رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كثيراً ما يطول الانتظار وتضيق نفوسنا به، تعال لنرى كيف استخدم الله سنوات الانتظار في تشكيل حياة هذه الشخصيات مش_وقت_ضايع موسى، الذي نقله الرب من قصر فرعون إلى الصحراء ليرعى فيما يبدو وكأنها أربعون من السنوات الضائعة، لكنها كانت مرحلة تحويل موسى من الرجل الذي قتل عند غضبه إلى شخص قيل عنه فيما بعد "وَأَمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيمًا جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ." (العدد ١٢: ٣) حليم أي صبور. داود، الذي يبدو وكأن سنوات عمره ضاعت في الهروب من شاول، لكن عند الرب لم تكن سنوات ضائعة بل كانت إعدادًا وتدريبًا لرجل قيل عنه فيما بعد: "وَجَدْتُ دَاوُدَ بْنَ يَسَّى رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِي ، الَّذِي سَيَصْنَعُ كُلَّ مَشِيئَتِي." (أعمال الرسل ١٣: ٢٢). زكريا وأليصايات، الباران كما شهد عنهما الكتاب، قضيا العمر في انتظار النسل وانتظار المخلّص، كافأ الله انتظارهما بابن شهد عنه المسيح قائلاً "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ. (متى ١١: ١١) يوسف الذي قضى أفضل سني عمره من سن السابعة عشر إلى الثلاثين ما بين عبودية وسجن، فيما يبدو إنها سنين ضائعة ، لكنها كانت مرحلة تحضير الرجل الذي سينقذ العالم من الجوع بحكمته. فيها تغيّر من الطفل المدلّل الثرثار إلى الشاب الحكيم المنضبط الهارب من الشر. إبراهيم، هذا الشيخ الوقور الذي قضى العمر منتظراً الوعد "إنه سيكون أباً لجمهور كثير"، لكن كل هذا الانتظار والصراع ما بين الثقة في الله وتضاؤل الفرص بحسابات المنطق، استخدمه الله لتتعمّق وتطول أحاديثهم معاً ليصنع من إبراهيم "خليل الله" الذي لم يشاء الله أن يخفي عنه ما سيفعل. |
|