ما هي الأسباب التي جعلت الكنيسة تستخدم المزامير في صلواتها

[walaa farouk]

🙏ما هي الأسباب التي جعلت الكنيسة تستخدم المزامير في صلواتها ؟

🙏الأسباب التي دعت الكنيسة المقدسة إلي إستخدام المزامير كمادة للصلاة هي:🙏




1. لقد جمع داود النبي في شخصه إختبارات عجيبة:
فهو راعي غنم، وهو النبي العظيم، وهو الملك، وهو القديس الذي حلّق في عالم الروح، وهو الإنسان الذي سمح الرب بسقوطه في خطيئتين شنيعتين أذلتاه ولأجلهما ظل يبكي ويبل فراشه بدموعه قائلاً: "خطيتي أمامي في كل حين"
فنحن في المزامير نجد اختبارات كثيرة لابد أنها توافق إحتياجاتنا.

2. أنها خرجت من قلب إنسان تطهر فعلاً بالتوبة وجاهد من أجل حياة الروح جهاداً عظيماً يجدر بنا أن نتطلع اليه حتي لا نستكبر..
ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم:
[قف يا إنسان عند حدك، هل وصلت إلي ما وصله داود؟
فاسمعه يقول: " ضعفت ركبتاي من الصوم وجسدي تشوه وذوى من الزيت"
وأيضاً "في يوم حزنى لبست مسحاً وكنت أذل بالصوم نفسي"،
ويقول في السهر: "في نصف الليل نهضت لأشكرك علي أحكام عدلك"، "سبع مرات في النهار سبحتك علي أحكام عدلك"، "أما أنا فصلاة"
ويقول في النسك:"أكلت الرماد كالخبز ومزجت شرابى بدموعي"]

ولماذا نعدد مناقب داود وها أن الله شهد له:"وجدت قلب داود حسب قلبي"
وعلي الرغم من كل هذه التقويمات سقط..
فلا تطمئن بعد هذا لإنه "إن كان البار بالجهد يخلص فالفاجر والمنافق أين يظهران"
فانتبه إلي ذلك يا إنسان.

3. المزامير ولو ان قائلها داود واليه تنسب لكن هي كلام الله قاله داود بالروح القدس، حتي ان السيد المسيح قال: "قال داود بالروح"
وحينما صلي بالمزامير تكلم الله بكلامه..
فهل يوجد أعظم من ذلك؟
إنه أضمن للمحامي الذي يترافع عن متهم أن يترك عنه كلامه الخاص ويكلم القاضي بنصوص القانون ويطالب بالحكم ببراءة موكله طبقاً لهذا القانون فإن القاضي ملتزم به، أليس هذا ما نلمسه في مزامير داود التي تتضمن صوراً لمحبة الله ورحمته وإحسانه وبره وعطفه وحنوه وعدله وحدبه علي بنى البشر!!
إن كل ما نأمله أن يعاملنا الله بحسب هذه الصفات.

4. إن صلواتنا الإرتجالية التي نصليها غالباً ما تكون صلوات نفعية!
فهي طلبات متراصة لاغير،
وغالباً ما تكون خالية من عنصر هام في الصلاة هو عنصر التسبيح وهذا العنصر نراه واضحاً في تراتيل داود النبي ومزاميره.

5. والمزامير فوق هذا كله مادة عجيبة للتأمل،
فهي تتيح للذين يصلون بالروح وبتأن تأملات رائعة حقاً لا يمكن إلا أن يكون مصدرها روح الله هذا هو ما إختبره الآباء،
وما السبب في ذلك؟
هل يرجع ذلك إلي تنوع أفكارها وعمق المشاعر التي دونتها والقلب الصافي الذي أخرجها والنبوات الواضحة التي تضمنتها؟
قد يكون هذا كله معاً وغيره أيضاً فهل بعد هذا تحتاج إلي برهان علي قوة المزامير وجزيل نفعها للصلاة بها؟
أسألك أن تستمع إلي قول مار اسحق: [ليكن لك محبة بلا شبع لتلاوة المزامير لانها غذاء الروح] ..
ليس معني الكلام السابق الإكتفاء بصلاة المزامير كلا!! بل يجب أن يعقب كل صلاة بالمزامير صلاة خاصة تعبر بها عن مشاعرك نحو الله وتطلب بها احتياجاتك الخاصة..
بل إن الآباء القديسين يعتبرون صلاة المزامير تمهيداً لصلاة القلب.....