“َإِنَّكَ تَسْلُكُ سُلُوكَهُم مُحَافِظًا عَلى الشَّريعَة”
الثلاثاء العاشر من زمن العنصرة وبَعْدَ تِلْكَ الأَيَّام، تأَهَّبْنَا لِلسَّفَر، وصَعِدْنَا إِلى أُورَشَليم. ورَافَقَنَا بَعْضُ التَّلامِيذِ مِنْ قَيْصَرِيَّة، وذَهَبُوا بِنَا إِلى مَنَاسُونَ القُبْرُسِيّ، أَحَدِ التَّلامِيذِ الأَوَائِل، فَنَزَلْنَا عِنْدَهُ ضُيُوفًا. ولَدَى وصُولِنَا إِلى أُورَشَليم، اسْتَقْبَلَنَا الإِخْوَةُ بَفَرَح. وفي الغَد، دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلى يَعْقُوب، وحَضَرَ الكَهَنَةُ كُلُّهُم. فسَلَّمَ بُولُسُ عَلَيْهِم، وأَخَذَ يَشْرَحُ لَهُم بِالتَّفْصِيلِ كُلَّ مَا فعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الأُمَمِ بِواسِطَةِ خِدْمَتِهِ. فلَمَّا سَمِعُوا، مَجَّدُوا اللهَ وقَالُوا لِبُولُس: “أَيُّها الأَخ، أَنْتَ تَرَى أَنَّ عَشَرَاتِ الآلافِ مِنَ اليَهُودِ قَدْ آمَنُوا، وكُلُّهُم ذَوُو غَيْرَةٍ عَلى الشَّريعَة. وقَدْ أُخْبِرُوا أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ اليَهُودِ الـمُنْتَشِرِينَ بَيْنَ الأُمَم، أَنْ يَرْتَدُّوا عَنْ مُوسَى، وتَقُولُ بأَلاَّ يَخْتُنُوا بَنِيهِم، ولا يَسْلُكُوا بِحَسَبِ التَّقَاليد. فمَا العَمَلُ إِذًا؟ إِنَّهُم ولا بُدَّ سَيَسْمَعُونَ بِقُدُومِكَ. فَاعْمَلْ بِمَا نَقُولُهُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِم نَذْر. فخُذْهُم، وتَطَهَّرْ مَعَهُم، وأَنْفِقْ عَلَيْهِم لِيَحْلُقُوا رُؤُوسَهُم، فيَعْلَمَ جَميعُ اليَهُودِ أَنَّ مَا أُخْبِرُوا بِهِ عَنْكَ بَاطِل، بَلْ إِنَّكَ تَسْلُكُ سُلُوكَهُم مُحَافِظًا عَلى الشَّريعَة. أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الوَثَنِيِّينَ فأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِم، وحَكَمْنَا أَنْ يَصُونُوا أَنْفُسَهُم مِنْ ذَبَائِحِ الأَصْنَام، والدَّم، ولَحْمِ الـحيَوَانِ الـمَخْنُوق، والفُجُور”. وفي اليَومِ التَّالي، أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ وتَطَهَّرَ مَعَهُم، وَدَخَلَ الـهَيْكَل، وأَعْلَنَ الـمَوعِدَ الَّذِي تَنْتَهي فيهِ أَيَّامُ التَّطْهير، لِيُقَرِّبَ القُرْبَانَ عَنْ كُلٍّ مِنْهُم.
قراءات النّهار: أعمال 21: 15-26 / متّى 23: 16-22
التأمّل:
“إِنَّكَ تَسْلُكُ سُلُوكَهُم مُحَافِظًا عَلى الشَّريعَة”!
إن الحماس الرّسولي يقودنا أحياناً إلى سلوكٍ يتجاوز بعض العادات أو التقاليد التي قد تشكّل مصدر شكٍّ لبعض الناس…
ما ورد في نصّ اليوم يعلّمنا ضرورة الابتعاد عن تشكيك المؤمنين ولو في بعض الأمور البسيطة وقد يكون الأفضل حينها أن نحافظ على بعض العادات في سبيل الإبقاء على التواصل الإيجابيّ معهم كي نساهم في تعميق إيمانهم وتشذيبه من القشور!