منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 03 - 2019, 12:03 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

الشهيدة دوروثيا
الشهيدة دوروثيا
عن كتاب: نساء شهيدات وعذارى حكيمات ـ إعداد القمص تادرس البراموسى


ولدت هذه القديسة فى مدينة قيسارية من أبوين مسيحيين تقيين اسم والدها تاودورس واسم والدتها تاودورا وكانا تقيين جداً، وكان والدها أحد قضاة المدينة فلما اشتد الاضطهاد على المسيحيين فى مدينة رومية اتفق مع قرينته التقية وفرا هاربين إلى مدينة كبادوكيا تاركين مدينة قيسارية. وهناك رزقا بهذه الابنة المباركة فسمياها دوروثيا. وقد تعزيا جداً بها وعمداها باسم الثالوث القدوس. فأفاض الروح القدس عليها بمواهبه منذ الصغر فنمت فى العبادة وقامت فى الفضيلة، ولا سيما الاتضاع والوداعة والعفة. ثم أن الله تعالى زين تلك الفتاة التقية بعقل ثاقب حتى صارت الفريدة من نوعها بين بنات عصرها. وكان لها فوق ذلك من البهاء ما يعز وجوده فى أمثالها لذلك تقدم كثيرين لخطبتها فلم ترض بذلك لأن قلبها وكل عواطفها قد انشغلت بالرب يسوع السماوى.
فقال لها الحاكم: "من ذا الذى ترغبين فى أن تموتى حباً به." فقالت لـه القديسة: "إن ذلك هو ربى وإلهى ومخلصى يسوع المسيح." قال لها الحاكم: "وأين هو سيدك يسوع المسيح." فقالت لـه: "إنه فى كل مكان فى السماء وعلى الأرض وهو الجالس عن يمين أبيه. وأرجو أن أحظى به إلى الأبد بعد موتى فهناك النعيم الذى لا يزول فكم اشتهى أن تفوز أنت معنا بتلك الحياة وتترك عنك هذا الجهل وتصير مسيحى وتتمتع بالأمجاد السماوية." فنظر إليها الحاكم متأملاً فى جراءتها وشجاعتها الفريدة وقال لها: "يا ليتك تقبلى مشورتى وتعبدى آلهتنا وترتضى بالزواج وإلا أنك ستندمين حينما ترين العذابات المعدة لك وكم هى قاسية فاشفقى على شبابك."
فقال لـه القديسة: "حاشا لى أن أعبد الشيطان أو أن أتزوج بعد أن صرت عروساً لسيدى يسوع المسيح." فلم يتمالك الحاكم أن يسمع كلامها فقطع حديثها وقال لها: "إن النصارى أسدلوا دون ذكائك حجاب الخرافات والخزعبلات التى فى ديانتهم الباطلة. آه منكِ لقد خُلقتِ بأذكى عقل لكنك لا تستعملينه إلا لسوء حظك وهلاكك." فقالت دوروثيا: "إسمع أيها الحاكم اللبيب لأية علة تُحسب سعادة الإنسان بينما هو يزول. والموت الذى به نصل إلى السعادة الحقيقية تدعوه شقاء!!" فتعجب الوالى والحاضرين من قوة خطابها واحتشامها المقرون بالشجاعة. لكنه إذ رأى أنه قد ضاق ذرعاً وعجز عن أن يقنعها بكلامه. عزم على أن يستعمل معها حيلة، سولت له نفسه أنه بها يبلغ مأربه. فبعد أن أمر بوضع القديسة فى السجن استدعى أختين وجدهما ملائمتين لغرضه وقد كانتا ثاقبتى الفكر لطيفتى الكلام وكانتا قد ارتدتا عن المسيحية لما خافا من الاضطهاد. فلما حضرتا لديه قال لهما: "قد عرفتما سخائى عليكما لأنكما ارتددتما عن النصرانية إكراماً لى فأريد منكما أن تفرغا كافة جهدكما فى أن تجعلا دوروثيا تقتفى أثركما حتى إذا أتممتما ذلك جوزيتما منى ومن الملك خير جزاء." فسرت تلك الأختين بذلك وعاهدتاه بأنهما ينفذان أمره ويقومان بهذه المهمة خير قيام وكان اسم إحداهما "كرستينا" والأخرى "كالبستينا". فأمر الحاكم أن تقاد دوروثيا إلى بيت هاتين الأختين وتسلم إليهما. ومنذ وصلت بيتهما شرعتا تغريانها بأن تنكر السيد المسيح، كما فعلا هما وكيف أغدق عليهما الحاكم من الخيرات، وكيف هما الآن يتمتعان بالراحة والسعادة. لكن القديسة نظرت إليهما باشمئزاز وحقارة على ما يقولان ولا سيما بعد أن عرفت أنهما فى ساعة ضعف أنكرا السيد المسيح وهربا من ميدان الجهاد.
