رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نعم أنا ابنه الأصغر، تمرّدت على طريقة أبي في العيش وإدارة البيت، إذ وجدتها لا تناسبني، فقرّرت أخذ نصيبي من ميراث أبي، وهو لا زال على قيد الحياة ، فإنه سيتركه على كل حال إن آجلاً أو عاجلاً.. وبعدما آخذت ما وجدته حقي، جمعت كل ما أملكه وسافرت مبتعداً، تاركاً بيت أبي الذي مع وسعه ضاق علي.. سافرت بعيداً عن البيت ظاناً أني أخيراً وجد حريتي، وبدأت أصرف بتبذير ما معي من مال، لكني لم أكن أعلم أني وبنفس طريقتي المستهترة في التبذير، أبذّر ما معي من حرية وكرامة أيضاً.. ولما أنفقت كل شيء، جاء الجوع بما يحمله من مذلّة الحاجة ومهانة الاستجداء، فعرفت في تيهاني ما كان أفضل أن أعرفه هناك وأنا في بيت أبي المليء بكل ألوان الرخاء والراحة والشبع.. فرجعت لنفسي أحلى رجوع وقرّرت أن أعود للبيت الفائض بالحب والشبع، ليس فقط شبع الطعام، بل أيضاً شبع العلاقة مع أبي.. فقمت وذهبت معترفاً بخطئي نادماً على تركي له ولبيته، قمت عائداً لأبي، عائداً لصوابي.. "فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. فَقَالَ لَهُ الابْنُ: يَا أَبِي ، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ، وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ ، لأَنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ . فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ." |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لأسلك بك وأذهب إليك |
قم فخذ الصبي وأمه وأذهب الى أرض أسرائيل |
قم وأذهب إلى الزقاق الذى يقال له المستقيم |
أقوم وأذهب إلى أبي ( لوقا 15 : 18) |
اقوم وأذهب |