رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دراسة عن صلاة الثالث ما بين التقليد الليتورجي والموروث الشعبي صلاة الثالث .. صرف الروح .. رفع الحصير ..مصطلحات يتم تداولها بين الشعب المسيحي في الصلاة التي يقيمها الاب الكاهن في اليوم الثالث ليوم وفاة أو نياحة أو سفر أي مسيحي إلى السماء. لماذا الترحيم ؟قامت الأستاذة نيفين جرجس باحثة الماجستير بقسم العبادة والليتورجيا بالكلية الإكليريكية بدراسة بعنوان” صلاة الثالث (رفع الحصير) ما بين التقليد الليتورجي والموروث الشعبي ” والتي تم عرضها ضمن الأوراق البحثية المقدمة في مؤتمر التراث القبطى بين الاصالة والمعاصرة والذى عقد مؤخرا في المركز الثقافي القبطى الارثوذكسي، حيث قام قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بتكريمها. تعرضت الباحثة في دراستها إلي المصطلحات الكنسية والشعبية عن صلاة الثالث وكيفية تأثرت الليتروجيا أو الصلوات الكنسية المرتبة بالموروث الثقافي للمجتمع حفاظا علي هويته. وأوضحت لـ ” وطني ” قائلة : انه من الممارسات الطقسية المتكررة دائماً أمام عيوننا صلوات التجنيز على أحبائنا الذين ينطلقون من هذا العالم الفاني، والكنيسة لا تذكر أعضاءها الذين خلعوا الجسد يوم الرحيل فقط بل تذكارات متنوعة منها تذكار صلاة الثالث والذي له طقسه وترتيبه وليتورجيته. وصلاة الثالث تسمى أيضاً بصلاة رفع الحصيربحسب المخطوطات الليتورجية ، وهذا إشارة لإنتهاء الجلوس لتلقى العزاء والنواح على المنتقل.وإنتهاء حدة الحزن لأن أهل الفقيد من السيدات لحزنهن لا يجلسن علي أرائك أو كراسي بل علي حصير في هذه المدة. وأيضا ًمعروفة شعبياً بصلاة صرف روح الحزن من أهل المنتقل وغالباً ما تتم فى بيت المنتقل ولكن يمكن أن تقام فى الكنيسة . اما عن طقس الصلوات في هذا اليوم فقالت : طقس صلاة الثالث له أساس في الموروث الشعبي من حيث إعتقادات قديمة كانت لدي المسيحيين، وقد قام البحث بعرض بعض الموروثات الشعبية من المعتقدات المصرية القديمة. وقد اختلفت تذكارات الراقدين في كتب القوانين الكنسية والكتب الطقسية وفقاً لعادات وتقاليد الشعب والجيل الذي صدرت فيه تلك القوانين. وتعرض البحث لمناقشة فكرة الترحيم علي الراقدين وأصلها الكتابى وفي التقليد الكنسي ، فقالت الباحثة : الصلاة لأجل الراقدين وإقامة التذكارات لهم جاء عملاً بصلاة القديس بولس الرسول من أجل أنيسيفورس، وقوله عنه «لِيُعْطِهِ الرَّبُّ أَنْ يَجِدَ رَحْمَةً مِنَ الرَّبِّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ» (2تي 1: 18) والمقصود بذلك اليوم هنا، هو يوم الدينونة، وأيضاً من أجل غفران الخطايا العرضية وخطايا السهو حيث أنه لا يوجد إنسان بلا خطيئة ولو كانت حياته يوماً واحداً على الأرض كما نصلى في أوشية الراقدين. وقد شهدت قوانين الرسل مثل قانون 69 وكتابات وأقوال الأباء مثل يوحنا ذهبي الفم وترتيليانوس وديونسيوس الأريوباغي الذي آمن على يد بولس الرسول وإفرام السرياني وغريغوريوس النازيانزيوقوانين باسيليوس وغيرهم من القوانين وأقوال الآباء والذين قالوابأهمية الصلاة على الراقدين وأهمية صلاة الثالث والتذكارات المختلفة لأجلهم. الصرف لأى روح ؟ وحول الشائع ان صرف الروح هو صرف روح المنتقل ، قالت الباحثة : عرض البحث إلى الرأي الرسمي للكنيسة عن وقت صرف الروح وهو أن الروح تنصرف بمجرد إنفصالها عن الجسد فهي تنطلق مباشرة لكي تستقر في الموضع المحدد لانتظارها.وتعرض البحث أيضاً للجذور السابقة على المسيحية الخاصة بصرف الروح وجولانها إلى اليوم الأربعين للوفاة وتذكار اليوم الثالث عند الشعوب الأخرى. وأيضاً أمثلة من الكتابات القديمة على المسيحية مثل الإلياذة لهوميروس وغيرها. ومن خلال دراسة لكثير من المخطوطات القديمة لترتيب صلاة الثالث وقراءاته لا نجد أي تلميح للمعتقد الفلكلوري الخاص بأن روح الميت تحوم حول المنزل لمدة ثلاثة أيام. ولكن كانت هناك محاولات لتنصير هذه العادات القديمة وتقبل الكنيسة للصالح منها ورفضت الأفكار الخاطئة وأباء الكنيسة إستنكروا ورفضوا هذه الأفكار وتحدوها بمنتهى الحزم والقوة مثل القديس يوحنا ذهبي الفم في عظة له عن الغني ولعازر والتي أشار فيها أن الروح تذهب إلى الله مباشرة ولا تبقى هنا أية فترة أخرى. تنصير العادات المصرية القديمة ورغم تعدد القراءات في النصوص المختلفة لصلاة الثالث إلا أنها كلها تتحدث عن القيامة، وإختيار اليوم الثالث للوفاة لإقامة الصلاة إنما هو دليل على إرتباطه بقيامة السيد المسيح من الأموات في اليوم الثالث.أما عن الطقوس المرافقة لصلاة الثالث من ماء وملح وخضرة (الريحان) والخبز وإيقاد البخور وفرش الميت هي جميعاً استمرار وتنصير لطقوس كان الكاهن المصري القديم يقوم بها في حفل الجنازة والدفن بعد أيام التحنيط، أما عن أكل السمك في صلاة الثالث هو إذا لم يتفق وقوعه في أيام الصوم فهي عادة تستمد أصولها من المسيحية ولا أصول لها في مصر القديمة فكلمة سمكة باليوناني معناها (إخسوس) ιχθυς وهي تجميع حروف (ايسوس بخرستوس ثيؤس ايوس سوتير) وتعني يسوع المسيح ابن الله المخلص وهذا إشارة إلي قيامة السيد المسيح وأن من رقد هذا سيقوم مرة أخري. وإستمرارهذه الطقوس إنما هو دليل على قوة العادات والتقاليد التي لا تتعارض مع الإيمان المسيحي وخصوصاً بعد تنصيرها وإلباسها ثياباً مسيحية وتقديم ما يساندها من أيات كتابية. وأيضاً إحترام الإيمان المسيحي لعادات الشعوب وخصوصية الطقوس في شعوبها فلا يلغي قومية وهوية أي شعب في ممارسة الطقوس. وقد قام البحث أيضاً على التحليل الليتورجي لهذه الصلاة وخاصة وأن لهذا الطقس مصادر في عدةمخطوطات قديمة حيث قامت الباحثة بدراسة 11 نص من مخطوطات مختلفة، مع تحليل للطقوس المرافقة لصلاة الثالث، بمقارنة كل هذه النصوص. وإستخرجت عدة نتائج. منها التنوع الليتورجي في صلاة الثالث حتى عند الكاتب الواحد فأحدهم إحتوى على 3 نصوص مختلفة وأيضاً توصلت الباحثة إلى وجود طلبتين إحداهما قديمة جداً. كما قامت بتقديم طقس ونص صلاة الثالث للكاهن والأسقف والفرق بينه وبين صلاة الثالث للعلمانيين.وأن صلاة الثالث الخاصة بالأسقف لم يرد ذكرها في كثير من المخطوطات ولم ترد في الدراسات التي تناولت صلاة التجنيز من قبل. |
|