وطفقت القديسة بكل الحب وبكل الوداعة تخاطب هاتين الفتاتين، وتبين لهما سماجة هذه الخطية الكبيرة وشدة العذاب الذى أُعد لهما جزاء إنكارهما وجحودهما للسيد المسيح. فأخافتهما وأرهبتهما بذلك، إلا أن اليأس من رحمة الله كان قد اشتملهما لأجل جسامة إثمهما، فقالتا: "كيف نتجاسر على الرجوع إلى يسوع ابن الله بعد أن كفرنا به." ثم زرفتا الدموع الغزيرة وهن يتكلمن بذلك، فقالت لهما البتول: "لماذا تتكلمان بهذا أما تعلمان أن اليأس من رحمة الله هو أشنع من الكفر به. تذكرا أنه أتى من السماء ليشفى البشر من كل أمراضهم وأنه لا يوجد جرح ولا أثم مهما كان عظيماً يعسر شفائه على طبيبنا الإلهى. إنه جلت رحمته جاء ليخلص العالم، كل العالم ليعلم كل ذى جسد أن من التجأ إليه بالتوبة فإنه يجد الخلاص بلا شك، ألم تسمعا قول الوحى الإلهى على لسان إشعياء النبى: هلموا نتحاجج يقول الرب إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالصوف النقى وإن كانت حمراء كالدودى تبيض كالثلج. وقول الرب يسوع لذكره السجود: وخطاياكم لا أذكرها فيما بعد بل لأطرحها فى بحر النسيان، فتوبا إلى الله توبة صادقة فإنه يغفر لكما خطاياكما."
وفيما كانت تورد لهما هذه الحقائق خرت كرستينا وكالبستينا تحت قدميها وطلبتا إليها بأسف شديد ودموع غزيرة لكى تصلى من أجلهما وتتضرع إلى الله أن يقبل توبتهما ويغفر لهما خطاياهما ويتغاضى عن الشر الذى فعلاه. وفى تلك الأثناء حضر رسول من قبل الحاكم يأمر بحضور الأختين والقديسة دوروثيا. فلما وصلتا إلى الحاكم قالتا لـه كرستينا وكالبستينا: "إننا نعترف أمامك وأمام هذا المحفل الغفير بأننا قد فعلنا جرماً عظيماً جداً حينما جحدنا الإيمان بربنا وإلهنا يسوع المسيح وسجدنا للأوثان خوفاً من العذاب والموت الزمنى."
فلما سمع الحاكم هذا الكلام التهب قلبه وغضب غضباً شديداً ومزق ثيابه وأمر بربط الأختين ظهراً لظهر على أن تلقيا فى إناء مملوء زيتاً مغلياً ففرحت الأختين بذلك وشرعتا فى الشكر لله وطلبتا منه أن يتقبل موتهما وفاء عن نفاقهما، فطرحهما الجنود فى الإناء. حينئذ خاطبتهما دوروثيا بتهليل قائلة: "تقدمانى يا أختاي وثقا أن خطيتكما قد غفرها لكم الرب. وأسلمتا الروح بيد الرب يسوع وأخذتهما الملائكة بالفرح والتهليل لتسكنا فى مساكن الأبرار. بركتهما وشفاعتهما تكون معنا وتعيننا فى غربتنا إلى النفس الأخير. أمين.
أما الحاكم بعد استشهاد الأختين فغضب على القديسة وقال لها: "إلى متى تفترين على آلهتنا." وأمر أن تُلقى فى الإناء، غير أن الله تبارك اسمه حفظها سالمة، فمن أجل هذه الأعجوبة آمن كثيرون بالسيد المسيح فأمر الحاكم أن تُعذب بأقصى من ذلك العذاب. فربطوا رجليها وعلقوها على عمود ثم ضربوا جسدها الطاهر بالسياط ثم مزقوا جسدها بمخالب حديدية ووضعوا على ثدييها شموع متقدة وكان وجه القديسة مضئ كالشمس وهى تصلى مبتسمة كأنه لم يصيبها شئ البتة. فسألها الوالى عن سبب ذلك فأجابته قائلة: "إننى أفرح أن الرب يسوع خلص كرستينا وكالبستينا وأفرح أن أيامى قد قربت لملاقاة ربى يسوع المسيح وملاقاتهما. فأراد الحاكم أن يسترح منها فأمر بقطع رأسها فهتفت القديسة قائلة: "أشكرك يا محب البشر يا مخلص جميع الملتجئين إليك. لأنك تدعونى إلى فردوسك السمائى."، وخرجت من أمامه.
