ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رعب العشماوي من الجيش المصري وماذا قال له هذا الخبر منقول من : الوطنفى مساء 29 مايو 2019، كان المصريون يترقبون خبراً مهماً، وعيونهم معلقة بطائرة مقبلة من ليبيا، وما إن هبطت الطائرة فى أرض مطار القاهرة، حتى سلطت الكاميرات أضواءها لتكشف وقائع تسليم الإرهابى «هشام عشماوى»، مسجلة تفاصيل واحد من أهم إنجازات المخابرات المصرية فى السنوات الأخيرة، وعلى أثر ذلك انفجرت موجة من التهليل والفرح والإشادة بعمل الأجهزة الأمنية المصرية، عبر وسائل الإعلام المختلفة، وصفحات مواقع التواصل الاجتماعى، فمشهد تسليم عشماوى لا يقل أهمية عن مشهد القبض عليه فى «درنة» الليبية، ولم لا فتراب البلدين لا يزال مخضباً بدماء ضحاياه. وعلى الجهة الأخرى من الحدود، كان هناك رجل ستينى ينظر للمشهد بفخر، وهو يحمل روحه على كفه، ولم تمر أيام حتى حاول الإرهابيون استهدافه، انتقاماً منه على الدور المهم الذى لعبه فى القبض على «عشماوى»، إنه الشيخ «سليمان بولهطى»، الرجل العسكرى، الذى اشتهر بلقب «صائد عشماوى»، فهو الذى قاد مجموعة الاقتحام التى نفذت عملية «صيد» الإرهابى المصرى. الشيخ سليمان بولهطى لـ"الوطن": حاصرنا الإرهابى المصرى ومجموعته 3 أشهر وكنا نريده حياً وسقوطه نعمة من الله بعبوة ناسفة أرادوا أن يتخلصوا من حياة «بولهطى»، وترددت الأنباء حول مقتله، والبعض قال إنه أصيب فقط، لكن الرجل الذى خبر الحياة وخاض معها معارك بامتداد عمره، نجا من أى أذى، ليروى لـ«الوطن» وقائع القبض على «عشماوى»، كاشفاً جوانب كثيرة للقصة، تحمل كثيراً من التضحيات والبطولات، ويكشف أنه «أسطورة»، فهو أب لـ3 شهداء، وعم لـ4 شهداء آخرين، أبناء أخيه الذين تربوا فى بيته هو، من بينهم زوج ابنته، ليطلقوا عليه «أبوالشهداء». «البداية طويلة لكن محطتها الأبرز كانت فى فبراير من عام 2015، حين امتلأت طرقات مدينة (القبة) الليبية بعشرات الجثث والجرحى، فى مشهد دموى حزين كان نتاج واحدة من أشرس هجمات تنظيم (داعش) الإرهابى، مشهد أثار حفيظة أبناء هذه المدينة، فتنادوا من كل حدب وصوب لا يفكرون إلا فى الثأر والقصاص من هؤلاء الإرهابيين البغاة» هكذا بدأ «بولهطى» حديثه مع «الوطن»، وأضاف: كانت العمليات ضد المجموعات الإرهابية قائمة ربما منذ عام 2013، لكنها كانت تبدو محاولات فردية، وبصفتى عسكرياً متقاعداً، خدمت فى القوات المسلحة من عام 1974 حتى عام 1989، قررت أنا ومن معى من أبناء المدينة تشكيل كتيبة عسكرية تحمل اسم «أولياء الدم»، وكان نجلى الأكبر «فرج» من السباقين فى الانضمام إليها. منفذ عملية القبض عليه ضربه على رأسه بالبندقية ليمنعه من استخدام الحزام الناسف وشعرت لحظة صيده بأن الشهداء ما زالوا أحياء يقول: «انتسبت الكتيبة الجديدة إلى الجيش الوطنى الليبى، الذى أطلق عملية (الكرامة) لتحرير ليبيا من الإرهاب، وكنت أقود العمليات لاقتلاع جذور الإرهاب من (درنة)، المدينة التى كان يختبئ فيها هشام عشماوى»، مستطرداً: «نحن جيش لنصرة المقهورين، اللى يعيش يعيش واللى يموت يموت» كانت هذه هى آخر عبارة قالها «فرج» ابنى الأكبر، الذى استشهد وهو فى زهرة شبابه، 21 عاماً، خلال المعركة ضد الإرهابيين. ويروى «العسكرى» قصة