![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تعرف على عمليات “إطالة” الأطراف غير الشرعية في الهند ![]() 0 الطول، وكما يعرف جميعنا، صفةٌ للجمال في كثيرٍ من الثقافات والأعراق حول العالم، وعلى مرّ التاريخ. ولكنّ ذلك الأمر يختلف أحياناً، ففي الغرب اليوم يعدّ الطول صفةً للجمال، ويُنظر للنساء الطويلات على أنّهن جذّاباتٍ وجميلات؛ بينما في العالم العربي قد لا يحبذ الطول في السيدات كثيراً، وغالباً ما نسمع أنّ المرأة الطويلة تود أن تظهر بشكلٍ أقل طولا، على عكس الشباب الذين يتفاخرون بطولهم وبنيتهم. لكن الوضع في الهند مختلفٌ تماماً، فهناك يصرف الشبان الهنود المال الكثير على عملياتٍ جراحيةٍ معقدةٍ ومؤلمةٍ، على الرغم من عدم وجود رقابةٍ طبيةٍ عليها، وعلى حساب مصاريفٍ أخرى أساسيةٍ مثل تطوير مهنتهم أو دراستهم، أو حتى تأهيلهم للزواج. لم تخبر كومال أصدقائها أين كانت في السنة الماضية مختفيةً لستة شهورٍ. فهذه الفتاة ذات الأعوام الأربع والعشرين، من مدينة كوتا في الهند، ذهبت لتقابل الدكتور عمار سارين، جرّاح عظميةٍ في دلهي، والذي جعلها أطول ب 8 سنتيمترات، من خلال عمليةٍ تتضمن كسر العظام في أرجلها، وارتداء آلةٍ طبيةٍ حتى تتمكن من المشي مجدداً بعهدها. حيث اضطر والديها لبيع الأرض الموروثة من أسلافهم لتتمكن من إجراء تلك العملية، لكن بالنسبة لكومال، فإنّ مزيداً من الطول يستحق هذا العناء. ” لدي الكثير من الثقة الآن، لقد كان طولي 137 سنتيمتراً فقط، وقد اعتاد الناس هنا على أن يسخروا مني، حتى أنّني لم أستطع الحصول على عملٍ، والآن، فإنّ أختي الصغيرة ستجري العملية أيضاً.” تاريخ جراحة إطالة الأطرافوفي بلدٍ يعدّ فيه طول القامة جذّاباً، فإنّ كومال هي من بين عددٍ متزايدٍ من الهنود اليافعين الذين يستخدمون تلك العمليات لتحسين فرص عملهم وحتى زواجهم، مما أدى إلى ازدهار جراحة التجميل هناك. ولكنّ جراحة تطويل الأطراف هي غير مرخصةٍ أبداً في الهند، والعديد من الجرّاحين لا يمتلكون الخبرة الكافية لها. وكذلك فإنها تضفي وصمة عارٍ على الخاضعين لها. (اختارت صحيفة الغارديان ألا تذكر اسم كومال الحقيقي). يقول الدكتور سارين: ” إنّ هذه الجراحة هي من أصعب الجراحات التجميلية، ولكن الأطباء يقومون بها وهم مازالوا في فترة الاختصاص (الزمالة)، فهم يجرّبون أنفسهم ومهاراتهم في المرضى. فلا يوجد أيّة جامعةٍ، أو أيّ تدريبٍ، لا يوجد شيءٌ من هذا كله”. إنّ السمعة القوية للهند تنعكس من خلال أطباءها المدرَّبين جيداً والخدمات الطبية الرخيصة، جعلتها تجذب الناس من كلّ أنحاء العالم، يوافق ذلك مردوداً يقدر بحوالي ثلاثة مليارات دولارٍ من السياحة الطبية فقط. وتشغل جراحة التجميل قسماً كبيراً من هذا الرقم، فهي