رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كواليس وتفاصيل العثور على جثمان ماما إيفون مع اقتراب أولى صافرات الإسعاف إذعانا بوصول أولى جثامين ضحايا حادث «حريق محطة مصر»، ليهرول إليها أفراد من أسرة الفقيدة إيفون عياد بطرس، مبادرين بسؤال السائق الذي توقف في انتظار اجتياز الحاجز الأمني: «اللي معاك ايه ذكر ولا أنثى طمنا ربنا يبارك فيك؟»، كان السؤال الذي استمروا في ترديده بعد أن فقدوا الأمل في إيجاد شقيقتهم الموظفة في محطة مصر والتي فُقد أثرها عقب الحادث وسط عدد من الروايات المختلفة بين الموت حرقًا والنجاة بإصابات، فقسموا أنفسهم إلى فرق بحثية في كل المستشفيات، وفرقة أخيرة وقفت تنتظر أمام أبواب مشرحة زينهم داعين الرب لانتهاء «الكابوس الأليم الذي استيقظوا عليه». في الساعة الثانية والنصف، وصل عدد من أفراد الأسرة بينهم أخيها الأصغر، إلى باب المشرحة، في محاولة بائسة لإيجادها بعد أكثر من 4 ساعات من البحث المتواصل عن أخته لكن «دون جدوى»، ليقف عاجزًا في انتظار وصول الجثامين وبدء عملية التعرف عليها. وبعد نحو 6 ساعات من الانتظار المرير أمام الحاجز الأمني، بدأت الأسرة المكلومة في تلقي روايات عديدة من شهود العيان زملاء «إيفون»، الذين أكد أحدهم في تدوينة عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بعثت الأمل في نفوسهم أن شقيقتهم بصحة جيدة في الدور الخامس بمستشفى دار الشفاء، ليسرع فريق من الأسرة إلى هناك آملين في العثور على أمهم. تمر 3 ساعات أخرى، يستمر فيها البحث على قدم وساق بين الأسرة المكلومة التي فقدت جزء من روحها كانت تجسده «الأم والأخت إيفون بطرس»، ليستقر بهم الحال جميعًا أمام أبواب المشرحة: «تعبنا يارب نلاقي حتى جتتها ندفنها ونبرد نار قلبنا ببركاتك يا أم النور ساعدينا». «موتنا ألف مرّة في الانتظار»، وسط صلوات ودموع ذويها أمام المشرحة، واتصالات متواصلة لاستمرار البحث عن «إيفون»، بدأت المحطة الأخيرة، بعدما أُعلن بدء سحب العينات لإجراء تحليل dna، للأقارب من الدرجة الأولى، للكشف عن هوية الجثامين «مجهولي الهوية». «الأستاذ سمير اتفضل»، كان الصوت الخلفي لأحد أفراد الأمن يستدعي شقيقها الأكبر، لسحب العينة، الأمر الذي استقبلوه بالصلوات آملين في نجاة شقيقهم، ليجتاز الرجل الستيني حاجز المشرحة الأمني، بين حوار جانبي من أشقائه الأصغر سنًا: «يا سمير لو مش هتقدر أدخل أنا متجيش على نفسك وتتعب أكتر من كدا» عبارة نطقها شقيقهما الأصغر بصوت ناحب في محاولة للتخفيف عن أخيه وابنها الأكبر مينا سامي، ليسدل الستار على مشاهد الرعب التي عاشتها الأسرة طوال النهار بعد تعرف نجلها وشقيقها على جثمانها الطاهر، واضعين حدا أخيرًا لألمهم. فصل جديد من مأساة الأسرة، بدأ اليوم، بعد أن طالبتهم مصلحة الطب الشرعي بإجراء تحليل آخر لنجلها مينا، للتأكد من تطابق الحمض النووي للجثمان مع الابن، الأمر الذي سيعيق تسليم جثمانها لأسرتها مرّة أخرى. هذا الخبر منقول من : الوطن |
|