” لأن الرب لا يعرف طريق الآثمة. لكن يجب علينا أن نصلى دواماً، كما قلت آنفاً، لكي نحصل علي موهبة تمييز الأرواح، حتى كما هو مكتوب لا نصدق كل روح.[83]

39. كنت أود أن لا أطيل الكلام، ولا أقول شيئا من عندي، اكتفاء بما ذكرت، ولكن لئلا تظنوا أنني أتكلم كيفما أتفق، أو خبط عشواء، أو تتوهموا أنني أسرد هذه التفاصيل بدون خبرة، أو بعيدا عن الصواب، لأجل هذا ـ ولو صرت كغبى ـ فإن الرب الذي يسمع يعرف نقاوة ضميري، ويعرف أنني لست من أجل نفسي، بل من أجل محبتكم لي، وإجابة لطلبكم، أخبركم مرة أخرى ما رأيته من تصرفات الأرواح الشريرة. فكثيراً ما دعتني مغبوطا فانتهرتها باسم الرب. كثيرا ما تنبأت بارتفاع النهر فأجبتها “مالكم به”. ومرة أتتني مهددة، وأحاطت بي كجنود مسلحين تمام التسلح. ومرة أخرى ملأت البيت خيلاً وحيوانات برية وزحافات، فترنمت قائلاً “هؤلاء بالمركبات وهؤلاء بالخيل. أما نحن فباسم الرب إلهنا نفتخر”.[84] ولدى الصلاة هربت بقوة الرب. ومرة أتت في الظلام حاملة ما يشبه النور، وقالت “أتينا لنقدم إليك نورا يا أنطونيوس”. أما أنا فأغمضت عيني وصليت، وللحال انطفأ نور الأشرار. وبعد ذلك ببضعة شهور أتت كأنها ترنم المزامير، وتتحدث بكلمات الكتاب “أما أنا كأصم لم أسمع”[85]. ومرة هزت الصومعة بزلزلة. ولكنني ظللت أصلى بقلب لا يتزعزع. بعد هذا جاءت ثانية مزمجرة تصفر وترقص. ولكن إذ صليت واضطجعت، مرنماً المزامير لنفسي، بدأت للحال تبكي وتنتحب، كأن قوتها قد خانتها. على أنني أعطيت المجد للرب الذى أذلها، ودحر قوتها وجرأتها.

40. ومرة جاءني شيطان طويل القامة، وظهر في عظمة وفخامة، وتجاسر أن يقول “أنا قوة الله، وأنا العناية الإلهية. كل ما أردته أعطيتك”. أما أنا فنفخت فيه، ونطقت باسم المسيح، وشرعت بأن أضربه، وبدا كأنني ضربته، وللحال اختفى هو وكل شياطينه أمام اسم المسيح، رغم ضخامة حجمه. ومرة أخرى إذ كنت صائماً أتى مليئا بالمكر في شكل راهب، ومعه شبه أرغفة، ونصحني قائلاً: “كل وكف عن أتعابك الكثيرة. أنت أيضا إنسان. وقد تعرض نفسك للمرض”. أما أنا فإذ أدركت حيلته قمت للصلاة. ولكنه لم يحتمل ذلك لأنه انصرف وخرج من الباب كدخان. وكم من مرة أظهر في الصحراء ما يشبه الذهب، حتى ألمسه مجرد لمس وأتطلع إليه. ولكنني رتلت المزامير ضده فاختفى. وكثيراً أرادت ضربي بجلدات، فكنت أكرر مرارا وتكرارا “لن يفصلني شئ عن محبه المسيح”.[86] وللحال بدأت تضرب بعضها بعضا، ولم أكن أنا الذى صددتها وحطمت قوتها، بل الرب الذى قال “رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء”.[87] أما أنا يا أبنائي، فإذا تذكرت كلمات الرسول حولت هذه تشبيها إلى نفسي[88] ، لكي تتعلموا أن لا تخوروا في النسك، أو تخشوا إبليس أو أضاليل الشياطين .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
هدف أثناسيوس الرسولي من تصوير حياة معلمه الأنبا أنطونيوس
الروح القدس[1] للقديس أثناسيوس الرسولي
غاية التجسُّد للقديس أثناسيوس الرسولي
حياة الأنبا انطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولى
حياة القداسة - للقديس الأنبا انطونيوس الكبير


الساعة الآن 02:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025