لماذا نشعر بالحزن والاكتئاب عند تذكر الماضي؟
هل يُشعرك الحنين إلى الماضي بالحزن؟ بمجرد أن ترجع بالذاكرة إلى موقفٍ ما أو حدث عشته في وقتٍ سابق من حياتك، سرعان ما تتجمع الدموع في عينيك أو تشعر بانقباضٍ في صدرك بسبب الحزن، حتى إن كانت تلك الذكريات سعيدة!
ما هو الحنين إلى الماضي “Nostalgia” ؟
في البداية، ماذا نعني بقولنا الحنين إلى المَاضي؟ كما عرّفه عالِم النفس قفي جامعة تكساس، آرت ماركمان، فإن افتقاد شيء ما أو الشوق الذي يقودك إلى شيء ما في الماضي هو الحنين.لكن كيف يُؤثّر الحنين على مشاعرنا ومزاجنا؟
وفقًا لورقة بحثية نشرها باحثون في فبراير 2020 في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي، فإن الشعور بالحنين المرتبط بالماضي عادةً ما يرتبط بالمشاعر السلبية التي تُعبر عن الندم والاكتئاب، وفي مستويات أعلى يرتبط الحنين بالبحث عن معنى الحياة.
وذكرت الدراسة أن مشاعر الحنين إلى المَاضي ترتبط غالبًا بالعزلة، ويميل الذين يشعرون بالحنين أكثر من الآخرين إلى اختبار مشاعر سلبية من الحزن والندم، ويرتبط ذلك بآثار نفسية سلبية مستقبلًا.
وعلى الرغم من أن دراسات أخرى ربطت بين الحنين إلى الماضي والشعور بالرضا، فإن الاختلاف في نتائج هذه الدراسات مرتبط بقلة المعلومات الواردة لها عن شعور الناس بافتقاد الماضي في كل يوم من حياتهم. فالتجربة التي يخضع لها متطوّعون يُطلب منهم عادةً تذكّر موقف ما من ذاكرتهم، ويستذكرون المواقف الجيدة خلال أيام سيئة في الغالب.
ما سبب ارتباط مشاعر الحزن بالذكريات؟
بحسب وصف الخبيرة في النوستالجيا “كريستين باتشو” في ممقال لها نُشر بموقع جمعية علم النفس الأمريكية APA، فإن الحنين إلى الماضي واسترجاع أحداث حصلت سابقًا في حياتنا يُذكّرنا كيف واجهنا التحديات الصعبة والدروس ومررْنا في محطات عديدة خلال حياتنا أكسبتنا دروسًا وعِبر.
وأضافت أن معظم الناس لا يشعرون بالراحة كثيرًا عن استرجاع ذكريات قديمة، بدلًا من ذلك يشعرون بالاكتئاب إما بسبب أن هذه التجارب كانت صعبة وكلّفتهم الكثير، أو لأنها كانت جميلة وانتهت واستذكرناها في يومٍ سيء نوعًا ما. وأوضحت الدكتورة باتشو أنه بشكلٍ عام لن تجلب لنا الذكريات المرتبطة بالماضي الدفء، فمن الطبيعي أن نشعر بالانزعاج والإحباط عند استرجاع ذكريات معيّنة كونها انتهت.
لذلك، وكنصيحة أخيرة، قالت باتشو أن حقيقة أن الماضي لا يُمكن استرجاعه وتغييره تجعلنا نشعر بشيءٍ من الإحباط، لكن يُمكننا تغيير طريقة تفكيرنا به واعتباره بمثابة محطات ودروس في حياتنا وأن بانتظارنا الأفضل!