والمعنى التطبيقي لنتخلص من الشرّ والفساد، هو أن نتحوَّل عن إنسانيتنا العتيقة وتتغير شخصيتنا بالضرورة، بمعنى أوضح هو أن نتغيرّ لحياة مختلفة جديدة، حياة غير الحياة التي نعيشها الآن حسب إنسانيتنا الطبيعية العادية التي تحيا حسب قانون هذا العالم الضعيف، الذي لا يستطيع إلا أن يُعطينا فقط الأشياء التي تزول: لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ، وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ (1يوحنا 2: 16)
=====
فباختصار ينبغي علينا
(1) أن نتغير عن شكلنا: وَلاَ تُشَاكِلُوا (وَلاَ تَتَكَيَّفُوا مع) هَذَا الدَّهْرَ بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ (رومية 12: 2)
(2) نصير على الشكل الذي يُريدنا الله عليه؛ بالطبع الشكل مرسوم لنا في العهد الجديد فمكتوب: ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة، نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح (2كورنثوس 3: 18)، والصورة على وجه التحديد كما يُعلنها إنجيل خلاصنا: الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تُضيء لهم إنارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله. (2كورنثوس 4: 4)