يتم الاحتفاء باليوم العالمي لشلل الأطفال في الرابع والعشرين من كل عام، وهو تاريخ ميلاد العالم الأميركي جوناس سالك، الذي تمكن من تطوير أول لقاح فعال ضد المرض.
ويصيب مرض شلل الأطفال، الصبية دون سن الخامسة، ويعد من الأمراض الفيروسية المعدية، ويصيب النظام العصبي، مما قد يؤدي إلى شلل تام في غضون ساعات قليلة من الإصابة.
يملك فيروس شلل الأطفال البري 3 سلالات من النمط واحد واثنين وثلاثة. وتم القضاء بنجاح على النمط 2، عام 1999، بينما تم الإعلان عن آخر إصابة بالنمط 3 عام 2012 في نيجيريا.
وتنتقل عدوى شلل الأطفال من خلال الاتصال المباشر بمريض آخر، أو عبر المخاط واللعاب. وفي بعض الأحيان يمكن الإصابة بالعدوى من الطعام أو المياه.
وتظهر أعراض شلل الأطفال في غضون ساعات من الإصابة، ومنها الحمى والتعب والصداع والتقيؤ والألم في الأطراف وتصلب في العنق.
معدل الوفاة
ويلاقي ما بين 5 بالمئة و10 بالمئة من المصابين بشلل الأطفال حتفهم مع توقف أعضائهم التنفسية عن أداء وظائفها.
ورغم أنه ما من دواء للشفاء من هذه المرض، فإن الحل الوحيد للوقاية منه يكمن في تلقيح الأطفال عن سن مبكر. وكان أول لقاح لشلل الأطفال تم اكتشافه 1995
القضاء على المرض
انخفضت درجة الإصابة بشلل الأطفال من 350 ألف حالة عام 1988، إلى 33 حالة فقط عام 2018 من خلال حملات التوعية العالمية والمبادرات للقضاء على المرض.
ووضعت منظمة الصحة العالمية الخطة الاستراتيجية الجديدة للقضاء على شلل الأطفال والشوط الأخير من استئصاله بين عامي 2013 و2018، في إطار التسليم بإمكانية تحول المرض إلى وباء، والمخاطر الكبيرة لاحتمال العجز عن وقفه.
وجرى تقديم الخطة في "قمة اللقاحات العالمية" في العاصمة الإماراتية أبوظبي، في نهاية أبريل 2013. وهي أول خطة للقضاء على جميع أنواع مرض شلل الأطفال في وقت واحد – سواء الناجمة عن فيروس شلل الأطفال البري أو فيروس شلل الأطفال الناجم عن اللقاح.
دول في خطر
تم القضاء على شلل الأطفال في معظم البلدان إلا أن بعض الدول منها أفغانستان وباكستان لا تزال في خطر.
ودقت المبادرات الدولية للقضاء على شلل الأطفال ناقوس الخطر بعدما كشفت عن رصد إصابات جديدة هذا العام منها ثمانية في نيجيريا وحالة في الصومال وحالتين في الكونغو الديموقراطية.
حالما يتم القضاء على شلل الأطفال، يمكن للعالم الاحتفال بالنجاح في إيصال منفعة عالمية عامة كبرى يستفيد منها جميع الناس على قدم المساواة، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه.
وقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن القضاء على شلل الأطفال سيوفر على الأقل 40 إلى 50 مليار دولار أميركي على مدى السنوات العشرين المقبلة، معظمها في البلدان المنخفضة الدخل.
والأهم من ذلك، أن هذا النجاح يعني عدم معاناة أي طفل مرة أخرى من الآثار الرهيبة لإصابته بالشلل مدى الحياة نتيجة لفيروس شلل الأطفال.