رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِلى أَنْ يَقُومَ كَاهِنٌ آخَرُ على رُتْبَةِ مَلْكِيصَادِق”ّ!
أحد وجود الربّ في الهيكل إِذًا لَو كَانَ الكَمَالُ قَدْ تَحَقَّقَ بِالكَهَنُوتِ اللاَّوِيّ، وهُوَ أَسَاسُ الشَّرِيعَةِ الَّتي أُعْطِيَتْ لِلشَّعْب، فأَيُّ حَاجَةٍ بَعْدُ إِلى أَنْ يَقُومَ كَاهِنٌ آخَرُ على رُتْبَةِ مَلْكِيصَادِق”، ولا يُقَال “عَلى رُتْبَةِ هَارُون”؟ فمَتَى تَغَيَّرَ الكَهَنُوت، لا بُدَّ مِنْ تَغْيِيرِ الشَّرِيعَةِ أَيْضًا. فَالَّذي يُقَالُ هـذَا في شَأْنِهِ، أَي الـمَسِيح، جَاءَ مِنْ سِبْطٍ آخَر، لَم يُلازِمْ أَحَدٌ مِنْهُ خِدْمَةَ الـمَذْبَح، ومِنَ الواضِحِ أَنَّ رَبَّنَا أَشْرَقَ مِن يَهُوذَا، مِنْ سِبْطٍ لَمْ يَصِفْهُ مُوسى بِشَيءٍ مِنَ الكَهَنُوت. ويَزِيدُ الأَمْرَ وُضُوحًا أَنَّ الكَاهِنَ الآخَرَ الـَّذي يَقُومُ على مِثَالِ مَلْكِيصَادِق، لَمْ يَقُمْ وَفْقَ شَرِيعةِ وَصِيَّةٍ بَشَرِيَّة، بَلْ وَفْقَ قُوَّةِ حَيَاةٍ لا تَزُول. ويُشْهَدُ لَهُ: “أَنتَ كَاهِنٌ إِلى الأَبَد، على رُتْبَةِ مَلْكِيصَادِق!”. وهـكذَا يَتِمُّ إِبْطَالُ وَصِيَّةِ الكَهنُوتِ السَّابِقَة، بِسَبَبِ ضُعْفِهَا وعَدَمِ نَفْعِهَا، لأَنَّ الشَّرِيعَةَ لَمْ تُبَلِّغْ شَيْئًا إِلى الكَمال، ويَتِمُّ أَيْضًا إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَل، بِهِ نَقْتَرِبُ مِنَ الله. قراءات النّهار: عبرانيّين 7: 11-19 / لوقا 2: 41-52 التأمّل: في هذا العيد، نتأمل سويّةً في الكهنوت إنطلاقاً من “إِبْطَالُ وَصِيَّةِ الكَهنُوتِ السَّابِقَة، بِسَبَبِ ضُعْفِهَا وعَدَمِ نَفْعِهَا” في مقابل كهنوت المسيح “الـَّذي يَقُومُ على مِثَالِ مَلْكِيصَادِق… وَفْقَ قُوَّةِ حَيَاةٍ لا تَزُول”! ما يميّز كهنوت الربّ يسوع هو عدم استناده إلى “شَرِيعةِ وَصِيَّةٍ بَشَرِيَّة” بل ارتكازه على ألوهيّة الربّ يسوع وأزليّته في المحبّة فلا يبطله زمانٌ أو ظروفٌ أو متغيّرات لأنّه ليس محصوراً بسبطٍ أو بعرقٍ بشريّ بل بدعوة الله للإنسان كي يساهم في تقديس ذاته وفي تقديس الخليقة ولذلك يساهم في “إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَل، بِهِ نَقْتَرِبُ مِنَ الله”! |
|