خامســـا: الرسالة إلى أهـل فيلبي
تتجمع في الرسالة إلي أهل فيلبي سمات رفيعة عن الإيمان بالرب يسوع المسيح مع أعمال المحبة والسلوك المسيحي . وما أطلق عليه {أنشودة يسوع المسيح } في الأصحاح الثاني إنما هو ترنيمة كانت تتغني بها الكنيسة المسيحية في العصور الأولي عن { العبد المتألم } وتتضمن الكثير مما جاء في (إش53) قد استعارها القديس بولس، وهي تتمشي مع قول الرب يسوع المسيح” من وضع نفسه ارتفع” هذا بالاضافة إلي أنها تصف قمة اتضاع الرب يسوع في تجسده وموته كذبيحة حية مقبولة أمام الله الآب ” وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتي الموت موت الصليب” (في 8:2). كما تصف هذه الترنيمة مقدار العلو في الرفعة التي رفعه إليها الله، فقد أعطاه”إسماً يفوق كل اسم” . لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض وما تحت الأرض. ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب”(في 9:2-11).
هذه الرسالة خاصة بمؤمني فيلبي فقط، فقد أراد القديس بولس أن يشكر المؤمنين علي مساعدته مادياً في وقت حاجته وهو سجين في روما. فبمساعدتهم له كانوا بذلك يعملون علي امتداد ملكوت الله ونشر الكرازة. وهذه الرسالة هي رسالة الفرح، فيذكر الفرح في الألم (في1:1-30)، ثم يذكر الفرح في الخدمة (في1:2-30) ، والفرح في الإيمان (1:3-21 ) ، ثم الفرح في العطاء (في 1:4-23). وقد كتبت هذه الرسالة عام 61م تقريبا من رومية بيد أبفرودتس وهو أحد اعضاء كنيسة فيلبي.