منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 04 - 2020, 08:21 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 373,391

تاملات فى سفر راعوث

فذهبتا كلتاهما حتى دخلتا بيت لحم. وكان عند دخولهما بيت لحم أن المدينة كلها تحركت بسببهما وقالوا أهذه نعمي؟" ( ع 19)
والآن، ماذا بعد؟ لقد كفَّت نعمي عن محاولاتها لتفشيل راعوث، فلم يكن ممكناً أن عزيمة كهذه تقاوم.
وهكذا ذهبتا معاً إلى بيت لحم. كانتا كلتاهما مشتاقتين إلى ذلك المكان،
فنعمي كانت تشتاق إلى بيت لحم لأنها تذكرت ما كان لها فيها قبلاً،
وبركات الأيام القديمة. أما راعوث فكان مبعث شوقها إلى بيت لحم ما سمعته من حماتها
عن حلاوة الحياة التي لشعب الله في بيت لحم يهوذا،
والتمتع بصلاح الله من نحو شعبه هناك. ليس عسيراً
أن نستنتج ماذا كان يدور بينهما وهما في طريقهما إلى بيت لحم.
فلا شك أن راعوث كانت تريد أن تسمع المزيد والمزيد،
ولا شك أيضاً في أن نعمي كانت تجد لذتها في أن تجيب على أسئلة راعوث.
وها هما قد دخلتا بيت لحم، فوجدتا من سكانها تعاطفاً حقيقياً معهما
. لقد كانوا جميعهم نظير بوعز. فعندما نكون في شركة مع بوعز الحقيقي
، ونحيا حياتنا اليومية معه، فلابد أن نشترك معه في أحشائه.
فمن يعيش مع الرب في شركة معه لابد وأن يتغير إلى صورته،

