كيف تستعد وتحمي نفسك من موجة فيروس كورونا الثانية في الشتاء؟
مع اقتراب حلول فصل الشتاء، أصبح يتردد على مسامعنا بكثرة الموجة الثانية من فيروس كورونا وتداعياتها. فكيف يُمكننا تحصين أنفسنا من الإصابة مرةً أخرى بالعدوى؟ وما هي الطرق الوقائية وعوامل رفع المناعة ضد الفيروس الذي يبدو أنه يزداد قوةً في الظروف الباردة؟
كيف تستعد لمواجهة فيروس كورونا في فصل الشتاء؟
منذ أوائل عام 2020، تسبب فيروس كورونا بتعطيل سير الحياة بطريقتها الطبيعية، فأغلق المدارس والشركات وغيّر من روتين الحياة اليومية بنسبة 100%. الفيروس التاجي ثبت أنه يؤثر على مستقبلات معيّنة في أنسجة الرئة بعد أن يدخل إلى مجرى التنفس عبر الانف او الفم.
وعلى الرغم من أعراضه الكثيرة، لكن يبدو لا يؤثر بقوة إلا على حالات معيّنة في معظم الحالات. فالفئة الأكثر عرضةَ لاختبار أعراض شديدة من الفيروس هم كبار السن وذوي الأمراض المزمنة ممّن تضعف لديهم المناعة.
ولسببٍ غريب، يبدو أن الأطفال الأقل عرضةً لاختبار آثار الفيروس الحادة! لكن ذلك لا يعني أنه بأمان من الإصابة. تكمن خطورة فيروس كورونا بأنه سريع العدوى ويمكن أن ينتقل بسرعة بسبب بقائه على الأسطح فترةً من الزمن.
خلال أشهر الربيع والصيف، تقل العدوى بالفيروس نظرًا لكثرة الحركة خارج المنزل، ما يُساعد على تقليل انتشار الفيروس في الأماكن المفتوحة. لكن مع اقتراب حلول فصل الشتاء، يزداد البقاء في الداخل. كما أن نزلات البرد وأمراض الإنفلونزا تكثر وتقوى هجومية الفيروسات المتعلقة بالجهاز التنفسي، ما يجعل الأمر اكثر تعقيدًا.
من أجل ذلك، تسعى الدول إلى زيادة الوعي بشأن الفيروس قبل انخفاض درجات الحرارة للحد الذي يزداد فيه نشاط الفيروس، حيث يتوقّع العالم موجة ثانية وقاسية من جائحة فيروس كورونا. فماذا يُمكنك أن تفعل لتحمي نفسك وعائلتك؟ تابع القراءة للتعرف على الإجراءات وسبل الوقاية.
هل ينتشر فيروس كوفيد-19 بسهولة أكبر في الداخل؟
هذا صحيح! في الداخل، يتنفس الناس ويتحدثون ويضحكون في مساحات مغلقة خاصةً في فصل الشتاء، حيث تبقى النوافذ مغلقة، بالتالي يُمكن أن ينتشر فيروس كورونا بشكل أسرع من خلال بقائه على الأسطح وتركّزه مع مرور الوقت.
بعض الأدلة تُشير إلى أن استنشاق تركيزات عالية من فيروس كورونا يُمكن أن يجعلك أكثر مرضًا. وليس هناك أدنى شك في أنه كلما زاد عدد الأشخاص في مكان مغلق، وكلما طالت مدة بقائهم معًا، زادت مخاطر انتشار الفيروس في هذه البقعة الضيقة.
هل ينتقل فيروس كورونا عبر الجو؟
لا يزال هناك جدل علمي في إمكانية أن ينتقل الفيروس التاجي عبر الهواء. لكن الأدلة الحالية تُشير إلى أن فيروس كوفيد-19 ينتقل بشكل أساسي عبر الرذاذ التنفسي وطرق الاتصال.
بعد تحليل حوالي 75465 حالة من المصابين في الصين، لم يتم الإبلاغ عن انتقال الفيروس هوائيًا أو محمول جوًا، وهذا يُقلل من فرضية أن ينتقل الفيروس عبر الجو. الأبحاث بهذا الخصوص فسّرت ذلك لكبر حجم الفيروس نسبيًا، ما يجعل من الصعوبة أن يظل معلّقًا في جزيئات الهواء. لكن لا تزال المزيد من الأبحاث تُجرى بهذا الخصوص.
كيف تستعد لمواجهة الموجة الثانية من فيروس كورونا؟
الحفاظ على التواصل مع العائلة
لنواجه الأمر، أصبح هذا الفيروس التاجي جزءًا من حياتنا اليومية، واتّجهت العديد من الدول للتعايش معه قدر الإمكان بعد إضراره بشكل كارثي باقتصادات الدول والوضع المالي للعديد من العاملين والموظفين.
أنت بحاجة إلى التواصل اجتماعيًا، ولا نعني بذلك أن تكثّف علاقاتك الاجتماعية خارج المنزل، إنما ننظر إلى ذلك من منظور أضيق عبر الحفاظ على العلاقات الاجتماعية طبيعية داخل منزلك برفقة العائلة دون الحاجة لارتداء أقنعة واقية.
بالنسبة للأشخاص خارج منزلك، يُمكنك الحفاظ على علاقاتك الاجتماعية معهم لكن بأمان، عبر اتّباع قواعد التباعد والاجتماع في الهواء الطلق ووضع الأقنعة.
تجهيز مجموعة الطوارئ المنزلية
من الجيّد أن تحتفظ دائمًا بالأساسيات التي يحتاجها منزلك في حالات الكوارث والطوارئ – سواء كان ذلك إعصار أو فيضان أو انقطاع للتيار الكهربائي أو انتشار وباء.
