أن هذا الكلام لا يعني إطلاقاً الوصول لحالة من العصمة أو التحصين الكلي ضد أي عثرة أو سقطة، لأن طالما الإنسان ما زال في الجسد ولم يتمجد بعد وينال الجسد الممجد أو ينتقل لفردوس النعيم، فأنه ما زال تحت ضعف وتحت حرب دائمة، ومن الممكن أن تتعثر خطواته في أي مرحلة أو يسقط عن هفوة أو يقع في خطأ ما في أي وقت أو ساعة، وهذا يختلف في كل مرحلة، لكن كلما تقدَّم في الطريق ونضج ليس من السهل سقوطه أو تعثره، لكن ممكن أن يحدث هذا لأي سبب من الأسباب لذلك كان تحذير الرب ودعوته أن نسهر ونُصلي:
أما المرحلة التي تليها هي مرحلة الآباء العارفين الذي كان من البدء،
وهذه المرحلة هي مرحلة بذل الذات والدخول في حالة النسك بحسب الإنجيل التي هي: "ومعك لا أُريد شيئاً في الأرض"، فالصوم هنا صوم إخلاء وترك كل شيء مهما ما كان صالح ولا تشوبه شائبة، لكنه إفراغ النفس من كل شيء للامتلاء من الله والدخول في سرّ الحضرة الإلهية لمعاينة ورؤية النور، نور وجه الله الحي: لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لِإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. (2كورنثوس 4: 6)