الروح القدس ليس ضمن المخلوقات لأنه يوحدنا بالله
الكنز في الثالوث 33 للقديس كيرلس الكبير
يكتب بولس الرسول لبعض المؤمنين وهو يفكِّر ويتكلَّم بمنتهى الاستقامة والحكمة: «لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله،
إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضًا للخوف، بل أخذتم روح التبني, الذي به نصرخ يا أبا الآب» (رو 14:8-15),
فإن كان الروح القدس يجعل الذين يسكن فيهم أبناء الله، بل ويجعلهم شركاء الطبيعة الإلهية، حتى إننا بسبب ذلك نكون متحدين بالإله الذي يفوق الكل، فنصرخ بدالة يا أبا الآب،
فليس إذن الروح القدس من ضمن العبيد، ولا هو في رتبة المخلوقات، بل هو بالحري يحمل في ذاته طبيعياً امتياز الجوهر الإلهي،
لأنه من هذا الجوهر وبه هو كائن، وهو يُمنح للقديسين بواسطة الابن، وبذلك يؤلِّههم، ويدعو للتبني أولئك الذين يحل فيهم.