شفقة ورحمة ومحبة الله تنطق في هذه الكلمات . وهو الذي بكى على قبر لعازر وهو عالم أنه سيقيمه، وهو بكى تأثرًا بما حوله من جو حزن، وبكى حزنًا على الإنسان الذي جلب على نفسه قضية الموت. ومعنى الآية أن الله يسمح بالضيقة لتأديبنا فنخلص، والذي يخلصنا دم المسيح = ملاك حضرته ، ولكن الضيقة هي لتعديل مسار نفوسنا المتمردة فنعود للمسيح الذي يخلص كما عاد الابن الضال. ولكن الله في حنانه وهو يرانا نتألم في ضيقتنا يتألم ويتضايق معنا. وجاءت خلصهم في الماضى فالخلاص تم على الصليب، وتكون الضيقة هي لإعادة النفس المتمردة التي تنحرف عن مسار الخلاص إلى طريق الخلاص مرة أخرى حتى لا تهلك، وهذا معنى ما قاله القديس بولس الرسول عن زانى كورنثوس "أسلمته للشيطان... لهلاك الجسد أي بضيقات كثيرة... فتخلص الروح في يوم الرب" (1كو5). وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ = فعناية الله بشعبه حتى قبل المسيح، فخلاص الرب هو في كل الأزمنة.
بِمَحَبَّتِهِ وَرَأْفَتِهِ هُوَ فَكَّهُمْ = المسيح بمحبته قدَّم لنا الفداء وإشترانا بدمه، ففكنا بعد عبودية وحررنا (الفك يعنى تحرير عبد أو فك رهن بدفع فدية) لذلك قال المسيح "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا" (يو8 : 36).