رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تشكك توما بقيامة الرب يسوع وقد اشتهر توما بتشككه بحقيقة قيامة الرب من بين الأموات، وإيمانه بالقيامة بعد رؤيته الرب حياً. كان الرب له المجد، قد أخبر تلاميذه قبل صلبه، أنه سيصلب ويموت، وفي اليوم الثالث يقوم، وذكَّرهم بحادثة النبي يونان، كما كان قد أشار إلى رفع موسى الحية في البرية، واعتبر ذلك رمزاً لصلبه على العود، وقال لهم أن يهدموا الهيكل وهو يقيمه في ثلاثة أيام، هذه الأقوال والتشابيه والرموز وغيرها، فاه بها الرب أمام تلاميذه، ولكنهم لم يدركوها ولم يسبروا غورها، فبعد أن صلب ومات ودفن في القبر الجديد، قام من بين الأموات في فجر الأحد، وظهر يوم قيامته خمس مرات لبعض النسوة والتلاميذ، ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع، وكانت الأبواب مغلقة، حيث كان التلاميذ مجتمعين بسبب الخوف من اليهود، جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم، ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب… أما توما أحد الاثني عشر الذي يُقال له التوأم فلم يكن معهم حين جاء يسوع، فقال له التلاميذ الآخرون قد رأينا الرب، فقال لهم: «إن لم أبصر في يديه أثر المسامير وأضع إصبعي في أثر المسامير، وأضع يديّ في جنبه لا أؤمن» (يو20: 19 ـ 25). وهكذا كان توما يصرّ على طلب البرهان الحسي. ومرّ أسبوع كان عند توما أطول من عام، إنها فترة التجربة، لم يظهر الرب خلالها لأحد «وبعد ثمانية أيام كان التلاميذ داخلاً وتوما معهم، فجاء يسوع والأبواب مغلقة ووقف في الوسط وقال سلام لكم، ثم قال لتوما: هات إصبعك إلى هنا وأبصر يديَّ، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً. أجاب توما قائلاً: ربي وإلهي، فقال له يسوع لأنك رأيتني يا توما آمنت طوبى للذين آمنوا ولم يروا» (يو20: 26 ـ 29). يقال أن إصبعي توما السبّابة والوسطى ملتصقتين منذ ولادته فانفكتا لما وضعهما توما مكان المسامير في كفي الرب. ويقال أيضاً أن توما لم يجرؤ على أن يضع إصبعه موضع المسامير في كفّي السيد المسيح، ويده في جنبه. وإذا كان توما قد أساء بشكوكه إلى رفاقه التلاميذ بعدم تصديقه كلامهم، وأساء أيضاً إلى الرب بعدم إيمانه بقيامته التي كان الرب قد أعلن عنها قبل آلامه. فإنه يعذر بطلبه البرهان الحسي لشدة شوقه لرؤية الرب قائماً من بين الأموات كما رآه رفقاؤه، وقد استوحى البرهان الحسي من كيفية ظهور الرب للتلاميذ أول مرة، حيث أراهم يديه وجنبه، ولم يكن توما أقل محبة لمعلمه من رفقائه حتى لا يظهر له الرب وقد ظهر لهم. وهو مثلهم سيحمل مشعل الإنجيل المنير إلى العالم، لذلك يود أن يرى المسيح قائماً من بين الأموات ليبشّر بالمسيح الحي. وبعد ظهور الرب للتلاميذ وتوما معهم انقلب الشك لديه إلى إيمان ثابت، بل أن شكوك توما غدت حقاً سبيلاً يؤدّي بالباحث إلى الإيمان وقد أتى بالملايين من الناس إلى الإيمان بالمسيح القائم من بين الأموات، كما صارت سبباً لإعطاء الطوبى للذين آمنوا ولم يروا. وفي إيمانه، طرح توما نفسه عند قدمي يسوع، ونادى «ربي وإلهي» وبذلك أيّد وحدة المسيح الطبيعية والأقنومية، فهو يرى إنساناً، ويرى جروحاً، وقد يكون لمس هذه الجروح الكريمة، أو لم يلمسها، المهم في الأمر أنه شاهد المسيح الإله المتجسّد الذي صلب، ومات، ودفن، وقام من بين الأموات حياً، ودعاه رباً وإلهاً، وبذلك اعترف بطبيعة واحدة، وأقنوم واحد للسيد المسيح، لأنه لا يصح لنا أن نطلق عليه الصفات الإلهية والبشرية في آن واحد، لولا وحدة الطبيعة، ووحدة الأقنوم فيه. ورأينا توما بعدئذ مع بعض التلاميذ يتصيّد في بحيرة طبرية بعد قيامة الرب، حيث أظهر لهم الرب نفسه (يو21: 1و2). |
|