كان من عائلة شريفة تقية في بيثينيا. تلّقى نصيبًا وافرًا من العلوم الدنيويّة. حاول خلال حياته البحث عن رجال الله القادرين على تعليمه بمثالهم وفضائلهم.
انضمّ إلى دير انصرف فيه إلى الجهاد ضد الأهواء والأفكار الموحى بها من الأبالسة. تعلّم ضبط النفس بصرامة وتربّى على أصول الصوم وتلاوة المزامير والصلاة المشتركة والصلاة الشخصيّة، كما تعلّم تمييز الأفكار وحفظ الذهن.
اتّهموه يومًا بسرقة الأواني فلم يشأ تبرير نفسه فغادر الدير لئلا يكون عثرة لمتّهميه. أحبّه الإخوة في الدير الجديد لنسكه وتواضعه ووداعته.
لبس الإسكيم الرهباني الكبير وصُيّر كاهنًا. بعد ثلاث سنوات اعتزل على مرتفع يعرف باسم الياس النبي، شمالي خليج نيقوميذية. رقد في الربّ بسلام وهو في الخمسين من عمره.