وإن حصرتنا محبته فلابد وأن نفرح بعودة الضال، وسنناديه «نعمي» "المحبوبة" "مسرتي".
"فقالت نعمي لهم لا تدعوني نعمي، بل ادعوني مرة، لأن القدير قد أمرني جداً.
إني قد ذهبت ممتلئة وقد أرجعني الرب فارغة.
لماذا تدعونني نعمي والرب قد أذلني، والقدير قد كسرني" ( ع20 و21)
هنا فقط، في بيت لحم، أدركت نعمي ما آلت إليه حالتها بالحقيقة،
عندما قارنت واقعها الحاضر بماضيها، ولما رأت ما لأقربائها في بيت لحم.
فدلت كلماتها على أن قلبها لا يزال في أسف. كانت قد تعلمت شيئاً،
وهو أنها هي التي تركت بنفسها بيت لحم، ولكن الرب هو الذي أرجعها،
ولم تكن هي التي بادرت بالرجوع. لقد أرسل الله إليها خبراً أنه افتقد شعبه وأعطاهم خبزاً،
وكان رجوعها هو نتيجة للخبر الذي سمعته، (ع6).
ما الذي يرد نفوسنا؟ إنها شفاعة الرب يسوع ونعمته
«يرد نفسي يهديني إلى سبل البر من أجل اسمه» (مز 3:23). فلا يمكن أن نرجع من ذواتنا
، فلا هذه رغبتنا، ولا في قدرتنا أن نُرجع أنفسنا. فإرادة الذات هي التي طوحت بنا بعيداً،
وهي أيضاً تبقينا هناك، لأنها في عداوة مع الله،
ولكن «من إحسانات الرب أننا لم نفن، لأن مراحمه لا تزول» (مرا 22:3).
عندما ننزل إلى موآب فإننا نفقد الاسم «نعمي» ونصبح «مرة»
وهكذا نفقد فرحنا، وشكراً لله على ذلك، فلو لم يحدث هذا لبقينا في موآب مدى الحياة،
ولدفنا في موآب. فموآب هي أرض المرارة للمؤمن،
وهذا ما أدركته نعمي أخيراً عندما رجعت إلى بيت لحم. لقد تركت بيت لحم وهي ممتلئة،
ولكن ما أقسى الفراغ الذي صارت فيه الآن. لقد فقدت زوجها وابنيها، وتقدمت بها الأيام،
ولم يعد لها رجاء في أن يكون لها بنون أيضاً. ثم أنها فقدت ميراثها
. والواقع أنها فقدت كل شيء عدا شيئاً واحداً، ألا وهو حياتها.
ولكنها الآن أيضاً مثقلة بأرملة أخرى، وما يزيد الحمل ثقلاً أنها أرملة موآبية.
إن نعمة الله هي بلا حدود، ولكننا لابد أن نتحمل نتائج وتبعات ابتعادنا. إنه الإله الحق
، الذي قال «الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً.
لأن من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فساداً
. ومن يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة أبدية» (غل 7:6و8).
كذلك فإننا لا بد أن نتعلم من التجارب المحزنة ما يريد الله لنا أن نتعلمه من نور الكلمة،
كأن نتعلم مثلاً «أنه لا يسكن فيَّ أي في جسدي شيء صالح» (رو 18:7).
إن الطريق الوحيد للسلام والنجاح هو طريق الطاعة
. أما نعمي فتقول «الرب قد أذلني » أي شهد عليَّ.
وقد استخدمت في ذلك نفس الكلمة المستخدمة في خروج 16:20 «لا تشهد على قريبك شهادة زور». لقد شهد الله فعلاً عليها بمعاملاته القضائية ولكن شهادته حق، بل إن معاملاته هذه هي التي جعلتها تحن إلى بركات بيت الله، «بيت لحم»، "بيت الخبز".
لقد أعلن الله ذاته لإبراهيم باعتباره «القدير» لما أراد أن يشدد إبراهيم ويقوي إيمانه، ذلك بأن وعد إبراهيم بأمور كانت حسب الإنسان مستحيلة. أما نعمي فقد استخدمت نفس هذا الاسم، ولكن بطريقة خاطئة، فنقول «القدير قد أمرني جداً» ثم تردف قائلة «والقدير قد كسرني». لقد اتهمت الله بأنه هو الذي سبب لها مرارتها وخسارتها التي لحقت بها. فلم تكن قدرة الله المطلقة مصدر تعزية وتشجيع لها، ولا كانت سبباً لتشديد إيمانها، بل رأت - بحسب نظرتها القاصرة - أن الله هو السبب في كل ما آلت إليه أحوالها.
ما أجهل القلب البشري حين لا يكون مستنيراً بحضور الرب. فالابتعاد عن الرب لابد وأن يصحبه انحسار النور وضياع الحكمة. وما نضيعه بإرادتنا لا يمكن أن نستعيده كما كان قبلاً. هذا واضح في حياة داود، كما هو واضح في حياة نعمي أيضاً.
فرجعت نعمي وراعوث الموآبية كنتها معها التي رجعت من بلاد موآب، ودخلتا بيت لحم في ابتداء حصاد الشعير. ( ع 22)
