كما احببتكم(يوحنا 13 : 34)

[walaa farouk]

كما احببتكم...(يوحنا 13 : 34)




يبدو ياالهي انك تريد ان تعلمنا بهذه العبارة ميزات الحب الحقيقي .
.الحب الذي يتحدنا بك اولا ويتحدنا باخوتنا البشر ايضا.
وهذا الحب «الاصيل» اردته ان يكون كاملا كليا
يتناول كل حياتنا وكل كياننا وكل اعمالنا حتى اكثرها «تفاهة»
لهذا قلت: «احب الرب الهك من كل قلبك وكل نفسك وكل ذهنك....وقريبك» وقد اعطيتنا مثلا صارخا عن هذا الحب.
وقد حذرت من مغبة حب آخر يقسم القلوب في حبهم لك عندما قلت:«لايستطيع احد ان يعبد ربين »الله والمال لانه اما ان يبغض الواحد ويحب الاخر او يلازم الواحد ويرذل الاخر.
ليس الامر مجرد وصية تفرضها علينا او مبدأ«ايديولوجي»
تريد ان تنظر اليه من بعيد «بهوى وشغف»
وكما ان الوصايا التي طرحتها علينا ودعوتنا لانتهاجها تعبر عن جوهرك بالذات ايها الاله - الانسان اردت ياالهي ان يكون الحب قمة وملتقى هذه الوصايا لان به يبلغ الانسان درجة التشبه بالله .
فليس الحب وصية كباقي الوصايا انه حضور الله
«من احب قريبه احب الله»
ومن احب الله الذي لايراه ولم يحب قريبه الذي يراه فهو(كاذب) .
«ليكونوا واحدا كما انك انت ايها الآب فيّ وانا فيك
...ليكونوا واحدا كمانحن واحد..
تلك هي اسمى درجات الحب الحب الذي يوحد بين الناس وحدة تشبه وحدة الآب والابن الجوهرية تلك هي اسمى درجات الحب
ان يصبح الحب الرباط المتين الرباط الوثيق الذي يجمع ويقوي وينعش وينير ويقدس ان يعيش الانسان مع انه شخص عاقل مستقل حر مع الاخرين ولاجلهم ان يكون للغير كماهو لنفسه ...
ولكن ماهي صفات هذا الحب..؟؟
حب صحيح لايتخلله اي غاية حب غيور لايتوقف عند اي تضحية حب صبور لايلتفت الى النقائص والاخطاء حب معطاء لاينظر الى مقابل حب هادف لانه عندما يطلب بدلا انما يطلبه -
لا لذاته بل لاجل المحب نفسه حب متواضع لانك لاتبغي اي رفعة.
اي ان نريد الخير للاخرين حتى وان هم لم يدركوا معانيه بعد او ان نحب الغير اكثر من حبه لنفسه هذا المستوى ندركه غالبا كلما فكرنا بجهلهم وفقرهم الروحيين ..
ان نحب الاخرين وان كانوا خطأة لانك انت سبقتنا ومت من اجل الخطأة وعشت فيما بينهم ودخلت بيتهم كصديق لا يريد الا خيرهم احببت المجدلية حتى جعلت منها اقرب مقربيك احببت يهوذا الخائن حتى تركته يلازمك الى اخر لحظة ولو لم يتركك هو ويشك في رحمتك وعفوك عنه لصفحت عن جريمته كما صفحت عن بطرس الذي انكرك تلات مرات .
احببت بولس وناديته لخدمتك مع انه كان يضطهدك احببتني انا الخاطئ «المزمن» الخاطئ الكثير السوابق وفتحت لي ذراعي كنيستك المقدسة لتقول لي في كل مرة «انا احلك من جميع خطاياك ..فعد الي لاني احبك.
هل من حب اعظم من هذا؟؟؟
ان يحبني الهي وربي وسيدي ان يجعلني صديقه؟؟
اني اعجب كيف يداخل اليأس قلوب بعض الناس مع ان حياة الانسان سلسلة من اعمال الحب التي يقدمها ويطرحها عليه الهه بالذات؟؟
هل من حب اعظم من هذا ان يعرف الانسان انه محبوب بالرغم من كل شئ..رغم الضعف البشري رغم الاخطاء رغم الفقر الروحي والزلات؟؟
ولكن الحب يفرض القدوة والمعرفة المتبادلة يفرض الثقة والتضحية يفرض السعي وراء الكمال فماذا فعلت انا حتى الان ياالهي؟؟
هل احببت كما يجب؟؟ كم اعطيت من ذاتي ؟؟
او لاتزال الانانية تسيطر على تفكيري وحركاتي واعمالي
واذا كنت اقول اني احببت فما هي الدلائل؟؟
تعرف الشجرة من ثمارها فماهي ثمار حبي حتى الآن ؟؟
كم نفوس غيرت وكم قلوب انعشت كم خدمة صحيحة مجردة عن كل غاية اديت؟؟
ومع ذلك فان البشرية تنتظر مني الشئ،
الكثير لاني من (المخلصين مع يسوع ..وبيسوع)
لقد احب الله العالم حتى انه بذل ابنه الوحيد .
..وانا الابن الثاني لهذا الآب القدوس كم خنت اسمي وحالتي ورسالتي وجسدي الذي هو «هيكل الروح القدس ومسكن الحب الحقيقي؟؟»...

[Mary Naeem]

مشاركة جميلة جدا
ربنا يبارك حياتك

[walaa farouk]

ميرسى على مرورك الغالى