استشهاد ابنه قائلاً «عندما بدأ الإرهابيون يدخلون إلى مناطقنا ويقومون بنهب أرزاق وخيرات الناس، شكل فرج خلية من مجموعة من الشباب وبدأوا يهاجمون تمركزات المجموعات الإرهابية، وبعدها بدأت الحرب تتسع مع الإرهابيين، وكان هو من أكثر من واجهوا العناصر الإرهابية من تنظيم داعش وغيره، وكانوا جميعاً يستهدفونه»، وأضاف: كان فرج يتتبع تحركات هؤلاء الإرهابيين فى أى مكان، ولما انطلقت عملية «الكرامة» انضم إليها، ولم يكن خياره بالمواجهة مع التنظيمات الإرهابية سهلاً فقد كان يُعرف بـ«العدو الأول للإرهابيين»، وكانت التهديدات من العناصر الإرهابية تنهال علىّ، يقولون امنعه من السير فى هذا الطريق، لكننا لم نخش هذه التهديدات لا أنا ولا هو، ولا أى أحد من بقية المقاتلين، وواصل: استمرت المعركة ضد المجموعات الإرهابية فى «درنة»، حتى سقط «فرج» شهيداً فى إحدى المعارك، ليكون أول شهيد أقدمه فداء للوطن، مضيفاً «عندما استشهد فرج احتفلوا بوفاته بتسيير مجموعة من السيارات التابعة لهم تجوب شوارع المدينة، بأصوات الكلكسات، ووزعوا الحلوى، بينما أنا فرحت لأنى قدمت ابنى شهيداً من أجل هذا الوطن»، وأشار «الشيخ العسكرى» إلى أن نجله فرج كان ينادى بضرورة مواجهة التنظيمات الإرهابية مبكراً، فقد كان لا يعجبه من كانوا يسيطرون على «المؤتمر الوطنى» (البرلمان المنتهية ولايته)، وكان يسأل دوماً: كيف يحكم هؤلاء ليبيا؟ ليس معقولاً أن يدير هؤلاء بلدنا، ولو لى أمر لما سمحت لهم بإدارة شئوننا، فهم مجموعة من الإرهابيين، كل تصرفاتهم تدعم ما تفعله الجماعات الإرهابية فى الناس، من قتل ونهب ثروات وأرزاق، وهم عدونا الأول. استشهاد أبنائى السبعة كان صعباً لكن الحرب ضد الإرهاب فُرضت علينا وأنا والإرهابيون احتفلنا باستشهاد نجلى الأكبر من الأب إلى الأبناء، نقل الشيخ سليمان لأفراد عائلته حب العمل العسكرى، ودربهم، قائلاً «أنا عسكرى متقاعد، ونحن بطبعنا عندنا دراية وعلاقة بالعمل العسكرى، ودربتهم عليه، كما دربتهم على ركوب الخيل»، ويضيف «علاقتى بفرج كانت علاقة الأب بابنه السند والظهر والصديق، كان قريباً جداً منى، وكان قريباً منى فى الشبه، حتى فى تصرفاته كان يشبهنى، وقبيل استشهاده قال لى نحن جيش لنصرة المقهورين». شقيق فرج الصغير «فراس»، انضم للخلية التى شكلها الابن الأكبر للحاج سليمان، من 15 شاباً لقتال الإرهابيين، وظل مع شقيقه يشد من أزره، يقاسمه المعارك ضد الإرهاب، ويزاحمه فى حب الوطن والرغبة فى تحريره. وكان من الممكن أن يثنى استشهاد «فرج» وأغلب أفراد الخلية عن مواصلة المعركة، لكن النيران اشتعلت فى قلبه أكثر، وظل على العهد حتى لحق بالراحلين. يقول الشيخ سليمان: كان فراس متعلقاً بى أكثر من أى شخص آخر من إخوته وأمه، كان صبوراً وكلامه قليل، رغم أنه فى الوقت ذاته خفيف الظل، كان محافظاً على الصلاة منذ صغره، ويضيف: عندما علم باستشهاد شقيقه الأكبر شعرت أنه لم يعد يهمه الموت، كان يهمه الثأر لشقيقه ومحاربة الإرهاب، حتى بات أشرس من كل أفراد هذه المجموعة التى تشكلت لمواجهة العناصر الإرهابية. كان «فراس» يعرف الصحراء جيداً، وكان ينصب الكمائن لاستهداف الإرهابيين، وفى أحد أيام شهر ديسمبر من عام 2015، رصد رتلاً للإرهابيين فنصب لهم