فدنا منها شاب من الشرفاء اسمه ثاؤفيلس وقال لها: "إلى أين تمضين يا دوروثيا." فأجابته القديسة إنى ماضية إلى بستان عريسى بسرور." فقال لها ثاؤفيلس متهكماً: "أسألك يا عروس المسيح أن ترسلى إلىَّ قليلاً من فواكه وورد بستان عريسك." فقال لـه القديسة: "إعلم يقيناً أنه يتم الأمر كما طلبت." فلما وصلت إلى المشهد وكانت فرحة كأنها فى يوم عرسها، أنه تقدم إليها طفل جميل المنظر وقدم لها صحفة بها ثلاث ثمرات وثلاث وردات بأوراقها الخضراء مع إن الزمن كان شتاء. أما البتول الطاهرة فقالت لـه: "أهدى هذه من قبلى إلى ثاؤفيلس وقل لـه إن هذه الفواكه وتلك الزهور من بستان عريسى يسوع وبعد ذلك اختفى الطفل."
فتقدم منها السياف فطلبت منه أن يمهلها قليلاً ثم جثت على قدميها وصلت وتضرعت إلى الله أن يقبل روحها لتشترك فى التسبيح مع الملائكة ثم قدمت رأسها إلى السياف فتقدم إليها وضربها بحد السيف وفاضت روحها إلى الله الذى أعطاها. وتقدم أحد المؤمنين وأخذ جسدها وكفنه ودفنه بإكرام عظيم وكان الرب يصنع من جسدها الآيات والمعجزات العظيمة. وكان استشهاد هذه القديسة العظيمة فى سنة 308م بركة صلوات وشفاعات هذه الشهيدة تكون معنا وتحرسنا من تجارب العدو الشرير إلى النفس الأخير ولإلهنا المجد دائماً أمين.
أما ثاؤفيلس المذكور فبينما هو فى منزله هو وجملة من أترابه يحكى ما فعل من الاحتقار بالقديسة دوروثيا. إذ بالطفل المذكور دخل عليه وقدم له الفواكه والزهور التى ذكرناها وقال له: "هذه هدية لك من أختى دوروثيا اجتُذبت من بستان عريسها." قال هذا وغاب عن النظر. فجثى ثاؤفيلس على الأرض مندهشاً شاكراً الله على ما أحسن به إليه واعترف أمام الحاضرين أن السيد المسيح هو الإله الحقيقى خالق السماوات والأرض وهو مخلص العالم ثم هتف: "لتكن مباركاً يا يسوع إلهى يا عريس العذراء الشهيدة دوروثيا فطوبى للذين يؤمنون بك يا يسوع الإله الحى ويموتون من أجل إيمانك." فخرج أحد الحاضرين وأخبر الحاكم بذلك وبما قالـه الشاب ثاؤفيلس. فلم يصدق حتى مثل أمامه ذلك الشاب، وبكل شجاعة اعترف بإيمانه بالسيد المسيح لـه المجد. فلاطفه الحاكم كثيراً عسى أن يثنيه عن رأيه. ولما وجده ثابتاً على إيمانه ولم يتزعزع بالتهديد، أمر الحاكم بتعذيبه فعلقوه من رجليه على خشبة وضربوه بالسياط بغاية القسوة ومزقوا جسده بمخالب حديدية فلم ينثنى عن إيمانه بل كان يصلى وهو باش الوجه فرح جداً كالقائد المنتصر ويقول: "يا ربى يسوع المسيح ابن الله الحى إننى أعترف باسمك القدوس فاقبلنى مع عبيدك المؤمنين باسمك السالكين طرقك الحافظين وصاياك، ليكن لى نصيب معك." فأمر الحاكم بقطع رأسه فتقدم السياف وقطع رأسه المقدسة ونال إكليل الشهادة وصعدت روحه لتتمتع مع الأبرار والصديقين.
بركة صلاته تكون معنا أمين.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
صورة القديسة دوروثيا
صورة القديسة دوروثيا من قيصرية
القديسة دوروثيا من قيصرية
صورة القديسة دوروثيا
القديسة دوروثيا


الساعة الآن 11:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024