رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
موسى الأسود يسترشد بالقديس إيسيذورس
إتخذ موسى لنفسه مرشدا روحيا عملاقا هو القديس إيسوذوروس قس الإسقيط وإليك بعض المواقف فى هذا الإرشاد:~ 1- بينما كان موسى مداوما على الصلاة والصوم والتأمل إذ بشيطان الخطية يعيد الى ذاكرته العادات المرزولة القديمة ويزينها بعد أن إستنارت روحه وعادت الى معرفة الله ولما أشتدت عليه وطأة الأفكار الشريرة مضى الى القديس إيسوذوروس وأخبره بحرب الجسد الثائرة ضده فعزاه قائلا لا تحزن هكذا وأنت مازلت فى بدء الصعوبات ولمدة طويلة سوف تأتى رياح التجارب وتقلق روحك فلا تخف ولا تجزع ، وأنت إذا ثابرت على الصوم والسهر وإحتقار أباطيل هذا العالم سوف تنتصر على شهوات الجسد ، فإستفاد موسى من كلام القديس إيسوذوروس ورجع الى قلايته منفردا وممارسا أنواع كثيرة من إماتتة الجسد ولم يتناول سوى القليل من الخبز مرة واحدة فقط فى اليوم كله مثابرا على الصلوات وعمل اليدين. 2- لقد تزايد موسى جدا فى النسك وفى مقاتلته لذاته لدرجة كبيرة ولكن بالرغم من هذه الإماتات والسهر وقهر الذات لم يمكنه من أن يلاشى من مخيلته تلك الأشباح الدنسة ، بل كانت تزداد كلما إزداد هو فى محاربتها ، وربما كانت تقشفاته هذه دون إذن مرشده الروحى لأنه لما ذهب اليه يشكو حاله قال له ينبغى عليك الإعتدال فى كل شىء حتى فى أعمال الحياة النسكية ، كما قال له أيضا يا ولدى كف عن محاربة الشياطين لأن الإنسان له حد فى قوته ولكن إذا لم يرحمك الله ويعطيك الغلبة عليهم هو وحده فما تقدر عليهم أبدا ، إمض الآن وسلم أمرك لله وإنسحق أمامه وداوم على الاتضاع وإنسحاق النفس فإذا نظر الله الى صبرك وإتضاعك فإنه يرحمك ، فأجاب موسى: إنى أثق فى الله الذى وضعت فيه كل رجائى أن أكون دائما ضد الشياطين ولا أبطل إثارة الحرب ضدهم حتى يرحلوا عنى. فلما رأى منه القديس إيسوذوروس هذا الإيمان حينئذ قال : وأنا أؤمن أيضا بسيدى يسوع المسيح وبإسم يسوع المسيح من هذا الوقت فصاعدا سوف تبطل الشياطين قتالها عنك وإستمر موسى يعمل كقول القديس إيسوذوروس مواظبا على ذلك فأعطاه الله نعمة عظيمة وتواضعا وسكونا فإنحلت عنه قوة الأفكار ومن ذلك الوقت عاش موسى فى سلام وإزداد حكمة. 3- قيل إن موسى قوتل بالزنى قتالا شديدا فى بعض الأوقات ، فقام ومضى الى أنبا إيسوذوروس وشكا له حاله فقال له: إرجع الى قلايتك فقال له موسى : إنى لا أستطيع يا معلم فصعد به الى سطح الكنيسة وقال له: أنظر الى الغرب فنظر ورأى شياطين كثيرين متحفزين للحرب والقتال ثم قال له أنظر الى الشرق فنظر ورأى ملائكة كثيرين يمجدون الله ، فقال له: أولئك الذين رأيتهم فى الغرب هو محاربونا ، أما الذين رأيتهم فى الشرق فإنهم معاونونا ألا نتشجع ونتقو إذن ما دام ملائكة الله يحاربون عنا ، فلما رآهم موسى فرح وسبح الله ورجع الى قلايته دون فزع |
|