![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصوم والجسد ![]() ممارسة الصوم في المسيحية تتعلّق مباشرة بالجسد، فليس الصوم رفضاً لحاجات الجسد بل مساهمة في إيجاد رغباته الأصلية الحقّة التي تحجبها سماكة الخطيئة وقوة الشرّ ليصبح جسدنا بالتالي، شفافاً أمام النور الإلهي الذي يخترقه، فلا يمكن أن يشكّل الجسد حاجزاً أمام الخلاص بل يعبّر بفعل الصوم عن كائن بشري يتوق إلى قيامة الأجساد منتظراً مجيء العروس. فلا يمكننا أن نُسيء معاملة ذواتنا كجسد سيعود إلى التراب، بل علينا أن نتحوّل بفعل الروح القدس إلى اكتشاف ذواتنا كجسد سيعود إلى الله بقيامة المسيح. بالخلق ظهر الإنسان على صورة الله وبالتجسّد صار ابن الله إنساناً. أنما بالصوم فجسد المؤمن يصبح صورة جسد المسيح الممجّد. كما أن الصوم هو التوبة: هو زمن الصفح والتكفير عن الخطايا والجهاد في سبيل تنقية النفس وإنعاش المحبة المجروحة بالمعاصي. هو الصفح عن جميع المساوئ والإهانات والزلاّت: “إن غفرتم للناس زلاّتهم، يغفر لكم أبوكم السماوي زلاّتكم”، فلا معنى للصوم إذا كنا نحقد ولا نغفر. هذا ما نردده في الصلاة الربية:”…اغفر لنا خطايانا كما نحن نغفر لمن أساء إلينا”، هو زمن توبة وتقرّب من الله بصلاة خاشعة كلها ندامة وانسحاق كلها ثقة وأمل. فالصوم هو أول مثال أعطانا إياه يسوع المسيح في بدء حياته الرسولية؛ فقبل أن يعظ أو يعلّم، انعزل عن العالم. فالصيام هو الامتناع عن الأكل، إما طاعة لأمر من الرب، وإما للحصول على نعمة خاصة، وإما لإتمام وصيّة في المحبة، وهي أكثر إلحاحاً من تناول الطعام. وهذا ما نلاحظه في تصرّف ربنا يسوع المسيح. ![]() |
![]() |
|