آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ فَتَخْلُصَ أَنتَ وأَهلُ بَيتِكَ
الأربعاء الثامن من زمن العنصرة ونَحْوَ مُنْتَصَفِ اللَّيْل، كَانَ بُولُسُ وسِيلا يُصَلِّيَان، ويُسَبِّحَانِ الله، والسُّجَناءُ يُصْغُونَ إِلَيْهِما. وحَدَثَ بَغْتَةً زَلزَلَةٌ عَظِيمَة، حتَّى تَزَعْزَعَتْ أَسَاسَاتُ السِّجْن، وانْفَتَحَتْ فَجْأَةً كُلُّ الأَبْوَاب، وانْحَلَّتْ قُيُودُ السُّجَنَاءِ جَمِيعًا. ولَمَّا اسْتَيْقَظَ السَّجَّانُ، ورأَى أَبْوَابَ السِّجْنِ مَفْتُوحَة، اسْتَلَّ سَيْفَهُ وهَمَّ بِقَتْلِ نَفسِهِ، لِظَنِّهِ أَنَّ السُّجَنَاءَ قَدْ هَرَبُوا. فنَادَاهُ بُولُسُ بِصَوْتٍ عَظِيمْ قائِلا: “إِيَّاكَ أَنْ تَفْعَلَ بِنَفْسِكَ شَرًّا، فنَحْنُ جَمِيعُنا هُنا!”. فطَلَبَ السَّجَّانُ ضَوءًا، وانْدَفَعَ إِلى الدَّاخِل، وارْتَمى مُرتَعِدًا أَمَامَ بُولُسَ وسِيلا. ثُمَّ خَرَجَ بِهِمَا وقَال: “يَا سَيِّدَيَّ، مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لأَخْلُص؟”. فقالا: ” آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ فَتَخْلُصَ أَنتَ وأَهلُ بَيتِكَ”. وكَلَّمَاهُ بَكَلِمَةِ الرَّبّ، هُوَ وجَميعَ مَنْ في بَيتِهِ. فأَخَذَهُمَا في تِلْكَ السَّاعَةِ مِنَ اللَّيْل، وغَسَلَ جِراحَهُمَا، واعْتَمَدَ لِوَقْتِهِ هُوَ وكُلُّ ذَويه. ثُمَّ صَعِدَ بِهِمَا إِلى بَيتِهِ، وأَعَدَّ لَهُما الـمَائِدَة، وابْتَهَجَ هُوَ وجَميعُ أَهلِ بَيْتِهِ، لأَنَّهُ آمَنَ بِالله.
قراءات النّهار: أعمال الرّسل 16: 25-34 / لوقا 11: 9-13
التأمّل:
من المهمّ جداً أن نستغلّ اللحظة التي نحياها لنشهد لمحبّة الربّ ولو كنّا في ظرفٍ أو في حالة تكبّلنا أو تعرقلنا وهو ما قام به مار بولس في حادثة السجن التي نتأمّل بها اليوم!
لم يترك مار بولس مناسبةً إلّا واستغلّها كي يحدّث الناس عن يسوع وكي يحثّهم على الإيمان وعلى الدّخول في مسيرة الكنيسة النّاشئة!
هذا الحماس الرّسوليّ يدعونا إلى تجديد ذواتنا كي نكون بدورنا، على مثال مار بولس، شهوداً لمحبّة الله ولفدائه!