لا أريدك أن تكون بعدُ طفلاً في الإيمان

[walaa farouk]

جلست شارداً حزيناً مهموماً قلقاً أتذكر ما مرَّ عليَّ في الماضي من مشاكل وهموم،
أفكر بما أنا عليه الآن من ضيق وتعب، وأتأملُ أيضاً بما قد يحمِله المستقبل من ظروفٍ صعبة.
..في هذه اللحظة أحسست أن أحمال العالم بأسره
قد وُضِعت على أكتافي وقلتُ في نفسي أيمكن هذا يا إلهي! أين وعودك لي!
ألم تقل تعالوا إلي يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم؟!
لقد أتيت يا رب و كلي أحمال وأوجاع ولكنها لم تزول....
ما المشكلة ماذا أفعل؟ لقد تعبت.. كل شيء قد أُغلِق في وجهي..

فجاةً جائني صوت
في هدوء، وقال لي:

لا تخَف فكلُّ ما أنتَ عليه من آلامٍ وضغوطات أنا قد سمحت بها
لكي أختبر إيمانك وأنقّيك من كل الشوائب. لا أريدك أن تكون بعدُ طفلاً في الإيمان
بل أريد أن أصنع منك رجلاً يثبت فيَّ.. ويثق في محبتي ..ولا يتركني حتى في أسوء الظروف.
ولا أريدك أن تكون لعبة سهلة في يد إبليس يؤثر عليك؛ ولكني قد جعلتُ إبليس تحت أقدامك،
فقد أعطيتُك سلطاناً كي تدوس الحيات والعقارب وكل قوات العدو،
فلا تخَف من شيء، بل ثق أنه كلما كثُرت عليك التجارب والضيقات كلما ازداد إيمانك
وازدادت قوتك لمواجهة المصاعب..

فقلت يا رب أريد أن أشعر
بوجودك بقربي
في مثل هذه الظروف...

فقال لي: أنا دائماً قربك وبجانبك ولكنك لا تشعر بوجودي لأن تيار مصاعب الحياة قد جرفك بعيداً عني
، وبسبب ظروفك، لم تعد تقرأ كلمتي
ولم تعد تصلي كما من قبل ولم أعد أسمع منك غير التذمر والشكوى
، وقد سمحتَ لإبليس أن يشكّكك في وعودي ومحبتي لك..

انحنيت خجلاً
وقد امتلأت عيناي بالدموع
وقلت: سامحني يا الهي..

سامحني لأنني شككت في محبتك، محبتك التي ظهرت على الصليب،
محبتك التي جعلتكَ تأتي من سمائك وتتواضع حتى أدنى درجات التواضع حتى الموت على الصليب لأجلنا
، وكيف أن إبليس جعلني أشك أنك معي في الضيق تنقذني وترفعني..
يا لحماقتي وجهلي وضعف ايماني..

حينها علِمتُ لماذا وضعني الله
في مثل هذه التجارب ..

لأني نظرت بعدها الى حالتي الروحية، ورأيت كيف زاد ايماني ومحبتي ليسوع المسيح ربي،
وكيف أنه قد أدخلني الى عمق جديد معه، وكيف صرت أتمتع به أكثر
، وكيف أصبحت أقضي أوقات طويلة في الصلاة وقراءة الكلمة، وأن هذا الشيء لم يكن من قبل!

فشكرتُ الله على هذه الظروف
التي وضعني بها
لكي يقوّي ايماني
وينقّيني من كل الشوائب..
وقد أصبحت الآن أدرك معنى:
"أن كل الأشياء تعمل معاً للخير
للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون
حسب قصده."..!!

[Mary Naeem]

فشكرتُ الله على هذه الظروف
التي وضعني بها
لكي يقوّي ايماني
وينقّيني من كل الشوائب..

مشاركة جميلة جدا
ربنا يبارك حياتك

[walaa farouk]

ميرسى على مرورك الغالى