![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سيدة القطار خفت عليه من مصير شهيد التذكرة
كلاهما خرج من بيته مودعًا أسرته متجهًا صوب عمله، حرارة شمس الظهيرة اشتدت وتصبب جسدهم عرقًا ولم يبال أحدهم بمن حوله، زحام شديد داخل عربة قطار امتلأت مقاعدها وطرقاتها يختبئون بين ركابها الوافدين من كل حدب وصوب من نظرات "الكمسري" خشية مطالبتهم بثمن تذكرة، والتي رغم قلة قيمتها المادية، باتت في أعينهم عبئًا ثقيًلا لا يقوون على سداده. الأول كان مصيره الموت دهسًا تحت عجلات القطار، وبات معروفًا بـ"ضحية التذكرة" والثاني أنقذه القدر حين تصدرت المشهد سيدة بـ"100 راجل" خشيت عليه من مصير شبيه بالأول وتكون نهايته الموت لعدم سداد مبلغ تذكرة القطار. صفية: خفت الكارثة تتكرر تاني والعسكري يحصل له حاجة "خفت الكارثة تتكرر تاني، والعسكري يحصل له حاجة"، كلمات مقتضبة للسيدة صفية إبراهيم، المعروفة إعلاميًا بـ"سيدة القطار"، التي ظهرت في فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تدافع عن مجند مصممة على سداد تكلفة تذكرة القطار، بعد مشادة مع الكمسري، أعادت بها إلى الأذهان قضية الشاب محمد عيد المعروف بـ"ضحية التذكرة" الذي لقى مصرعه دهسًا بين عجلات قطار طنطا التي فصلت رأسه عن جسده، بعد أن سقط إثر مشادة كلامية مع الكمسري لعدم قدرته على سداد قيمة التذكرة وانتهت حياته في ثوان معدودة. شهيد التذكرة محمد عيد لقى مصرعه تحت عجلات القطار بعد أن هدده الكمسري بالتسليم للشرطة "شهيد التذكرة" محمد عيد ابن شبرا الخيمة، كان يتيما رحل والده وهو طفل، عرف طريقه إلى الفن، يرسم ويصنع ميداليات وتحفاً، كان في البداية يبيعها في القاهرة ثم قرر أن يجرب حظه في الإسكندرية ومن هنا بات القطار ملاذه السريع الآمن يتنقل بين عرباته لعرض بضاعته على الركاب حتى يصل به إلى وجهته ليستكمل البيع على الشواطئ، باتت قصة وفاته عبرة للجميع. بعد عام كامل على واقعة "شهيد التذكرة" إلا أن بشاعتها لا تزال واعظًا للكثيرين من أصحاب الضمائر، تجلى أثرها في شهامة السيدة صفية التي قررت سداد ثمن التذكرة للمجند خوفًا عليه من مشادة مع الكمسري أن تدفعه إلى القفز من باب القطار هربًا من سداد الغرامة، حصل من قبل مع الشاب محمد عيد على نفس خط القطار. على رصيف محطة طنطا، لا تزال أثار دماء شهيد التذكرة باقية حتى وإن تلاشت رائحتها بفعل الزمن، قبل عام واحد وحين غربت يوم الثامن والعشرين من أكتوبر عام 2019، كان القلق يسيطر على وجه محمد خوفاً من الكمسرى الذي يمر على الجميع وسيأتي الدور عليه لا محالة ليسأله عن التذكرة، لم يتخيل الشاب العشريني غلظة قلب الرجل عندما احتد عليه وصديقه قائلا "بطاقتك أنت وهو"، فيحاول استعطافه، "احنا مش بياعين ولا صيع، ظروفنا بس عاندت، أنا فنان، أنا ممكن أكتب اسمك على حباية المكرونة دي أنت وحبيبك"، فما كان من الكمسري إلا أن تجرد من مشاعره ورد عليه "أنا معنديش حبيب، أنا هاسلمكم للشرطة". محاولات "عيد" وصديقه أحمد للتخلص من الموقف دون غرامة مادية لم يتدخل فيها أحد الركاب الذي وقفوا جميعا في موضع المتفرج الصامت، انتهت المشاجرة بقول الكمسري "يا تدفع فلوس، يا تجيب البطايق، يا تنزلوا، وأنا هافتح لكم الباب" صمت تام خيم على عربة القطار رغم ارتفاع صوت محركاته، لم ينطق راكب بأي كلمة حتى هذه اللحظات، فما لبث أن تملك اليأس من الشابين وألقيا بأنفسهما من عربة القطار ليواجها معًا شبح الموت دهسًا على القبضان. عمر جديد كتب لأحمد صديق شهيد التذكرة، إلا أن قفزة "عيد" خانته، انزلقت يد محمد وهو ممسك بالمقبض المعدني للعربة وفي ثوان معدودة سقط أسفل القطار، لم يسعفه الوقت على الصراخ حتى يستنجد بأحد، وفي ثوان كانت عجلات القطار قد كتبت النهاية له. تفاصيل الحادث الذي شهدت عليه قضبان محطة قطار طنطا، نفس القطار الذي شهد واقعة المجند، ربما ظلت عالقة في ذهن المعلمة صفية فاستجمعت شجاعتها، وأبت تكرار الكارثة في شاب بعمر أبنائها، ولولا تدخلها بتسديد قيمة التذكرة للمجند، ربما واجه نفس مصير بائع الميداليات الشهير بـ"شهيد التذكرة". هذا الخبر منقول من : الوطن |
![]() |
|