|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وكَانَ الَّذِينَ دَبَّرُوا هـذِهِ الـمُؤامَرَةَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعينَ رَجُلاً
الاثنين الحادي عشر من زمن العنصرة ولَمَّا أَقْبَلَ النَّهَار، تآمَرَ بَعْضُ اليَهُودِ فوَضَعُوا حِرْمًا عَلى أَنْفُسِهِم أَلاَّ يَأْكُلُوا ولا يَشْرَبُوا حتَّى يَقْتُلُوا بُولُس. وكَانَ الَّذِينَ دَبَّرُوا هـذِهِ الـمُؤامَرَةَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعينَ رَجُلاً. هـؤُلاءِ جَاؤُوا إِلى الأَحْبَارِ والشُّيُوخِ وقَالُوا: “لَقَدْ حَرَمْنَا أَنْفُسَنَا حِرْمًا أَلاَّ نَذُوقَ شَيْئًا حَتَّى نَقْتُلَ بُولُس! فَالآنَ أَشِيرُوا أَنْتُم والـمَجْلِسُ عَلى قَائِدِ الأَلْفِ أَنْ يُحْضِرَ بُولُسَ إِلَيْكُم، كَأَنَّكُم تُرِيدُونَ أَنْ تَفْحَصُوا عَنْ أَمْرِهِ فَحْصًا أَدَقّ، ونَحْنُ مُسْتَعِدُّونَ لِقَتْلِهِ قَبْلَ أَنْ يَقْتَرِبَ مِنَ الـمَجْلِس”. وسَمِعَ ابْنُ أُخْتِ بُولُسَ بِالكَمِين، فَذَهَبَ إِلى القَلْعَة، ودَخَلَ فأَطْلَعَ بُولُسَ عَلى الأَمْر. فدَعَا بُولُسُ أَحَدَ قَادَةِ الـمِئَةِ وقَالَ لَهُ: “إِذْهَبْ بِهـذَا الفَتَى إِلى قَائِدِ الأَلْف، فإِنَّ عِنْدَهُ مَا يُطْلِعُهُ عَلَيْه”. فأَخَذَهُ قَائِدُ الـمِئَةِ وذَهَبَ بِهِ إِلى قَائِدِ الأَلْف، وقَال: “لَقَدْ دَعَاني السَّجينُ بُولُس، وسَأَلَنِي أَنْ أُحْضِرَ إِلَيْكَ هـذَا الفَتَى، لأَنَّ عِنْدَهُ مَا يَقُولُهُ لَكَ”. فأَخَذَهُ قَائِدُ الأَلْفِ بِيَدِهِ، وانْفَرَدَ بِهِ عَلى حِدَة، وسَأَلَهُ: “مَا عِنْدَكَ مِنْ خَبَرٍ تُطْلِعُنِي عَلَيْه؟”. فقَال: “إِنَّ اليَهُودَ قَدِ اتَّفَقُوا عَلى أَنْ يَسْأَلُوكَ أَنْ تُحْضِرَ بُولُسَ غَدًا إِلى الـمَجْلِس، كَأَنَّهُم يُريدُونَ أَنْ يَسْتَعْلِمُوا عَنْ أَمْرِهِ بِوَجْهٍ أَدَقّ. فأَنْتَ لا تُصَدِّقْهُم، لأَنَّ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعينَ رَجُلاً قَدْ كَمَنُوا لَهُ، ووَضَعُوا حِرْمًا عَلى أَنْفُسِهِم أَلاَّ يأْكُلُوا ولا يَشْرَبُوا حتَّى يَقْتُلُوه. وهُمُ الآنَ مُسْتَعِدُّونَ يَنْتَظِرُونَ مِنْكَ الـمُوافَقَة”. فصَرَفَ قَائِدُ الأَلْفِ الفَتَى، وأَوْصَاهُ قَال: “لا تُخْبِرْ أَحَدًا أَنَّكَ أَطْلَعْتَنِي عَلى ذلِكَ”. قراءات النّهار: أعمال 23: 12-22 / لوقا 12: 13-21 التأمّل: تعترض مسيرة الإنسان عراقيل كثيرة وحواجز عديدة تقتضي منه حكمةً وحسن تصرّف كي لا يصاب بجراح أشواك الغدر أو الخيانة أو الاضطهاد على قدر ما يستطيع أن يجد مخارج وأساليب لتجنّب الأذى! المهم أن يستند الإنسان إلى إيمانه كي لا تتحوّل حكمته إلى دهاء وخبثٍ قد يقودانه إلى الانتقام من الآخرين وعندها يكون قد فقد جوهر وجوده وهو محبّته للربّ يسوع وطاعته لإرادته ولمشيئته! في هذا الإطار، نتأمّل اليوم فيما قام به بولس الرّسول والّذي عرف كيف يتجنّب الأذيّة دون أن يؤذي سواه! |
|