ألم يكن هذا ليكفي نعمي لتقتنع بنعمة الله من نحوها أنها دخلت بيت لحم في ابتداء حصاد الشعير؟ إن الشعير هو أول محاصيل السنة (خر 31:9 و32، را 32:2). ثم ينضج بعده القمح. ثم أخيراً الكروم. وكانت الأخبار قد وصلت إليها وهي في بلاد موآب أن الله قد افتقد شعبه ليعطيهم خبزاً، فكان من المنطقي أن تتوقع أن تصل إلى بيت لحم في وقت تجد فيه أن الحصاد قد انتهى، أو على أحسن تقدير قد قارب على الانتهاء. ولكنهما وجدتا أن الحصاد بأكمله مازال أمامهما، كما لو أن الله كان منتظراً رجوعهما ليذبح العجل المسمن. حقاً، ما أطيب إلهنا الذي نعبده.
وبمناسبة ذكر الحصاد أود أن أشير إلى أنه باستثناء عدد 4 فإن كل ذِكر لزمان أي حدث في هذا السفر ارتبط بالحصاد. ونلاحظ أن عدد 4 يتكلم عن التغرب في بلاد موآب، لذلك فالمواقيت هناك عالمية. ولكن حالما نقرأ عن الحياة في بيت لحم نجد أن المواقيت ترتبط بالحصاد. وهذا يذكرنا بما جاء في تثنية 16، إذ قسَّم الله السنة بمواسم الحصاد. ولكن أساس التقسيم هو ذبيحة الفصح. ثم في النهاية، بعد أن يكمل الحصاد ويجمع ويصير معداً للاستخدام تنتهي السنة بعيد المظال. هكذا أيضاً ينتهي سفر راعوث بزواج يتم بعد أن تمت تذرية الحصاد.
وهناك ملاحظة أخرى. في ع22 يقول أن راعوث «رجعت» ويركز الروح القدس على أنها «رجعت» من بلاد موآب. وقد وجد الذين ينكرون الوحي اللفظي لكلمة الله في ذلك فرصة لنقدها. بل وكثيراً ما ركزوا على هذه الكلمة. وبعض الترجمات بالفعل أوردتها «أتت» بدلاً من «رجعت». ولكن اللفظ العبري لا يحتمل سوى هذه الترجمة «رجعت». وهذا في الحقيقة دليل على القيمة النبوية والروحية لأسفار العهد القديم، كما نتعلم من 1كورنثوس 9:9و10. ومن له أبسط دراية بالنبوات الخاصة برجوع إسرائيل يستطيع أن يرى في راعوث صورة للبقية الأمينة من إسرائيل في الأيام الأخيرة، وهي هنا يُرمز إليها بفتاة موآبية ليظهر إلى أي مدى كان ابتعاد إسرائيل. ولكنني أعود فأكرر أن غرضي من هذه التأملات ليس هو المعاني النبوية لهذا السفر.
ما أبعد الفرق بين نعمي وراعوث. ففي نعمي نرى صورة لمؤمن تراجع عن طريق التمسك بالحق.
أما راعوث فنرى فيها اختبار «المحبة الأولى». فهي لم تكن لها معرفة كثيرة كنعمي،
بل إن ما تعلمته تعلمته من نعمي نفسها. ولكن بساطة الإيمان فيها
جعلتها تميز الأمور كما هي بالحقيقة. كان على نعمي أن تتعلم من تيهانها أن «الجسد لا يفيد شيئاً»
. أما راعوث فقد تعلمت ذلك من خلال معاملات الرب والشركة معه
. وسلكت حسب ما أدركته عن هذا الحق، فلم تكن هناك ضرورة لها أن تجتاز تلك التدريبات المريرة التي اجتازت فيها نعمي. كذلك لم تتكلم راعوث كلمة تذمر واحدة، بالرغم من أن وضعها كان أكثر صعوبة من وضع نعمي، ولكن المحبة والإيمان كانا قد ملكا قلبها. ومتى ملكتنا المحبة والإيمان فإنهما يرفعانا فوق الظروف.
سبق أن رأينا من خروج 31:9-33 ، راعوث 23:2 أن الشعير كان هو أول محصول يتم حصاده.
وبالارتباط بهذا نستطيع أن نتعلم من لاويين 23 وتثنية 16 دروساً أعمق.
فالشعير يحصد في شهر أبيب، الذي معناه "السنابل الخضراء" وهذا هو موعد ذبح الفصح
. ذلك لأنه على أساس الحمل المذبوح فقط يكون هناك ثمر للأرض من الله.
وبدونه لا تكون هناك بركة من أي نوع للإنسان. وذلك ما نتعلمه مرة أخرى من 2صموئيل 3:21و9. فلابد أن يحدث موت ككفارة للخطية عند بدء حصاد الشعير. وبعد أن يذبح خروف الفصح يأخذون أول حزمة الحصيد إلى الكاهن، الذي «يردد الحزمة أمام الرب للرضا عنكم» (لا 11:23). وفيها نرى صورة للرب يسوع المقام من الأموات. (قارن 2مل 40:4-43)
فلما وصلت نعمي وراعوث إلى بيت لحم كان خروف الفصح قد ذبح لتوِّه،
وقد أحضر رجال بيت لحم الأتقياء حزم باكوراتهم إلى الكاهن. وهذا فيه مرة أخرى درس نستخلصه من كونهما دخلتا بيت لحم في ابتداء حصاد الشعير

