مدينة الرخام
وكانت هذه المدينة معروفة بمدينة الرخام لفخامة مبانيها الرخامية، كما كانت أهم مركز مسيحي للحج في مصر وكان يتوسطها فناء متسع على شكل ميدان محاط بصفوف من الأعمدة كان يتجمع فيه المقدسون المسيحيون، وهو محاط بعدة مبان لأغراض مختلفة، وفي الشمال تقع دور الضيافة الخاصة بإيواء المسيحيين، وفي الجزء الجنوبي تقع الكنائس التي كان مبناها الرئيسي هو كنيسة المدفن التي تضم قبر القديس مينا، كما كان هناك طريق كبير خاص بالمواكب يمتد بين دور الضيافة ويؤدي إلى الميدان، وتم الكشف عن جزء منه, ويوجد أيضًا حمامان كبيران بجوار منازل المقدسين المسيحيين وهما الحمام المزدوج والحمام الشمالي، كما تم الكشف عن مبانٍ لحوانيت وورش فخار ومصنع نبيذ، وتضم المنطقة الأثرية بالدير ما يقرب من ظ¢ظ، نوع رخام تعود إلى القرن الرابع الميلادي… وقد تعرضت المنطقة الأثرية إلى غارات الفرس والبربر والأتراك، واندثرت المدينة وكنائسها بسبب التخريب الشامل في القرن الثالث عشر. واشتهرت المنطقة بكميات الأوانى الفخارية الهائلة المحلاة بصورة الشهيد المصرى واسمه التى عثر عليها فى شتى أرجاء العالم , وكان زوار المنطقة يأتون فى هذه الأوانى بقليل من الماء الذى كانت تنبع من بئر بجوار القبر لأقاربهم ومعارفهم الذين أقعدتهم ظروفهم الصحية عن تحمل مشقات السفر , هذا وكان يوجد بالمدينة نفسها عدة قنوات لنقل المياه من النبع المقدس إلى مجموعة كبيرة من الأحواض والصهاريج والحمامات والقاعات المخصصة لاستقبال المرضى وما لبث أن تحولت الأرض المجاورة إلى كروم وبساتين يانعة ومثمرة , وهكذا قامت فى جوف الصحراء مدينة كاملة عامرة. وظلت منطقة أبومينا أشهر موضع للتقديس فى مصر كلها زمانا طويلا إبان العصور الوسطى , وأن قصة دير القديس مينا العجايبى هى قصة حب بين البطريرك الوقور البابا كيرلس السادس, أن البابا كيرلس السادس قام بتكليف الأستاذ بديع عبدالملك بكتابة اللوحة التذكارية التى وُضعت على حجر الأساس ومازالت اللوحة التذكارية موجودة بالدير تشهد على روعة الكتابة والأتقان فى الأخراج القائم على الحب.