![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ✥ ✥ ✥ ✥ ✥ ✥ ✥ هو أحد الآباء الكبادوك، وشقيق القديس باسيليوس الكبير، عُرف عنه براعة التفكير اللاهوتي، والقدرة على تقديم اللاهوت وشرح الثالوث القدوس وتفسيره الرمزﻱ الروحي للكتاب المقدس. نشأ ضمن جو منشغل بالحوار اللاهوتي في الحياة اليومية خاصة مع الأريوسين. يعتبر غريغوريوس أسقف نيصص من المهندسين المعماريين، الذين أسسوا على ما بُني عليه في مجمع نيقية المسكوني، وأسهم في بناء المصطلحات اللاهوتية الخاصة بالإيمان الثالوثي المستقر في الكنيسة الجامعة. خاصة وأن نشأته الأسرية التقية وتلمذته على يد أخيه الأكبر القديس باسيليوس الكبير، كان لها الأثر الأكبر في فكره، بعد أن اتخذ منه مثلاً أعلى، معتبراً أنه أعجوبة العالم كله في الفلسفة الحقيقية. انشغل غريغوريوس أسقف نيصص بدراسة اللاهوت والفلسفة، حتى أن نيصص الإبيارشية الصغيرة، اشتهرت بسبب كونه أسقفها. وكأنه خُلق ليكون لاهوتياً ومفكراً، ومع ذلك عانى الكثير من الانتقادات التي أثارها ضده أعداء خبثاء منتقدين كل تصرفاته حتى مظهره وملابسه وحركاته، فجعلوا منها موضع اتهام، بينما كانت تحركاته كشبه الشمس التي تبعث الحياة لكل من حولها وكالكواكب التي تتحرك بقانون ثابت، الأمر الذﻱ جعل محبيه يستقبلونه كغالب ومنتصر، يرنمون ويتهللون؛ بينما دموع الفرحة تنهمر من عيونهم. لقد نال النيصي شهرة كبيرة بسبب كتاباته اللاهوتية، واشتراكه في الحوارات المسكونية وحله للمشاكل اللاهوتية، وكذا بسبب صيرورته أسقفاً مركزياً لكل إيبارشية بنطس. وكتاباته الثمينة التي اشتملت على كتابات عقيدية وتفسيرية ونسكية، وله العديد من العظات والخُطب والرسائل. هذا وقد أتى جهده اللاهوتي ضمن مجهودات آباء كبادوكية، لكنه كان مميزاً بعلمه اللاهوتي، أكثر من كونه أسقفاً إدارياً. بالرغم من مساهماته في إرساء حقوق الكنيسة اللاهوتية داخل الإمبراطورية البيزنطية، ومع ذلك لم يكن مؤسساً للمشاريع الإجتماعية أو مشترعاً رهبانياً كأخيه باسيليوس. كذلك لم يكن خطيباً شهيراً كالذهبي الفم، أو شاعراً كغريغوريوس النزينزﻱ، بل فاقهم كلاهوتي نظرﻱ ومتصوف. حملت كتاباته إشارات تؤكد على تلمذته للعلامة السكندرﻱ أوريجين، وتأثره بنهج أخيه باسيليوس أسقف قيصرية، لذلك أكمل رسالة البابا أثناسيوس ومجمع نيقية في دحض الأريوسية. واقفاً على الدوام على صخرة إيمان الكنيسة الأم، متصدياً لأنصاف الأريوسيين والهراطقة. وهو من أول اللاهوتيين في توضيح مفهوم سيرة الكاهن وخدمته، منشغلاً بالعبادة الليتورچية في مساحة عريضة من كتاباته وعظاته، وقد عُرف بعمق وقوة التفكير، وبإنفتاحه على التيارات الفكرية المعاصرة له إلى حد بعيد بالأقدمين، ولاسيما الفلاسفة أفلاطون وفيلون وأفلوطين وبالآباء كليمنضس وأوريجين السكندريين. وهو بحق مؤسس اللاهوت النسكي الصوفي، وله فيه العديد من الكتب المتخصصة، على اعتبار أن شخص المسيح والشركة الحية معه هي محور كل تأمل وفكر لاهوتي، ثم أكمل جهاده بعد رحلة من الدراسة اللاهوتية التأملية؛ وبعد مواجهة الهرطقات والصعاب حتى النفي؛ انتقل إلى المجد في سنه ٣٩٥ م، وتبقى ذكراه أبدية، حياً عند إله الأحياء. |
![]() |
|