هل مطهر الأيدي فعال في قتل فيروس كورونا؟
في الوقت الذي زاد فيه الهلع الخوف بسبب تفشي فيروس كورونا في العالم، فقد بدأ البعض في شراء مستلزمات للوقاية، منها مطهر الأيدي لمكافحة كورونا.
ومع ارتفاع عدد ضحايا فيروس كورونا وتصاعد مستوى الذعر المحيط بالفيروس، أصبح العثور على مطهرات الأيدي أصعب، إذ نفدت من معظم المتاجر.
هل مطهر الأيدي فعال في قتل فيروس كورونا ؟
كل ذلك جعل الكثير من التُجار يستغلوا الموقف، ويرفعون أسعار مُطهرات الأيدي. لكن بالنسبة لمن لا يمكنهم العثور على مطهر أيد أو لا يمكنهم تحمُّل تلك الأسعار الكبيرة، أو أولئك الذي يستخدمونه باستمرار ولا يمكنهم العثور عليه، فلحسن الحظ، فإن عدم العثور على مطهرات الأيدي لا يرقى لأن يكون أزمة حياة أو موت كما يعتقد البعض، لأن خبراء الصحة العامة والأحياء المجهرية يقولون إن الأيدي ليست مهمة كما يزعم البعض في مواجهة فيروس كورونا.
كيف تعمل مطهرات الأيدي؟
مطهرات اليد التي تحتوي على الكحول تقتل الجراثيم عن طريق تعطيل الأغشية الخلوية الدقيقة لمختلف الكائنات المجهرية، بما في ذلك العديد من الفيروسات.
يقول جيمس سكوت، الأستاذ بكلية الصحة العامة بجامعة تورنتو والمتخصص في المخاطر البيولوجية في أماكن العمل، إنه ليست جميع الفيروسات تمتلك غشاء خارجياً، ويضرب المثال بفيروس “نورو” الشهير الذي يسبب الإسهال ولا يمكن لمطهرات الأيدي قتل تلك الفيروسات.
هل مطهرات الأيدي فعالة في قتل الجراثيم بشكل عام؟
وبالرغم من تباهي العلامات التجارية الشهيرة لمطهرات الأيدي بكفاءتها في قتل الجراثيم، 99.9%، ظلت هناك حالة من الجدل والنقاش في أوساط الصحة العامة حول كفاءة مطهرات الأيدي في قتل البكتيريا المسببة للأمراض. يقول سكوت إنه كان “متشككاً” في البداية بخصوص مطهرات الأيدي بسبب قابليتها على الاشتعال وحوادث الانزلاق والسقوط التي تسببت فيها مطهرات محتوية على الكحول في المدارس والمستشفيات.
لكنه بمرور الوقت، أصبح التساؤل حول ما إن كانت مطهرات الأيدي فعالة كما تزعم الشركات؟
وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن أكثر طريقة فعالة في محاربة فيروس كورونا هي استخدام المياه والصابون لغسل الأيدي و/أو مطهرات الأيدي الكحولية.
تقول الدكتورة كريستي وجيوودا، رئيسة قسم الميكروبيولوجي الإكلينيكي بجامعة مركز فيرمونت الطبي، إن “تنظيف الأيدي بمطهرات اليد لن يضر، ولكن لا أعتقد أنها الخطوة المطلوبة بشكل أساسي في مكافحة فيروس كورونا. من بين الوسائل التي ذكرتها إرشادات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، أقول إن غسيل الأيدي يأتي أولاً، ثم الحذر والامتناع عن لمس الوجه ثانياً، وبعد ذلك يأتي استخدام مطهرات الأيدي”.
وتؤكد كريستي على أهمية غسل الأيدي بالمياه والصابون (أو مطهر اليد في حالة عدم إمكانية غسل الأيدي بالطريقة التقليدية) قبل ملامسة الوجه. وهذا لأن ملامسة سطح ملوث بالجراثيم والفيروسات غير كافية لكي تصاب بالعدوى، يجب أن تنتقل تلك الجراثيم عبر الأغشية المخاطية للوجه، مما يجعل تجنب ملامسة الفم والعينين والأنف من التدابير الوقائية بالغة الأهمية.