28 - 05 - 2019, 07:13 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الخطية والتوبة من جهة الخبرة
سلام في روح المحبة والرأفة والرحمة
أُريد أن أقدم لكم طريق التائبين من جهة الخبرة
فإن أراد أحد أن يتوب فليتبع خطوات التائبين الذين دخلوا في طريق القداسة وعاشوا بالتقوى، لأننا من ناحية الخبرة نجد جميع الذين نالوا قوة الغفران من الرب إلهنا، حينما أرادوا أن يتوبوا بإخلاص بعد أن ادركوا عدم نفع الشرّ وتذوقوا ظلمة الخطية المُدمرة للنفس، وأرادوا برغبة خالصة أن يخرجوا من الظلمة للنور وينتقلوا من الموت للحياة ويدخلوا في شركة حقيقية مع القدوس البار، فأننا لم نجدهم وضعوا أعذاراً لخطاياهم، ولم يضيعوا الوقت ليفكروا في كم من الشرور وقعوا فيها وارتُكبت،
بل قالوا في أنفسهم: [إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم، أقوم واذهب إلى أبي]، فلم يضيعوا وقتهم في تفكير كثير، بل بقلب صادق متواضع منكسر وقفوا أمام الله الحي طالبين رحمته بكل قلبهم، متكلين على قدرة خلاصه لشفاء نفوسهم المريضة بالخطايا والذنوب،
فلم يخزوا ولم يخرجوا فارغين، بل خرجوا من محضره مُحملين بالبركة نائلين غنى النعمة المُخلِّصة، لأن القلب المنكسر المتواضع لا يحتقره الله، بل مثل تلك النفوس تتطهر بدم حمل الله رافع خطية العالم وتتغير عن شكلها وتدخل في السيرة الروحانية ويكون الرب عوناً لها.
فأن كنت حقاً أحببت هؤلاء القديسين التائبين،
واستحسنت سيرتهم في فكرك وقلبك وشغلتك بالتمام وجعلتك تتحدث عنهم هنا وهُناك وفي كل مكان تذهب إليه أو تكتب فيه، تمثل بهم إذاً ليكون لك شركة حقيقية معهم في نفس ذات النور عينه الذي أشرق عليهم بالشفاء، ولا تتواني عن خلاص نفسك لأنه يوجد إله رحيم مُخلِّص النفس بالتمام، وهو بنفسه يدعوك للتوبة لتنجو من موت الخطية ويمتلئ قلبك سلام، فقم الآن حالاً ولا تتواني لتنال البرّ والسلام من ملك السلام وتحصل على تلك القوة من الأعالي، وحينما تنال تلك القوة لا تعود تُخطئ أيضاً.
|