في يونان النبي قصة كل إنسان.
يطلب الله ويرفض الانسان، ثم يهرب الي بعيد
… كل منا الي "ترشيشه" .. نظن ان هناك سوف لا يرانا الله!
عجباً … مثل آدم عندما أخطأ أختبأ أيضاً من وجه الله!
مثل آدم كان يونان وكل إنسان.
يظل يونان في قلب الله
، ولكن حان الوقت للتجارب كي تعيده للصواب
، رياح عاتية لتعيد الهارب من جديد الي حضن الله
. مثل ما اعادت الضيقة والجوع والاحتياج الابن الضال الي حضن ابيه!
ويهيج البحر وتعاند الامواج السفينة
وتزداد الضيقة من حولنا علنا نفهم ونرجع.
ومِن مَن عسانا سنهرب؟ والي أين يكون الهروب؟
وتصعد الشدة والضيقة الي اعلي نقطة،
ويري يونان الموت بعينيه!
ويختبر الانسان في عمق التجربة معني "العجز التام
" ويسقط في عمق الهاوية في بطن الحوت، في عمق بحر
.. ولا معين ولامنقذ!!
فيقول الابن الضال: أقوم الان وأرجع الي أبي.
ويصلي يونان في جوف الحوت.
ويصرخ الانسان من شدة التجربة.
ويسمع الله المحب!
ويسرع الأب ويركض ويحتضن ابنه الغائب الذي عاد
، الذي كان ميتاً فعاش!
ويستجيب الرب لصلاة يونان
ويرفع الله التجربة عن كل إنسان صارخ في ضيقه إليه!
ويخرج الانسان اجمل صلاة في عمق الضيق
ومن قلب يونان ترتفع تسبحة من عمق الموت ومن جب الهاوية تخرج أعزب الكلمات وأصدقها!
ويسمع الله الحاضر معنا ومع يونان في كل حين.
ويفرح قلوبنا.
ويقبل الله الصلاة والتوبة، يقبلنا بكل حب مثل ما قبل يونان حين قال له:
"حين اُعيت فيّ نفسي ذكرت الرب"….!!!
يقبلنا الله مهما كان شدة الجرم الذي أقترفناه
فنفرح ويفرح يونان وبصوت الحمد نذبح للرب في هيكل قدسه
انتصر يونان وينتصر الانسان المتكل علي الله الواثق في حبه.
فيأمر الرب الحوت ان يقذف يونان الي البر
.. انتهي الدرس!
ويأمر الله تجاربنا ان تنتهي فنفرح بالسلام،
فنقوم ونخدم الله ونتعلم دروس الايمان الثمين ومحبة الله لنا
ويقبل الله توبة نينوي، وتوبة يونان وتوبة كل إنسان.
وهكذا حياتنا من جيل والي جيل.
وندعوه مع يونان في وقت الضيق
، ومن جوف الهاوية فيسمع ويستجيب.
لان قصة يونان هي قصة كل إنسان….