![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اعتقاله
عام 1941، احتلّت القوّات الألمانيّة يوغسلافية واعتقلت الأسقف نيقولاي مع البطريرك جبرائيل دوزهيش وأودعتهما معتقل داشو في ألمانيا. عُرف هذا السّجن بعدم إنسانيّته. أمضى نيقولاي فيه سنتين عانى خلالهما أشدّ التّعذيبات الّتي يمكن أن يحتملها إنسان. وقد نسب نجاته من هذه المحنة الصّعبة إلى والدة الإله فكتب لها في السّجن "القانون الابتهالي وصلاة لوالدةالإله الكليّة القداسة" بالإضافة إلى مؤلّف عن يوميّاته في السّجن. وقد سأله أحدهم:"هل يدمّر المعتقل الحياة الرّوحيّة أو يحييها؟". فأجاب الأسقف نيقولاي:" أنت جالسٌ في الزّاويّة وتقول لنفسك: "أنا تراب، أنا رماد، يا ربّ خذ روحي". وفجأة ترتفع روحك وترى الله وجهاً لوجه ولكنّك لا تتحمل هذه الرّؤية فتقول له: "يا ربّ لا أستطيع، أعدني مجدّداً إلى حيث كنت" وهكذا من جديد تقبع في الزّاوية ساعاتمتتالية وطويلة وتقول لنفسك: "أنا تراب، أنا رماد، يا رب خذ نفسي" ومن جديد يرفعك الرّبّ الإله لتعاينه... لو كنت أستطيع لكنت أستبدل كلّ سني حياتي بساعة واحدة في معتقل داشوا!". في 8 أيار 1945، أُطلق سراحه بفضل الفيلق الأميركيّ. التجأ بعدها المعترفان نيقولاي وجبرائيل إلى بريطانيا. من هناك عاد جبرائيل إلى بلغراد كبطريرك، أما نيقولاي فانتقل إلى أميركا للمرّة الرّابعة والأخيرة. هناك بدأ الأسقف المنفيّ بإلقاء المحاضرات في عدد من المؤسّسات التّعليميّة بعدما استعاد عافيته من آلامٍ في الظّهر والسّاق. |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() في المنفى
في حزيران 1946، مُنح دكتورا في اللاهوت من جامعة كولومبيا نظراً لتفوّقه الأكاديميّ. هذه كانت الدّكتورا الخامسة والأخيرة الّتي نالها. بين العامين 1946 و1949، علّم المغبوط نيقولاي الدّائم الوفاء لبلده في معهد القدّيس سابا في ليبرتيفيل في إيلينوي. أيقن نيقولاي أهميّة نقل التّعليم الأرثوذكسيّ باللّغة الإنكليزيّة للصرب الّذين ولدوا في أميركا فنشر عدداً من مؤلّفاته الدّينيّة باللّغة الإنكليزيّة. وآخر كتاب كتبه كان سيرة القدّيس سابا. ويقول أحد الأساتذة في المعهد، الدّكتور فيسيلين كسيش إنّ هذا الكتاب يكشف جانباً من تفكير الأسقف نيقولاي وتأمّله في نهاية حياة القدّيس سابا: فالقدّيس سابا انكفأ إلى بيت الصّلاة في ستودينيكا وصلّى إلى ربّه أن يسمح له أن يرقد في بلدٍ غريب. لماذا طلب هذا من ربّه؟ في ظن نيقولاي هناك عدّة أسباب منها: كان القدّيس سابا يعترض على الوضع السّياسيّ المتقلقل في بلاده، وأراد أن يسترعي انتباه شعبه إلى ذلك، بالإضافة إلى قناعته أنه يستطيع أن يساعدهم أكثر من خارج البلاد. هذه الأسباب الثّلاثة هي الّتي ربّما دفعت الأسقف لأن يأتي إلى أميركا ويمكث فيها إلى نهاية حياته. |
||||
![]() |
![]() |
|