هل الخفافيش مهددة ؟
الخفافيش التي تباع من أجل دمها والتي توضحها دراسات أغيري للسوق قد تشمل أنواعا مختلفة من خفافيش الفاكهة، وخفافيش أكل الحشرات مثل الخفافيش ذات أذنين الفأر، والخفافيش مصاصة الدماء كلها ليست نادرة بما يكفي لإعتبارها مهددة بالإنقراض، والأشخاص الذين يبيعون الخفافيش في الأسواق ليسوا من يصطادونهم، ويقول أغيري أن الوسطاء في الأماكن التي تجثم فيها الخفافيش قد يجدونهم في منازل مهجورة وكهوف ومناطق الغابات، وغالبا ما يصطادون الخفافيش في شبكات مثل تلك المستخدمة في صيد الفراشات، ثم يتم وضعها في أكياس أو صناديق من القماش للنقل إلى الأسواق الحضرية.
يقول رودريغو ميديلين الرئيس المشارك لمجموعة أخصائيي الخفافيش في الإتحاد الدولي لحفظ الطبيعة الذي يتابع حالة الأنواع، إن هذا أمر صعب بالنسبة لخفافيش بوليفيا، فقتلها من أجل دمها أخطر تهديد لها، ووأكد ميديلين، وهو أيضا مستكشف ناشيونال جيوغرافيك في رسالة بريد إلكتروني، لا يزال التهديد الأكبر يتمثل في تدمير الجثم والإضطراب وتدمير الموائل، هناك ثلاثة آلاف خفاش في الشهر للأسف لا شيء مقارنة بالوفيات الناجمة عن تغير الموائل وتدمير الجثم.
يمكن أن يكون أي إنخفاض في عدد الخفافيش ضارا بالنظم البيئية، على سبيل المثال، عن طريق تلقيح النباتات وإبادة الحشرات، كما أن الصيد الإنتهازي للخفافيش يعرض الناس للخطر أيضا، ويقول جوناثان تاونر عالم البيئة في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في أتلانتا، إن الخفافيش التي تأكل الحشرات جيدة جدا في مكافحة ناقلات الأمراض، فهي تأكل البعوض والمفصليات الأخرى التي تحمل أمراضا أو طفيليات مثل الملاريا التي تصيب البشر، ومع عدد أقل من الخفافيش سيكون هناك المزيد من هذه الحشرات كما يلاحظ، وهذا قد يزيد من فرص تعرض الناس لأمراض مثل الحمى الصفراء والزيكا أو الملاريا.
تشاحن الخفافيش يحمل أيضا مخاطر صحية مباشرة، والقلق الرئيسي هو داء الكلب، وفقا لبريان بيرد عالم الفيروسات وطبيب بيطري وخبير الخفافيش في معهد كاليفورنيا الصحي في جامعة ديفيس، وقد يعض الخفاش المصاب في المواقف المجهدة مثل حشرته في صندوق مع الخفافيش الأخرى أكثر من المعتاد وينتشر داء الكلب.
الخفافيش مصاصة الدماء التي توجد في أمريكا اللاتينية فقط من نواح كثيرة الناقلة المثالية لداء الكلب، كما يقول جيرالد كارتر، وهو مستكشف ناشيونال جيوغرافيك وخبير بمصاصي الدماء في جامعة ولاية أوهايو في كولومبوس، ويشربون الدم ،وينتقل داء الكلب عن طريق العض مما يسمح للفيروس بالقفز من الخفافيش المصابة إلى الحيوان الذي يعضه.
بالنسبة للأشخاص الذين يشربون دم الخفافيش فإن خطر الإصابة بداء الكلب منخفض لأن الفيروس منتشر أكثر في اللعاب والأنسجة مثل الدماغ، وليس السوائل الجسدية الأخرى، ومع ذلك قد تكون هناك مسببات أمراض أخرى ربما جديدة يمكن أن تكون موجودة في دم الخفافيش، كما يقول تاونر، ويضيف أنه إذا ماتت الخفافيش من تلقاء نفسها، فينبغي أن يكون هذا الأمر مقلقا فالخفافيش الميتة أو المريضة تكون أكثر عرضة لإنتشار الأمراض.
لا توجد سجلات رسمية ربطت ممارسة شرب دم الخفافيش بالمرضى البوليفيين، ويقول بيرد وخبراء الصحة العامة الآخرون إن ذلك قد يكون مجرد مسألة مراقبة باهتة، ويحذر قائلا، عندما تقتل وتشرب دم هذه الحيوانات فأنت تعرض نفسك لمجموعة كاملة من مسببات الأمراض المعروفة والمحتملة.
الخفافيش، على وجه الخصوص، لها تاريخ حديث في الإرتباط بالفيروسات الناشئة ذات العواقب الوخيمة على الناس مثل الإيبولا، والسارس، وابن عم إيبولا يدعى ماربورغ، في كل حالة، قفز المرض من مخزونه الطبيعي (نوع آخر)، إلى مجموعة من الأشخاص الذين لم يتعرضوا له قبل ذلك، وبالتالي لم يكن هناك سوى القليل من الحماية المناعية ضده، مما سمح بحدوث إنطلاق كبير ليصبح ذلك أزمة كبيرة، ويقول بيرد، إن هذه الأحداث الجانبية النادرة هي التي تسبب الأوبئة، وبينما نعلم أن الآثار الجانبية نادرة، إلا أن الأشخاص الذين يشاركون في أنشطة عالية المخاطر مثل إستهلاك لحوم الأدغال حيث يصبح انتشارها الغير شائع أكثر شيوعا.