ماذا تعني هذه الأرقام الموجود في مدرج المطارات؟
المطارات في كل مكان تقوم بتغيير أسماء مدارجها. هذا ليس لأن الستايل يتغير باستمرار أو أن القواعد واللوائح تتغير كذلك، بل لأمر أكثر أهميّة.
الاستبدال المُستمر لعلامات المطار وإعادة الطلاء يكلف مئات الدولارات في كل مرة، لكن السبب وراء هذا التغيير المستمر هو أن القطب الشمالي المغناطيسي يتحرك بقدر 40 ميل في السنة. هذا الاختلاف الكبير يسبب مشاكل للطيارين والمطارات، حيث تتم تسمية مدارج المطارات على أساس عدد الدرجات التي تقع قبالة الشمال.
ماذا تعني هذه الأرقام الموجود في مدرج المطارات ؟
يمكن استخدام مدرج مطار ويتشيتا، وهو الذي يُشير بأرقام 14/32، وهي التي تُشير إما إلى 140 درجة من الشمال أو 320 درجة في الاتجاه الآخر. يتم تقريب هذه الأرقام إلى أقرب عشرة، ثم تُختصر إلى رقمين. هذه طريقة سهلة للطيارين للتأكد من هبوطهم والإقلاع من المدرج الصحيح. ومع ذلك، فإن الحقول المغناطيسية للأرض تُعقّد هذا النظام السهل. إذ إن إدارة الطيران الفيدرالية FAA تُغيّر أسماء المدارج بمجرد تغييرها، إلى حد أنها لم تعد تقريبًا إلى نفس الرقم.
تحدث هذه العملية حاليًّا في مطار ويتشيتا أيزنهاور الدولي، الذي تُوجد به مدارج 1L / 19R ،1R / 19L، تشير الأرقام إلى مدارج متوازية ويمثل R و L اليمين واليسار. كانت أول مرة يتم بها إعادة تسمية المدارج في عام 1954. في كثير من الأحيان، لا يهم التمييز كثيرًا نظرًا لأن الطيارين يمكنهم تحديد المدرج الصحيح بصريًا.
ويمكن أن تسبب التسميات أيضًا عواقب وخيمة مثل تحطم طائرة Comair Flight 5191 لعام 2006 في ليكسينجتون بولاية كنتاكي، حيث قتل الحادث 49 شخصًا. وكشف التحقيق في القضية أن الطاقم لم يتمكن من تحديد المدرج بشكل صحيح وانطلق من المدرج الأقصر الذي أدى إلى تحطم الطائرة.
قد تكون مواكبة الحقول المغناطيسية المُتغيّرة باستمرار مرهقة ومُجهدة بشكل إضافي، ولكن طالما أنها تحافظ على سلامة الرحلات الجوية، فإن الأمر يستحق كل هذا الجهد.