+ هل الشيطان يستطيع أن يعرف داخلى؟؟
+الشيطان ليس له القدرة على معرفة ما يدور فى داخل الانسان وليس له هذا السلطان ولكن الشيطان طبيعته روحية أى له أمكانيات عالية فى الملاحظة والادراك وهو من خلال خبرته بالانسان الطويلة يمكن أن يستنتج ما بداخل الانسان من خلال بعض تصرفات الانسان أو الانطبعات التى تظهر عليه وأحيانآ من خلال القلقل الذى يظهر عليه.
+ مجال تعامل الشيطان مع الانسان الاساسى هو الفكر وهو لا يستطيع وليس له السلطان أن يقهر ارادة الانسان أو يسيطر على فكره ولكن يقذف بالفكر فى عقل الانسان ومن السهولة جدآ ان يرفض الانسان فكر الشيطان فى بدايته وبمنتهى السهولة والقوة .ولكن طبيعة عمل الشيطان مع الانسان الالحاح المستمر فهو يشبه الى حد كبير جدآ الذباب الذى تطرده مرات ومرات ولكنه يعود من جديد وبنفس الطريقة فى التواجد ولكن أذا قاوم الانسان فكر ابليس فورآ يهرب منه:
قاوموا ابليس فيهرب منكم.يع 4 : 7
+ولكن أذا عرض الشيطان على الانسان فكرة وأعجب الانسان بهذه الفكرة تكون بداية المتاعب . حينئذا يدخل الشيطان مع الانسان وبدون أن يدرى فى مناقشة وبصورة كلها خداع وأقوى سلاح يستخدمه الشيطان هو الكذب
متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له لانه كذاب وابو الكذاب. يو 8 : 44
وتكمن الخطورة فى قبول الانسان التحاور والتشاور مع فكر الشيطان لانه فى هذه الحالة يكون الشيطان أقترب من الانسان والانسان فتح له الباب ولذلك كان الاباء القديسين دائمآ ينصحون أولادهم بكلمة مشهورة وهى أحترص من لمح الفكر لانك أذا رفضت لمح الفكر الملوس بفكر الشيطان أنتهت المشكلة قبل أن تبدأ.
ولكن أذا تمت المحاورة والمناقشة مع فكر الشيطان يبدآ السقوط .ويظهر هذا مع أول تجربة للسقوط وكانت مع أبينا أدم الاول :
فقالت للمرأة أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة.تك 3 : 1
هنا يدخل الشيطان فى حوار مع حواء وهو مختباء فى شكل الحية ويتقدم لها بسؤال وكانه يستفسر منها ولما ردت عليه:
فقالت المرأة للحيّة من ثمر شجر الجنة نأكل. 3 واما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمسّاه لئلا تموتا تك 3 : 3
هنا كشفت حواء داخلها للشيطان وليس هذا فقط وشعرت بصداقه معه ولذلك لابد ان يملك عليها و تكون الخطوة التالية هو بث السم فيها فبعد أن كان يستفسر منها بدء يشكك لها فى الله وفى كلامه فقال لها:
فقالت الحيّة للمرأة لن تموتا. 5 بل الله عالم انه يوم تأكلان منه تنفتح اعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر تك 3 : 4 _ 5
ولم قبلت حواء تشكيك الشيطان تكون دخلت فى خداع الشيطان وبالتالى يبدآ يغير الواقع والامور وتنتقل ملكية الشيطان على الانسان بعد أن فتح له باب الفكر الى الغريزة :
فرأت المرأة ان الشجرة جيدة للأكل وانها بهجة للعيون وان الشجرة شهيّة للنظر.فأخذت من ثمرها واكلت واعطت رجلها ايضا معها فأكل. تك 3 : 6 _ 7
وهنا السقوط وبعد ذلك أذا تمادى الانسان فى قبول الشيطان يرتبط القلب مع الغريزة فى محبة الفساد والخطية ويكون الشيطان تربع فى داخل قلب الانسان واذا لم تتدخل نعمة الله فى أيقاذ ضمير الانسان تكون نهايته الموت والهلاك .
ولكن الانسان المسيحى الذى يدرك أسرار الكنيسة والخلاص وعمل المسيح فهو معه القدرة بقوة المسيح أن يدوس الشيطان ولا يستطيع الشيطان أن يقترب منه ومن أبراع ما عمل المسيح فى الانسان الجديد أنسان الخلاص هو أنه صار هيكل لروح الله القدوس ويسكن فيه الروح القدس وعوض مشورة وفكر الشيطان.
أصبح الانسان الجديد يتحرك ويوجد بمشورة وفكر الروح القدس وليس من خارج الانسان ولكن من داخله .وهذا الانسان الذى ينقاد بروح الله من الصعب جدآ ان يتمكن منه الشيطان لانه بمجر ظهور فكر الشيطان فى الافق يكشفه نور روح الله الذى يسكن الانسان ومن هنا يبتعد عنه الانسان بسهولة وبقوة من روح الله القدوس.
وأيضآ لان المسيح يسوع قد هزم الشيطان وأنتهره فى التجربة على الجبل صارت قوة أنتهار المسيح للشيطان داخلنا فكل انسان بيحب المسيح ويتقدم له الشيطان بأفكار الشر بمجرد انه ينتهره يهرب فورآ عنه الشيطان لانه ينتهره بنفس قوة المسيح التى سكنت فى الخليقة الجديدة.
وأخيرآ المسيح على الصليب قد سحق الشيطان وقيده ولم يعد له أى سلطان على الانسان الذى يرفضه ولذلك يرتعب الشيطان من الصليب ومن رشم الصليب فيكفى جدآ للانسان الذى يريد أن يهزم الشيطان من البداية أن يرشم نفسه بعلامة الصليب أذا قدم له الشيطان أى فكر.
اذ جرد الرياسات والسلاطين اشهرهم جهارا ظافرا بهم فيه ( الصليب )كو 2 : 15