رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فهـذَا خَطَرٌ لا يَؤُولُ بِحِرْفَتِنا إِلى الكَسَادِ فحَسْب!
الخميس التاسع من زمن العنصرة وفي ذلِكَ الوَقْت، حَدَثَتْ بَلْبَلَةٌ كَبيرَةٌ ضِدَّ طَريقِ الرَّبّ. فقَدْ كَانَ صَائِغٌ، اسْمُهُ دِيـمِتْرِيُوس، يَصْنَعُ هَيَاكِلَ فِضِّيَّةً لأَرْتَامِيس، ويُكْسِبُ الصُّنَّاعَ مَالاً كَثيرًا. فجَمَعَ هـؤُلاءِ الصُّنَّاعَ والقَائِمينَ بِصِنَاعَاتٍ مُمَاثِلة، وقالَ لَهُم: “أَيُّها الرِّجَال، أَنْتُم تَعْلَمُونَ أَنَّ رَغْدَ عَيْشِنا هُوَ بِفَضْلِ هـذِهِ الصِّنَاعَة. وأَنْتُم تَرَوْنَ وتَسْمَعُونَ أَنَّ بُولُسَ هـذَا قَدْ أَقْنَعَ جَمْعًا كثيرًا، لا في أَفَسُسَ وَحْدَهَا بَلْ في كُلِّ آسيَا تَقْريبًا، وضَلَّلَهُم بِقَوْلِهِ إِنَّ مَنْ تَصْنَعُهُم أَيْدِينَا لَيْسُوا بِآلِهَة. فهـذَا خَطَرٌ لا يَؤُولُ بِحِرْفَتِنا إِلى الكَسَادِ فحَسْب، بَلْ هُوَ يُهَدِّدُ بِالبُطْلانِ هَيْكَلَ الإِلـهَةِ العَظيمَةِ أَرْتامِيس، ويُقَوِّضُ عَظَمَتَها، هِيَ الَّتِي يَعْبُدُها جَمِيعُ النَّاسِ في آسِيَا والـمَسْكُونَةِ بأَسْرِهَا. فلَمَّا سَمِعُوا ذلِكَ، امْتَلأُوا غَضَبًا، وأَخَذُوا يَصِيحُونَ قَائِلين: “عَظِيمَةٌ أَرْتَاميسُ إِلـهَةُ الأَفَسُسِيِّين”. وعَمَّ الشَّغَبُ الـمَدِينَةَ بأَسْرِهَا، فَانْدَفَعُوا كُلُّهُم معًا إِلى الـمَسْرَح، بَعْدَ أَنِ اخْتَطَفُوا غَايُوسَ وأَرِسْتَرْخُسَ الـمَقْدُونِيَّيْن، رَفِيقَيْ بُولُسَ في سَفَرِهِ. أَخيرًا هَدَّأَ مُسْتَشَارُ الـمَدِينَةِ الـجَمْعَ وقَال: “يَا رِجَالَ أَفَسُس، مَنْ مِنَ النَّاسِ لا يَعْلَمُ أَنَّ أَفَسُسَ هِيَ الـمَدِينَةُ الـحَارِسَةُ لِهَيكَلِ أَرْتامِيسَ العَظِيمَة، وصَنَمِهَا الَّذِي هَبَطَ مِنَ السَّمَاء؟ هـذَا أَمْرٌ لا خِلافَ فِيه. فعَلَيْكُم أَنْ تَهْدَأُوا، وحَذَارِ أَنْ تتَسَرَّعُوا. وقَدْ جِئْتُم بِهـذَيْنِ الرَّجُلَيْن، معَ أَنَّهُما لَمْ يَنْتَهِكَا حُرْمَةَ إِلـهَتِنَا، ولَمْ يُجَدِّفَا عَلَيْها. فإِنْ يَكُنْ لِدِيْمِتْرِيُوسَ وأَصْحَابِهِ الصُّنَّاعِ دَعْوى عَلى أَحَد، فَإِنَّ هُنَاكَ مَحَاكِمَ وَوُلاة، فَلْيَتَقَدَّمُوا إِلَيْهِم بِشَكْوَاهُم. وإِنْ كُنْتُم تَطْلُبُونَ أَمْرًا آخَر، فإِنَّهُ يُبَتُّ في مَحْفِلٍ شَرْعِيّ. فنَحْنُ في خَطَرٍ أَنْ نُتَّهَمَ بِالفِتْنَةِ بَسَبَبِ مَا حَدَثَ اليَوْم، إِذْ لَيْسَ لَنَا حُجَّةٌ نَسْتَطيعُ بِها أَنْ نُبَرِّرَ هـذَا التَّجَمُّع”. قالَ هـذَا وصَرَفَ الـجَمَاعَة. قراءات النّهار: أعمال ١٩: ٢٣-٢٩، ٣٥-٤٠ / لوقا ١١: ٤٧-٥١ التأمّل: غالباً ما يثور الإنسان حين تتهدّد مصالحه الماديّة وهذا ما نراه في نصّ اليوم حين هدّدت شهادة مار بولس وتبشيره صناعة أصنام أرتاميس… تطرح هذه المسألة موضوع التناقض ما بين ما لله وما لجيوب الإنسان ومن سيختار على ضوء مصلحته أو إيمانه! في حياتنا أصنامٌ كثيرة ولكن يوجد مخلّص واحد هو الربّ يسوع فمن سنختار: مصلحتنا أم إيماننا؟ |
|