يقضي العندليب فصل الشتاء في افريقيا ويتجه إلى الشمال في الربيع، وهو ليس طيرً هاماً يجذب إليه الأنظار من حيث شكله، بل طائر صغير أسمر يتستر في العليق، لكن شهرته ملأت الدنيا، وذلك لأنه يغرد في الليل حين يكون كل شيء هادئا، وهو يغرد في النهار أيضاً ولكن صوته يضيع في ضجة النهار.
ولا تغني العنادل ولا تغرد غير فترة قصيرة في أوائل الصيف.، ويغرد ذكرها بضعة أسابيع فقط حين تكون الأنثى حاضنة بيضها ثم حين تقدم الطعام لصغارها .
يبدو أن العندليب يتمتع بالتغريد، كما نتمتع نحن بالغناء حين تغني، ويكاد يكون من المؤكد أن الطيور تغرد في بعض الأحيان من أجل المتعة، ولكنها تغرد أيضاً لأسباب عملية، في الربيع يحتل ذكر العندليب زاوية من الحديقة أو الغابة ويبني الإثنان، أي الذكر والأنثى عشاً لها، ويبحثان عن طعامها، ويغرد الذكر ليبلغ الطيور الأخرى أنه يحتل هذه البقعة وينذرها بضرورة تجنبها، ويغرد أيضا ليبلغ أنثاه عن منطقته لكي تأتي وتبني عشها فيها .
تنتمي العنادل إلى طائفة من الطيور الموسيقية هي طائفة الدج، وهي تشمل الدج المغرد والشحرور وابا الحن، ويمكننا في بعض الأحيان أن نرى دج نبات الهدال (المقساس) وقد حط على رأس شجرة حملته اليها الرياح وهو يغرد تغريده الحلو بكل جوارحه، وقد أطلق عليه أيضا اسم دج العواصف لانه يغرد على أفضل وجه حين يكون الطقس في اسوأ حالاته.