، فنرى أن طابع الحياة في بيت لحم كان هو حياة القيامة المؤسسة على عمل الصليب الكامل.
والآن لنستعرض سريعاً مرة أخرى ما تعلمناه من الأصحاح الأول من هذا السفر
. ففي البداية رأينا حالة الكنيسة كما تُرى في كنيسة أفسس، حيث كان كل شيء مرتباً حسناً (رؤ 1:2-7). فرأينا أليمالك "إلهي ملك"، ونعمي "المحبوبة المسِّرة". إلا أن الرب كان له على كنيسة أفسس أنها تركت محبتها الأولى، كما دلت على ذلك الأسماء التي أطلقها أليمالك على ابنيه. ثم في ع3 نجد برغامس التي فيها نرى سكنى الكنيسة حيث كرسي الشيطان. وهكذا مات أليمالك، وانطفأت الشهادة الحقيقية لحقوق الرب المرفوض. وقد نرى في ع4 ثياتيرا، حيث اتحدت الكنيسة بموآب الوثنية اتحاداً كاملاً. ثم في ع5 نجد ساردس التي يقول عنها الرب «لك اسم أنك حي وأنت ميت». ثم من ع6 فما بعده نرى فيلادلفيا، حين رجعت الكنيسة إلى ما كان في البدء. ليس ما كان لها في البدء من مجد، بل في ضعف شديد، شاعرة بأنها أخطأت في انحرافها وراء الذات، هذا ما نراه في نعمي. كما نرى في راعوث المحبة الأولى، والتمييز الفطري لما هو حسب فكر الرب. وقد رجعتا إلى بيت لحم، بيت الخبز، وكان الوقت وقت ابتداء حصاد الشعير،
وقت إدراك كمال عمل الصليب، وكذلك القيامة، بل وطابع القيامة الذي للكنيسة كما رأينا في سياق تأملاتنا.
وفي الأصحاحات التالية سوف نرى الطابع الفيلادلفي في الطريقة التي بها أصبحت راعوث في كمال الاتحاد ببوعز.
رد مع اقتباس
قديم 22 - 04 - 2020, 06:34 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
جوزيف جوزيف Male
سراج مضئ | الفرح المسيحى

الصورة الرمزية جوزيف جوزيف

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 123632
تـاريخ التسجيـل : Dec 2017
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : لبنان
المشاركـــــــات : 732

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

جوزيف جوزيف غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تاملات فى سفر راعوث

امين امين
الرب يباركك ويبارك حياتك وخدمتك
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 04 - 2020, 12:17 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

الصورة الرمزية walaa farouk

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 373,391

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

walaa farouk غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تاملات فى سفر راعوث

ميرسى على مرورك الغالى تاملات فى سفر راعوث
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
(راعوث 4 :13) فاخذ بوعز راعوث امراة و دخل عليها فاعطاها
(راعوث 2 :21) فقالت راعوث الموابية انه قال لي أيضا لازمي فتياتي
(راعوث 2 :2) فقالت راعوث الموابية لنعمي دعيني اذهب
(راعوث 1 :22) فرجعت نعمي و راعوث الموابية كنتها معها
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - راعوث 4 - تفسير سفر راعوث


الساعة الآن 06:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025