قُم أنت وأفراد أسرتك بعمل لائحة احتياجات المنزل من المواد الغذائية الرئيسية، الحفاضات وحليب الأطفال، وأشياء أخرى يحتاجها المنزل حتى 30 يومًا كي لا تضطر للخروج من المنزل باستمرار.
البقاء على اطلاع بالأحداث الجارية
إن البقاء على اطلاع بالأحداث الجارية – بما في ذلك معدل انتشار فيروس كورونا في منطقتك وإرشادات الصحة العامة المحلية – سيساعدك أنت وأحبائك على اتخاذ قرارات مستنيرة.
إذا كانت هناك مستويات عالية من انتقال العدوى في المجتمع تحدث في منطقتك، فمن الأفضل أن تحد من الاتصال بالأفراد من خارج الأسرة واختر الأنشطة ذات مخاطر أقل لانتقال عدوى الفيورس. هناك الكثير من المعلومات الخاطئة المتداولة؛ فلا تصدّق كل شيء ولا تعتمد في مصادر معلوماتك على صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الصفراء، إنما خذها من مصادرها الموثوقة وصفحات هيئات الصحة المحلية. الحفاظ على صحتك في ظل جائحة فيروس كورونا
سلامتنا الاجتماعية والعاطفية والجسدية والمعنوية مهمة للغاية. أرهقت أزمة فيروس كوفيد-19 الجميع وتسببت بخسائر فادحة في حياتنا بأكثر من طريقة. وبعد أن أصبحنا أكثر دراية بآلية انتقال الفيروس والفئات الأكثر عرضة للخطر وكيفية تحصين أنفسنا، من المهم أن نعمل على رفع الصحة العامة لنا من جميع النواحي.
أصبحنا نعلم أن فئة كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة هي الفئة الأكثر عرضة للآثار الحادة من الفيروس، لكن ذلك لا يعني أنك محصّن! حتى الآن الدراسات حول الفيروس لا تزال في بدايتها، والعديد من الحالات اختبرت أعراض حادة رغم تمتّعهم بصحة جيدة.
إن كُنت من تعاني من ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري، فهذا أفضل وقت لاتّباع نظام صحي وتناول طعام متوازن وصحي، النوم الجيد، وممارسة الرياضة. وذلك لتعزيز المناعة ورفعها.
لا تُهمل سبل الوقاية المتعارف عليها
أصبح معروفًا اليوم ان أفضل الطرق لحماية أنفسنا من الإصابة بعدوى فيروس كورونا يكمن في اتّباع أربعة محاور ضرورية:
- ارتدِ قناعًا
- حافظ على التباعد الاجتماعي
- اغسل يديك باستمرار
- حافظ على تهوية المكان قدر المستطاع بفتح النوافذ
بالفيديو، كيف تحمي نفسك من عدوى فيروس كورونا ؟
تجنب الانفلونزا والأمراض المعدية الأخرى
يُعتبر موسمي الخريف والشتاء المواسم الأكثر شيوعًا لتفشي فيروس الإنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي المعدية الأخرى. لذلك، فإن أخذ لقاح الإنفلونزا هذا الموسم أصبح بمثابة حاجة ضرورية، والخريف هو أفضل وقت من كل عام للحصول عليها.
رفع قوة المناعة باتّباع نظام حياة صحي..
في هذا الوقت بالتحديد، عليك أن تعمل على رفع مناعتك عبر اتّباع نظام غذائي صحي والتقليل من السكريات الصناعية، ممارسة الرياضة ثلاث مرات بالأسبوع على الأقل، أخذ أقراص فيتامين سي لتأثيرها المباشر على تقوية المناعة.
كذلك من المهم الحرص على تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية التي يصفها الطبيب والتي تقوي جهاز المناعة ضد الأمراض. المناعة خط الدفاع الأول الذي تعتمد عليه بعد الإجراءات الوقائية المتعارف عليها.
احرص على تناول الخضروات والفواكه بكثرة في نظامك الغذائي، مع موازنة ذلك مع البقوليات والبروتينات الخالية من الدهون والكربوهيدرات المركبة.
من المهم كذلك تعزيز الصحة العقلية. تحتاج روحك إلى اهتمام كذلك. حافظ على ممارسة الأشياء التي تُسعدك وتحسّن من صحتك العقلية والبدنية خلال جائحة فيروس كورونا.
إجراءات وقائية خلال الإجازات والاحتفالات في الخريف والشتاء..
خلال فصلي الخريف والشتاء، تكثر الإجازات والمناسبات التي يحتفل بها الناس في العالم. أبرز هذه المناسبات هي إجازة رأس السنة الميلادية، والتي تشهد احتفالات في مختلف أنحاء العالم.
اعتاد الناس خلال هذه المناسبة السفر وقضاء العطلة معًا لاستقبال العام الجديد بحماس، لكن يبدو أن وتيرة هذه الاحتفالات ستأخذ منحنى أكثر هدوءًا بعد اليوم!
من الخطا الاعتقاد أن جائحة فيروس كورونا ستجعلنا منغلقين على بعضنا البعض وأقل اجتماعية ومشاركة بالمناسبات المختلفة. يُمكنك أن تحتفلفي بمناسباتك السعيدة مع أفراد أسرتك في المنزل، وممارسة طقوس الاحتفالات التي اعتدتَ عليها. كما يُمكنك أن تُشرك العائلة والأصدقاء في احتفالاتك عبر برامج الفيديو الشائعة في ظل الظروف الراهنة.