ويقول المؤرخ القس منسى أن جسد الأنبا انطونيوس الطاهر قد دفن أمام باب الهيكل القبلى بالكنيسة التى بناها فى حياته بإسم السيدة العذراء , وسميت بعد ذلك بإسمه ولم تزل حتى اليوم تضم ذلك الجسد الكريم داخل ديرة العظيم الذى شيد فى ايام الأنبا أنطونيوس بجوار مغارته بالجبل الذى يسمى الان بجبل عربة , ( جبل الأنبا أنطونيوس )
أكمل الأنبا أنطونيوس حياته متعبداً في البرية الداخلية وتنيح سنة 356م عن 105 سنة قضاها في حياة تشبه حياة الملائكة, أرسى خلالها أسس نظام الرهبنة التوحدية وأصبح له تلاميذ كثيرون في البرية الشرقية وبرية وادي النطرون وبرية القلمون بالفيوم وغيرذلك.
ويقول الأب متى المسكين (14) : " بالرغم من أن القديس بولا يظهر كعملاق روحانى فى تاريخ الرهبنة , إلا أنه لم يستطع أن يسلم أسرار الحياة النسكية لغيره من عشاق النسك والتوحد , وبسبب ذلك أعتبر القديس أنطونيوس أول من أعطى السر الرهبانى للعالم , وذلك حينما لقنه لأولاده , وسلمه إليهم كميراث ثمين , ظل يتوارثه العالم كله من بعده جيلاً بعد جيل - ولقد توفرت لدى أنطونيوس منذ البدء كل العوامل التى أهلته أن يكون أباً ومؤسساً للحياة الرهبانية , فقصة حياته بقلم القديس اثناسيوس الرسولى (15) توضح اصالة إتجاهه المسيحى فى تطبيق وصايا الإنجيل , كما تجلت لروحه بلا أى مواربة أو تحفظ . "
************************************