رخيصةٌ في الهند على العكس من بلدان أوروبا وأمريكا التي تكلّف فيها هذه العمليات أربعة أو خمسة أضعاف تكلفتها هنا. بدأ الدكتور سارين بالقيام بهذه العملية منذ خمس سنوات، وعالج 300 مريضٍ إلى الآن، ثلثهم فقط من الهند. يقول: “إنها موضةٌ رائجةٌ في الهند، اتلقى حوالي 20 اتصالاً هاتفياً في اليوم من أناسٍ يقولون لي ‘أريد أن أصبح أطول، يجب أن أكون أطول’.” أحد الشباب الذي خضع للعملية في عام 2015، كان قد قابل على الأقل 20 طبيباً قبل أن يتخذ القرار بالخضوع لهذه العملية. “إنّ العديد من الأطباء الذين التقيت بهم، كانوا قد أجروا العملية مرةً أو مرتين، وأحدهم لم يقم بها من قبلًا أبداً. لقد بحثت ما يناهز السنة الكاملة قبل أن أجد الشخص المناسب.” قول الدكتور صديركابوور، رئيس الرابطة الهندية لجراحي العظمية: “لا ننصح الناس بالقيام بهذه العملية إلّا في حالاتٍ نادرةٍ جداً. فهذه الجراحات لا تتم بشكل روتيني، ولها مضاعفاتٌ خطيرةٌ جداً”. وبالعودة لتاريخ هذه الجراحة، نجد أنها كانت سائدةً في فترة الخمسينيات من القرن الماضي، في مدينة سوفيتية صغيرة تدعى كورغان في صربيا. وكان مخترعها رجل بولندي يدعى Gavriil Ilizarov، الذي أصبح يعرف لاحقاً باسم “ساحر كورغان”، بعد أن قام بعملياتٍ جراحيةٍ لإناسٍ من بينهم بطلٌ أوليمبيٌ في القفز العالي. ولم تكن نية الطبيب في هذه العملية أن تستخدم للتجميل؛ كانت مخصصةٌ للأشخاص الذين تعرضوا لحوادث أو ولدوا بفارقٍ في أطوال أرجلهم. لكن اليوم، تستخدم طريقة اليزاروف من قبل الأطباء في الهند مع العديد من التعديلات لجعلها أسرع وأقل إيلاماً. الدكتور سارين والذي يحظى الآن بسمعةٍ عالميةٍ لمهارته بأداء هذه العملية، يقول أنه تصارع مع ذاته عندما قرر القيام بهذه العملية في البداية، “لقد تساءلت إذا كان ما أفعله صحيحاً أم لا، لكن عندما رأيت مدى تحسن ثقتهم بنفسهم، قررت المضي قدماً”. وعلى الرغم من أنّه قد أجرى العملية بنجاحٍ لمئات الأشخاص، يعترف سارين: “إنّه من الجنون القيام بتلك العملية”. ومع ذلك، فإنّه ما زال يعتقد بأنّ بإمكان عملية إطالة الأطراف الناجحة أن تغير حياة من يخضع لها بشكلٍ جذري، فيقول: “إن الأمر يستحق هذا العناء عندما ترى كيف يزداد احترامهم لذاتهم بعدها”. وفي النهاية، الطول صفة للجمال في أغلب المجتمعات، ولكن ما يودّ المرء أن ينظر فيه، هل تستحق هذه الصفة أنّ نضع حياتنا على المحك لنكتسبها ونصبح “جميلين”، أم أنه من الأسلم لنا والأعقل أن نترفع عن هذا المفهوم الذي يعتبره البعض خاطئً أو سطحياً حتى، يقول أحد الحكماء: ولا خير في حسن الجسوم وطولها … إذا لم يزن حسن الجسوم عقولفالجمال من وجهة نظر الكثيرين أيضاً، وكما تقول النجمة مارلين مونرو: ” الجمال في النقص”. |
|