كميناً بمنطقة «إقريش» الصحراوية، قبل أن يتحرك إلى مهمته اتصل بوالده يمازحه وطلب منه أن يعطيه ثمن بنزين للسيارات التى ستتحرك لملاقاة الإرهابيين، حينها طلب والده أن ينتظر بعض الوقت حتى ينضم إليها، فقال له الابن: «لا خلاص جميلة، خليك انت»، يقول «بولهطى»: «كان يضحك معى بهذه العبارة». هذا المزاح كان آخر ما بين الأب ونجله الثانى، فقد اشتبك «فراس» مع العناصر الإرهابية فى «إقريش» وسقط شهيداً عن عمر 18 عاماً، هو وزميله وتوأم روحه عصام الميهوب. ويضيف الشيخ سليمان «قبل استشهاد فراس كنا نشعر جميعاً أنه سيستشهد، حتى زوجته قالت له هذا، كان يمزح معنا باستمرار، وواجه ما قلناه له بالهزار». مات فى هذه المعركة 18 عنصراً إرهابياً، وكانت وقتها أكبر خسارة لحقت بالتنظيمات التكفيرية فى «درنة»، وهى معركة ربما لم يعرف الإعلام عنها كثيراً. هنا يثور تساؤل، هل يكتفى الأب ويبتعد عن هذا الطريق ليحافظ على حياة نجله الثالث «عبدالكبير»؟، وهل يخشى الشقيق الثالث أن ينال مصير شقيقيه الكبيرين؟ عن هذا يجيب الشيخ العسكرى، قائلاً «أبداً لم نخف ولم نتراجع»، ويضيف: كان «عبدالكبير» الأكثر مهارة بين أشقائه رغم أنه كان أصغرهم، يعرف كيف يستخدم جميع الأسلحة، يتعامل معها بجسارة بلا تردد، يجيد التعامل مع الألغام، حتى إن زملاءه كان يطلقون عليه «الجندى الروسى»، لأنه كان ملماً بجميع الأسلحة، فضلاً عن قدراته على الاستعراض عليها. خلال العام 2018، كانت المعركة ضد الإرهاب فى «درنة» تتسع يوماً بعد الآخر، وظل «عبدالكريم» فارساً فيها حتى سقط شهيداً، ولحق بشقيقيه، وعن آخر حوار بينهما يقول الأب: «طلب منى الجلوس فى المنزل وعدم النزول للقتال ضد العناصر الإرهابية، وقال أنا وزملائى سنكمل ونأخذ بثأر الشباب، حتى استشهد وترك لنا ولدين وبنتاً». انضممت لعملية الكرامة التى قادها الجيش الوطنى الليبى ونجلى كان يقول لى دوماً: نحن جيش لنصرة المقهورين ورغم سقوط أولاده الثلاثة شهداء فى مواجهة الإرهاب، قال «العسكرى»: لم أجزع ولم أفكر فى التراجع ولو لمرة واحدة، فأنا مثلى مثلهم أقاتل معهم، نحن نعرف قضيتنا، لم نتحرك من أجل مكسب شخصى وإنما من أجل قضية وطن يكتوى بنار الإرهابيين، استشهاد أبنائى كان صعباً للغاية، لكن الحرب فُرضت علينا والله غالب على أمره. القصة لم تنته عند استشهاد الأبناء الثلاثة، فيقول الحاج سليمان: «كنت أباً لأولاد أخى الأربعة، ربيتهم كما ربيت أولادى، واستشهدوا كما استشهد أولادى، فأنا أب لسبعة شهداء»، موضحاً: «علاقتى بأبناء أخى كانت قوية، أنا ربيتهم وكانوا متعلقين بى للغاية حتى استشهدوا». وأضاف: «رحيم وناصف استشهدا معاً فى معركة واحدة مع الإرهابيين فى 2016، وقبلهم استشهد مفتاح فى معركة منفصلة، وآخرهم كان أحمد ابن أخى وزوج ابنتى، الذى استشهد بإحدى المعارك الدامية». فى المشهد الأخير نحن أمام رجل يفقد 3 من أبنائه ويقدم 4 من أبناء شقيقه الوحيد شهداء، ربما ذلك كان يدفع الأخ إلى لوم شقيقه لأنه تسبب فى ضياع كل الأبناء، 7 شهداء، لكن الموقف كان مختلفاً، يقول «العسكرى»: شقيقى كان يقول لى دوماً مع كل شهيد، طالما أنت بخير فليس هناك ما يحزننى، كان يخشى علىّ أكثر من الجميع، ويقول قدرنا نقدم أبناءنا شهداء من أجل وطنهم. فى