رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَكَما أَنَّ الـجَسَدَ بِدُونِ الرُّوحِ مَيْت، كَذلِكَ الإِيْمَانُ بِدُونِ الأَعْمَالِ مَيْت
الجمعة الخامس عشر من زمن العنصرة مَا النَّفْعُ، يا إِخْوتِي، إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيْمَانًا ولا أَعْمَالَ لَهُ؟ أَلَعَلَّ الإِيْمَانَ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ إِذَا كانَ أَخٌ أَو أُخْتٌ عُرْيَانَيْن، يُعْوِزُهُمَا القُوتُ اليَّومِيّ، ووَاحِدٌ مْنكُم قَالَ لَهُمَا: “إِذْهَبَا بِسَلام، واسْتَدْفِئَا واشْبَعَا”، وأَنْتُم لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الـجَسَد، فَأَيُّ نَفْعٍ في ذلِكَ؟ كذلِكَ الإِيْمَانُ أَيْضًا، إِنْ لَمْ يَقْتَرِنْ بالأَعْمَال، فهوَ مَيْتٌ في ذَاتِهِ. ورُبَّ قَائِلٍ يَقُول: “أَنْـتَ لَكَ الإِيْمَان، وأَنا ليَ الأَعْمَال”، فأَقُولُ لَهُ: أَرِنِي إِيْمانَكَ بِدُونِ الأَعْمَال، وأَنَا أُرِيكَ بِالأَعْمَالِ إِيْمَانِي. أَتُؤمِنُ أَنْتَ أَنَّ اللهَ وَاحِد؟ حَسَنًا تَفْعَل! والشَّياطِينُ أَيْضًا تُؤْمِنُ وتَرتَعِد! أَتُرِيدُ أَنْ تَعْرِف، أَيُّهَا الإِنْسَانُ البَاطِلُ الرَّأْي، أَنَّ الإِيْمَانَ بِدُونِ الأَعْمالِ عَقِيم؟ أَمَا تَبَرَّرَ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَال، لَمَّا قَرَّبَ إِسْحـقَ ابْنَهُ على الـمَذْبَح؟ فأَنْتَ تَرَى أَنَّ الإِيْمَانَ كانَ يُعَاوِنُ أَعْمَالَهُ، وبِالأَعْمَالِ صَار إِيْمَانُهُ كامِلاً. فتَمَّ الكِتَابُ القائِل: “آمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِالله، فَحُسِبَ لَهُ ذلِكَ بِرًّا”، ودُعِيَ خَلِيلَ الله. تَرَوْنَ إِذًا أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالأَعْمَالِ لا بِالإِيْمَانِ وَحْدَهُ. كذلِكَ رَاحَابُ البَغِيّ: أَمَا تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَال، لأَنَّهَا اسْتَضَافَتِ الرَّجُلَينِ الـمُرسَلَيْن، وصَرَفَتْهُمَا بِطَرِيقٍ آخَر؟ فَكَما أَنَّ الـجَسَدَ بِدُونِ الرُّوحِ مَيْت، كَذلِكَ الإِيْمَانُ بِدُونِ الأَعْمَالِ مَيْت. قراءات النّهار: يعقوب 2: 14-26 / لوقا 17: 31-37 التأمّل: “فَكَما أَنَّ الـجَسَدَ بِدُونِ الرُّوحِ مَيْت، كَذلِكَ الإِيْمَانُ بِدُونِ الأَعْمَالِ مَيْت”! إنّ العلاقة بين الإيمان والأعمال تتوضّح على ضوء هذا النصّ. إنّ الخلاص المسيحانيّ لم يستحقّه لنا أي عمل مهما عظم شأنه لأنّ الخلاص أتانا من فيض محبّة الآب ونعمة وفداء الإبن الوحيد ويستمرّ عمله فينا بقوّة الرّوح القدس! ولكنّ الإيمان بكلّ هذا لا يغنينا عن ترجمته بأعمالنا التي يفترض أن تجسّد شهاداتنا للفداء وشكرنا لمن افتدانا بثمن باهظ هو آلام وموت وقيامة الربّ يسوع من أجلنا ومن أجل خلاصنا! بمختصر مفيد، يقول لنا مار يعقوب: “الإِيْمَانُ بِدُونِ الأَعْمَالِ مَيْت” ليحفّزنا على الشروع في مسيرة المحبّة المجسّدة على مثال الربّ يسوع! |
|