في الأصحاح الثاني استعرض بولس حالة النفس البشرية بعيدا عن السيد المسيح قبل أن تشملنا نعمة الله المخلصة في الإنجيل، فقد كنا ” أمواتا بالذنوب والخطايا التي سلكتم فيها قبلا حسب دهر هذا العالم حسب رئيس سلطان الهواء الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية” (اف1:2-2). ويستمر في تقديم صورة بهية لعمل الله المخلص والمحيي للنفس البشرية وهي في موتها الروحي نتجة سقوطها في الخطيئة عندما تلتقي بنعمة الله المحيية في ربنا يسوع المسيح فتخلص بنعمته ، فقد ” أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع” (أف 6:2). ويُظهر كمال عمل نعمة الله فيقول ” بالنعمة أنتم مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم .بل هوعطية الله “(أف 8:2)، مضيفا أن الخلاص ليس بسبب اعمال حسنة عملناها لكي لا يفتخر أحد” لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها” (أف10:2) فالخلاص بالنعمة وحدها وبالإيمان وحده.
ويوجه نداءاً إلى الأمميين المعتنقين الذين سوف يقرأون الرسالة والذين يصفهم اليهود بأبناء الغرلة، وأنهم خارج دائرة عهد الله، وأنهم غرباء عن موعد المسيا، كما أنهم لا يشاركون اليهود في امتيازات شعب الله المختار، وأنهم بسبب جهلهم ليست لهم المعرفة الحقيقية بالله ولا بحضوره إلي العالم { طبقا للمفهوم اليهودي }، علما أن مجيئ السيد المسيح إلي العالم قد فتح للأمم الباب لعهد جديد” ولكن الآن في المسيح يسوع أنتم الذين كنتم قبلا بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح . لأنه هو سلامنا الذي جعل الاثنين{ اليهود والأمم } واحدا ونقض حائط السياج المتوسط { ناموس موسى}… .ويصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلا “العداوة به “(أف14:2-16). فجاء وبشركم بواسطة أنبيائه ورسله ببشارة السلام والخلاص المقدمة مجاناً لكل الشعوب والأجناس امميين كانوا أو يهودا ” لأن به لنا كلينا قدوما في روح واحد إلي الآب . فلستم إذا بعد غرباء ونزلا بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله . مبنيين علي أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية” (أف18:2-20) ، فالكنيسة الواحدة الجامعة الرسولية مؤسسة علي أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسة، وكل البناء هو هيكلا مقدسا في الرب ” الذي فيه أنتم أيضا مبنيون معا مسكنا لله في الروح القدس “(أف22:2) .