منزل واحد يعيش «بولهطى» مع 5 أولاد وبنتين هم أحفاده، يتذكرون معاً من وقت لآخر تضحيات الجد والأبناء، تلك الحكايات التى تمثل لهم مصدر فخر طوال العمر. الجد يرى أن ما فعله هو وأبناؤه أمن مستقبل هؤلاء الصغار وضمن لهم حياة كريمة فى الزمن القادم، ويقول: «بإذن الله فى مستقبلهم لن يكون هناك إرهاب، وستكون الحياة تغيرت، نحن ما خلقنا للقتال، ما فعلته كان من أجل أحفادى ومستقبل أفضل لهم، ولكى لا يروا الظلم الذى رأيناه من الإرهابيين، ولكى يعيشوا فى دولة هادئة مستقرة يحيون فيها حياة كريمة». ربما يمتلك الرجل القدرة على تحمل ألم فراق الأبناء، لكن ماذا عن زوجته «أم الشهداء»، التى تكمل صورة العائلة، فهى الأخرى كان لها نصيبها من البطولة، فقد كانت تستقبل أنباء استشهاد أبنائها برباطة جأش، يقول عنها «الشيخ سليمان»: عندما استشهد فرج الابن الأكبر لم تبك، وطلبت من الجميع عدم البكاء على نجلها فهو الشهيد، وقد أصيبت بالسرطان لاحقاً، لكنها مؤمنة بقضاء الله وقدره تعرف أن أبناءها شهداء مكانهم الجنة. وأضاف: «أذكر أنه عندما استشهد نجلى الأصغر عبدالكبير علقنا الزينات على المنزل، وأضأنا الأنوار وكأنه فرح، احتفاء بشهيدنا الثالث». تحولت «درنة» إلى ما يشبه «مدينة أشباح» بفعل ما ارتكبته الجماعات الإرهابية من قتل وتخريب وحرق ونهب وممارسات، أصبح بها أبناء هذه المدينة ذات التاريخ الحضارى والثقافى الطويل أسرى لدى جنود الظلام والتطرف، وكانت الانتفاضة قادمة لا محالة من قبَل أبناء المدينة الغيورين عليها، وكان «الجيش الوطنى الليبى»، يتقدم خطوة خطوة فى المعركة التى لم تكن سهلة، كون المدينة يتحصن بها «صيد ثمين». كانت المعلومات كلها تؤكد وجود الإرهابى المصرى هشام عشماوى داخل المدينة القديمة، وكانت التحركات مرصودة والمساحة تضيق على الإرهابيين، أبناء المدينة يريدون الثأر والقصاص من «عشماوى» رأس الأفعى، ومن ورائهم المصريون، الذين اعتبروا اصطياده ثأراً للشهداء الذين سقطوا فى العمليات التى خطط لها. خطة الأخذ بالثأر من «عشماوى» لم تنص على قتله، إنما كانت معدة من أجل القبض عليه، فقد «كنا نعرف أنه صيد ثمين ولا بد من القبض عليه حياً، لأن هذا أكثر إفادة من قتله»، وفقاً لـ«الشيخ سليمان»، الذى أوضح أن القوات كانت تستطيع دك «درنة» على رؤوس الإرهابيين، لكن لم يكن ذلك مطلوباً، إنما «كنا نريد عشماوى حياً». يروى «بولهطى» تفاصيل اللحظات الأخيرة فى عملية القبض على «عشماوى» قائلاً: استمرت المواجهات فى درنة، حتى تم حصار المجموعات الإرهابية، وكنا نعرف أن بينهم أجانب، وعلى رأسهم «عشماوى»، وكانت خطتنا أن يتم القبض عليهم أحياء، وهذه كانت التعليمات التى تلقيناها من القيادة العامة للجيش الليبى. وأضاف: «حاصرناهم فى المدينة القديمة حوالى 3 أشهر». دفع رجال «بولهطى» ثمناً كبيراً من شهداء وجرحى، كانوا يريدون الإرهابيين أحياء، والإرهابيون يصرون على المقاومة، استمر الحصار حتى أُخذ قرار الاقتحام، وبدأت العملية بالفعل، وفى إحدى الليالى كان هناك 3 أفراد من مجموعة «الشيخ سليمان» يستعدون لتنفيذ عملية نوعية خلف خطوط العناصر الإرهابية، وفوجئوا بـ«عشماوى» ورصدوا تحركاته من منطقة إلى أخرى، فهجموا عليه ومن معه، وانقض على «عشماوى» أحد جنود مجموعة الاقتحام وضربه ببندقيته على رأسه حتى يفقده القدرة على استخدام الحزام الناسف، الذى كان يرتديه، وتمكن من القبض عليه وفك الحزام، و«وقع عشماوى فى المصيدة». وقال «بولهطى»: «عندما اتصلوا بى قلت لهم تحفظوا عليهم أحياء حتى لو متم أنتم، ونقلناه لاحقاً إلى غرفة العمليات، وتم التحقيق معه». القبض على «عشماوى» كان لحظة ينتظرها الأب المكلوم الذى فقد أبناءه وأبناء أخيه شهداء، لحظة وقف فيها «بولهطى»، وجهاً لوجه مع «عشماوى» والعين فى العين، عسكرى سابق يقف فخوراً بما قدمه من تضحيات لوطنه منتصراً فى مواجهة عسكرى سابق اختار طريق خراب وتدمير وطنه ذليلاً، يحاول التلاعب بالعبارات أملاً فى اجتذاب من قبضوا عليه لعلهم يتركونه أو لا يتعرضون له بأذى. يروى «الشيخ سليمان» جانباً من الحديث الذى دار بينه وبين «عشماوى» قائلاً: «عشماوى قال إنه جاء هنا ليجاهد من أجل فلسطين، هنا قلت له أنت فى درنة ولست فى فلسطين، كنت (روحوا) حاربوا الإرهاب الذى يقوم به اليهود ضد الفلسطينيين، بل ما حدث العكس أنتم تأتون إلى بيوتنا لتقتلونا»، مضيفاً: «قلت له أنت كنت عسكرياً مصرياً، كان يفترض أن تكون معنا فى صفنا وليس ضدنا، فبدأ يحكى عن وجود ظلم فى مصر فقلت له حرفياً إحنا هنوديك عندهم إن شاء الله». يبدو أن حديث «بولهطى» مع «عشماوى» كان كاشفاً لأكثر ما يخشاه الإرهابى المصرى بعد القبض عليه وهو تسليمه إلى مصر، حتى إنه بحسب «بولهطى» عرض عليهم التعاون معهم مقابل عدم تسليمه، وقال إنه مستعد للقيام بكل ما يطلب منه فى مقابل ألا يتم تسليمه، قال حرفياً: «أنا مستعد أتعاون معاكم فى أى شىء لكن ماتسلمونيش لمصر، فقلت له ستتم التحقيقات معك هنا أولاً وأنت مصرى لا بد أن تسلّم إلى مصر وتجرى محاكمتك فى مصر، ثم تم تحويله إلى غرفة العمليات وتسليمه إلى القيادة العامة للجيش الليبى إلى أن تم تسليمه إلى مصر». يوم لن ينساه وسيظل «بولهطى» يتذكره وكذلك أحفاده من بعده وأبناء وطنه أنه كان قائد مجموعة الاقتحام التى قبضت على «عشماوى»، ويقول عن هذه اللحظة: «اعتبرتها منحة ونعمة من الله سبحانه وتعالى أن مكننى منه حياً، شعرت فى لحظة القبض عليه أن الشهداء أحياء بيننا بنجاح هذه العملية، شعرت بأننا أمام نصر كبير ثأرنا به لدماء الشهداء وانتصرنا لهم». ويضيف: «عشماوى ومن مثله أذنبوا وأجرموا بحق أنفسهم قبل المجتمع، ونتمنى القصاص العادل منه». أما الذى ضرب «عشماوى» ببندقيته فله هو الآخر قصة مهمة جعلت لقصة الشهداء فى عائلة «بولهطى» بقية، فهو نجل شقيقه، كأن شجرة العائلة كلها أرادت أن تكتب اسمها فى التاريخ، خاصة أنه صار أحد شهداء الحرب على الإرهاب فى «درنة» فى وقت لاحق. يراقب «الشيخ سليمان» عمليات «الجيش الليبى»، الذى يقترب الآن من قلب العاصمة «طرابلس» لتخليصها من قبضة الميليشيات التى وفرت البيئة الخصبة للمجموعات الإرهابية من مختلف «المشارب»، فيوجه هذه الكلمات: «أقول للمتعاطفين مع الإرهابيين أو الداعمين لهم انتهى الأمر والحرب على الإرهاب فى نهايتها»، مضيفاً: «على الإرهابيين تسليم أنفسهم أفضل لهم، فهم ليس لهم مكان لا فى مصر ولا فى ليبيا، نصرة الدين والوطن قضية الجيشين والشعبين الليبى والمصرى وسننتصر سننتصر مهما كان». |
|