رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف نعيش روحيًا في الخمسين المقدسة هذا الموسم هو موسم الحياة الجديدة، موسم الحياة الأبدية، موسم الحياة التي ليست من هذا الدهر، ليست من هذا الزمان. لقد قصد المسيح أن يتَردَّد على التلاميذ ٤٠ يومًا قبل صعوده، فلِماذا لمَ يصعد على الفور؟! لِماذا لمَ يصعد بعد القيامة مباشرةً؟ لِماذا قصد أن يتَردَّد عليهم، يظهر ويَختفي؟ يظهر مرةً بجسد يبدو من هذا العالمَ، ثم يظهر أنه ليس من هذا العالمَ ؟! مرةً يقول لهَم جسّوني وانظروني ، فإن الروح ليس له لحَم وعظم، أنا جسد مثلكم، هات إصبعك والْمسْ ... أنا لستُ شبحًا ... وفي المقابل تَجده يدخل والأبواب مغلقة. ومع تلميذي عمواس، يختفي عنهم فجأةً. إنه قصد أن يُلقِّنهم بطريقة عملية أنه هو هو الذي عرفوه سابقًا في شوارع الجليل، ولكنه في نفس الوقت من العالم الآخر. وذلك لكي يعلِّمنا أنه على الرغم من انتقاله « من هذا العالم إلى الآب » لكنه لا يزال معنا الآن وفي كل حين بطريقة واقعية. أجمْل ختام للإنجيل موجود في آخر إنجيل القديس متى، فمتى الرسول قصد أن يختم إنجيله بهذه العبارة : « وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ » (مت ٢٠:٢٨ ). وتوقّف عن الكتابة ولمَ يذكر الصعود. قَصَدَ القديس متى أن يجعل إنجيله بلا نهاية، فوجود المسيح معنا يمتد بالإنجيل إلى كل الأيام وحتى انقضاء الدهر. وفي المخطوطات القديمة لا توجد في آخر إنجيل متى كلمة آمين، أي أن الإنجيل لم ينتهِ بعد، بل هو ممتد بوجود المسيح الدائم معنا إلى كل الأيام وحتى انقضاء الدهر. فقصد المسيح من تردُّده على الرسل أربعين يومًا بحياةٍ متوسطة بين هذا العالمَ وبين العالمَ الآخر، أي بأن يروه بأعينهم، ثم يختفي فجأة (كما فعل مع تلميذي عمواس) ، وبأن يجسوه بأيديهم ومع ذلك يخترق الحوائط؛ قصْد المسيح من هذا هو أن يغرس في صميم كيانهم، وبالتالي في وجدان الكنيسة، أنه عندما يكون غير منظور، فهو حاضر أيضًا، حاضر تَمامًا مثلما كان معهم في شوارع الجليل. إنه غير منظور، لكنه حاضر. كان المسيح يريد أن يربِّي فيهم الإحساس بحضوره غير المنظور، الذي يساوي تَمامًا حضوره المنظور، ويساوي تَمامًا حضوره الذي يجسّونه بأيديهم ويرونه بأعينهم. هذه هي حلاوة أيام الخمسين، أننا نعيش المعية مع الرب ، العشرة الدائمة مع الرب، كأننا نلمسه بأيدينا، ولكن بدون حواس. جسد المسيح المقام يُمكن أن: يُنظَر ولا يُنظَر، يُجَسّ ولا يُجَسّ، يُلمَس ولا يُلمَس، يُسمَع بالأذن المادية، ونسمعه بالمثل بأذن القلب غير المادية. يخضع لقوانين الطبيعة ويَمشي معنا على الأرض، ولكنه يفوق قوانين الطبيعة، فنجده ينفك من الجاذبية الأرضية ويصعد للسماء. فكأني به حلقة وصل بين هذا العالمَ والعالمَ الآخر. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أول أحد من آحاد الخمسين المقدسة (أحد توما) |
تأملات في آحاد الخمسين المقدسة |
احاد الخمسين المقدسة |
أحاد الخمسين المقدسة(أحد النور) |
قراءات فترة الخمسين المقدسة |